السلام عليكم و رحمة الله

القصة بدأت عندما وصلني عبر معرفي في الفيس بوك رساله تتحدث عن خسائر كبيره حدثت مؤخرا لشركة موبينيل صرح بها تقرير حكومي صادرعن هيئة تنظيم الاتصالات المصريه .... و كانت الرساله مصحوبه بتعليقات سعيده بما حدث و يحدث لموبينيل من خسائر نكاية في مالكها .... نتيجة حملة المقاطعه المفروضه عليها الآن ....

و القصه اصلا بدأت عندما اخطأ السيد ساويرس مالك موبينيل خطأ فادحا ... عندما وضع صورة ميكي ماوس ملتحي يتأبط ميكي ماوس انثي منتقبه ..... و قام بوضع الصورة علي معرفه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" .....

الرجل المسيحي .... لم يحسبها ... و حادت عنه الحكمه ... فنشر صورة بها استهزاء واضح فاضح بملمح اسلامي صريح .... سواء اكنت اخي القارئ متفقا او مختلفا مع اللحية او النقاب .... الا انها تظل رموزا اسلاميه أصيلة ..... لها قدسيتها و مقامها العالي الرفيع لدينا نحن المسلمين ....

و رغم اننا في خضم اجواء ثوريه ... تنادي بمدنية الدوله و الحياة ... و تعتبر التفاصيل الدينيه شئونا شخصيه داخلية للافراد لا يصح التدخل فيها او التعرض لها .... الا ان السيد ساويرس تجاهل هذه المفاهيم و القيم .... و ضعف امام رغبته الداخليه في نشر الصوره التي تستهزئ - شئنا ام ابينا - برمز اسلامي ...

مالك موبينيل ... حاول التبرير .... ثم حاول ان يتهمنا بأننا نفتقر الي روح الدعابه !! ... ثم اخيرا قدم اعتذارا صريحا عن نشره للصوره .... و هذا هو المطلوب اولا....

لقد تحدثت مع زميل مسيحي ... حول هذه السقطه لساويرس .... فوجدته متفقا معي بشده انها خطأ فادح وقع فيه رجل الاعمل و السياسه ... ساويرس !!

اذا هناك اجماع بان هناك خطأ .... يدخل في الدائرة الحمراء شديدة الخطوره .... و لعل اعتذار الرجل ما هو الا خطوه في الاتجاه الصحيح نحو التصحيح ... الا انها لا تكفي

لأنه بطبيعة الحال لن يقبل مسيحي ان يقوم احد من المسلمين بتصوير قس ... علي هيئة ميكي ماوس .... فان الموضوعيه المجرده تقول ان هناك خطأ فادحا حصل ....

و لأن الرجل ليس رجلا عاديا .... و انما ناشط سياسي و رجل اعمال كبير ... و مؤسس لحزب ... و صاحب نادي رياضي يلعب في الدوري الممتاز لكرة القدم .... و قطب مسيحي له ثقله .... اذا .... كانت الخطوه الغير محسوبة علي الاطلاق .... سقطة ليست عاديه .... و عقابها ايضا لن يكون عاديا

ردود الفعل .... كانت غاضبه ..... و قطعا هي مبرره ..... فالاحساس بالغضب الفطري .... و الحنق .... يطغي علي كل مسلم شاهد هذه الصورة .... و يطال الغضب من نشرها ...

و من ضمن ردود الفعل ... كان التوحد لمعاقبة هذا الرجل اقتصاديا .... في شكل مقاطعة شركته الناجحه لخدمات الهاتف المحمول "موبينيل" ..... و يبدو ان المقاطعه قد نجحت و حققت خسائر ليست بالهينه لهذه الشركه ....

انا شخصيا ... كمواطن مسلم .... سعيد جدا بهذا العقاب .... و قد شاركت فيه .... فرغم امتلاكي "شريحة موبينيل" .... الا اني لم استخدمها او اعبئ رصيدها منذ علمت بأحداث نشر الصوره

و لكن .....

استكمالا للموضوعيه ..... و وضعا للصورة في اطار يليق بها حجما و موضوعا .... يجب ان نسأل انفسنا :

هل اعلنا حربا ضد "موبينيل" .... .؟ ... ام اننا نعاقب "موبينيل" ؟

في الحقيقه ..... هذا السؤال مهم و ضروري ....

لماذا ؟

لأن الفرق في تقييم ما نمارسه الآن ... يصنع فرقا آخر علي المدي البعيد في وجدان مصر المحروسه ...

لندخل في الموضوع ..

اذا كنا نعاقب ساويرس عبر شركته موبينيل .... فهذا اجراء ضروري لا مفر منه .... و لكن اي عقاب يجب ان يكون له سقف .... و حد ... و فتره زمنيه .... فالهدف من العقاب ان يدفع المخطئ ثمنا لخطئه ..... و هذا الثمن يجب ان يكون محددا مهما كان باهظا لكنه في النهاية رقم معلوم تقريبا .... اي انه لن يدفع الثمن الي ما لا نهايه .... بمعني .... ان حملة المقاطعه يجب ان تبدأ بتاريخ و تنتهي بتاريخ ....

اراك مقطبا حاجبيك اخي القارئ .... عموما اريدك ان تتابع القراءه قبل ان تُكِّون صورة مسبقه عما تقرأ ..

الهدف من العقاب هو ايصال رسالة للمخطئ بأنه قد اخطئ .... و ان الخطئ فادح ... لذا كان العقاب فادحا ...... و مستحقا

و لكن من جهه اخري .... نحن لم و لن نعلن الحرب علي "موبينيل" و صاحبها .... لان هذا قد يأخذ اتجاهات طائفيه ليست من اهدافنا.... و قد تضر مصالح المسلمين العليا قبل مصالح مصر العليا ..... اذا شئنا التخصص ....

ايضا .... سياسة الحروب الي ما لا نهايه .... قد تخلق ردود فعل من نفس النوع .... كأن يتجه الطرف الآخر الي مقاطعة منتجات ينتجها المسلمون ... و لو سقطنا في هذا الوضع المأساوي لا قدر الله .... سنكون قد دخلنا الي منطقه خطرة جدا أخطر من تلك المنطقه التي دخلها ساويرس بسقطته المقيته .... و هذا ما لا نريده ابدا ....

اذا يجب ان نحدد اهدافنا في اي فعل نود ان نفعله .....

هدفنا هو العقاب .... و العقاب يتحقق في اطار مقاطعة محددة الفترة الزمنيه .... لأنه ببساطه شركة موبينيل يعمل بها مصريون مسلمون سيفقدون وظائفهم اذا ما افلست الشركه عوضا علي خسائر الاقتصاد القومي المثقل اصلا ..... فاذا كنا نفكر بطريقة اعلان الحرب فاننا نحارب اخوتنا ايضا و اهلينا ..... و ايضا نحارب اخوتنا المسيحيين الذين ليس لهم ذنب فيما اقترفه مالك موبينيل ....

في النهايه ... اريد فقط .... ان احاول توضيح الامر في ذهن كل فرد ... يستمع كل يوم الي عشرات الابواق التي تنادي بالحرب علي موبينيل ....
اردت فقط .... ان اضع امامك اخي القارئ حقيقة الموقف .... و جوهره .... و اهدافه

فمالك موبينيل ... لا يعنيني .... بقدر ما تعنيني الشركة بموظفيها المسلمين و المسيحيين ... و بحجم ثقلها في الاقتصاد القومي

نعم لعقاب ساويرس .... لا لأعلان الحرب علي موبينيل

هل فهمتني .... ؟