انه الشهر الفضيل الذي يرتبط بذكريات خالده مع كل منا ... و تتفاوت الذكريات ما بين روحيه و "معديه" و تلفزيونيه ...

من كان في جيلي ... فهو حتما يتذكر رمضان الذي كان مغربه يؤذن في الثامنه مساءا ... و كان هذا يعني مزيدا من التحمل للعطش ثم الجوع ... لكن ايضا لا ينسي الجميع ان ايام و لييالي رمضان تظل الاحلي و الابقي في الذاكره ...

عندما تعود الذاكره الي الوراء ... اتذكر ان صياما دام 17 يوما كاملا تم و انا في التاسعه من العمر (تالته ابتدائي) و ان اول رمضان تم صيامه كاملا - و حتي الان طبعا - كان العمر قد بلغ عشره ... و كانت المدرسه تستعد لنقلي الي الصف الخامس الابتدائي ....

في رمضان يقوم المرئ منا بضبط "اعداداته" لكي تتواءم مع روحانية الشهر الفضيل ... فيحد بشده من كل المخالافات التي تمارس علي سبيل الاستسهال او "الهبل" او كليهما في الايام الغير رمضانية .... و بما ان الصوم هو علاقه خاصه جدا مع رب العباد و انه يمكن ان تخدع بسهوله كل البشر بانك صائم و لا تكون - لا قدر الله ... فان لذة الصوم تكتمل مع الصوم الروحاني عن كل المخالفات سالفة الذكر ... فتكون المحصلة احساسا بديعا بالقرب من الله ... و حب الله ..

من المكررات التي تحدث لمعشر الصائمين انه يمكن ان تنسي فتأكل او تشرب ... و لان الاعمال بالنيات و لان ديننا العظيم ايسر مما تتخيل انت او انا ... فالناسي يواصل صيامه فور تذكره .. و لا شئ ان شاء الله .. و الله اعلم

من اكثر المرات قسوه .... كنت مارا بالمطبخ و اذا بامي تعد خلطة السمك المقلي "ثوب و توابل و خلافه" ... و انا من عشاق هذه الخلطه قبل و بعد الطهو ....
دخلت بكل ثقه و ثبات نحو الخلطه و التهمت نصفها او يزيد .... و اذا بصراخ امي يتصاعد بشده ... "انت مش صايم؟؟؟" و يا ليتها ما صرخت ؟:D فقد تذكرت اننا في رمضان و اني صائم .... و طبعا طبعا لا مجال لشرب الماء  ..... و ظللت اعاني مه الثوم و التوابل حتي اذان المغرب ... و كان يوما صعبا ... لكنه لن يكون اصعب يوم القيامه باي حال من الاحوال ...

اتذكر ايضا .... اني كنت مكلفا بشراء كعكه "تورته" و كانت مغطاه بالشيكولاته ... و حملتها قافلا الي البيت ... و عقلي و قلبي و كياني يتمني ان يصدر قرارا بتحويل اذان العصر الي المغرب لكي احظي بقضمه من الكعكه ... و اثناء احلامي انزلقت فوقعت ارضا و اندفست وجههي في الكعكه التي انفجرت في وجههي .... و بدأ طعمها يتسلل الي فمي ... و عقلي ... و اثناء محاولات انقاذي من قبل الماره ... كرهت جدا ذلك الشاب الذي حاول تنظيف فمي من اثار الكعكه ... خوفا من انزلاق بعض القطع الي فمي فيفسد الصيام 

انه رمضان الرائع الذي تعودنا فيه علي ختم القرآن و صلاة التراويح ... انه رمضان الذي يحاول مسؤلوا التلفزيونات اتخامنا بالاف من المواد الاعلاميه الغير ملائمه ابدا لروحانيات هذا الشهر ... و رغم ذلك تصطدم الذكريات بالكثير من تلك المواد المرتبطه برمضان .... و منها - بالنسبة لي - مسلسل رائع اسمه المفسود في الارض لعبد الله غيث ...

و للحديث البقيه .. لان المدفع علي وشك الانطلاق