هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة حاتم سلامه
  3. التحريف العاطفي للتاريخ

 

كثير من أصحاب الهوى يحلو لهم أن يجعلوا من الحجاج طاغية العرب، بطلا مغوارا وقائدا مفترى عليه، ووالله ما يفتري احد على الحق غير هؤلاء.. فقد كان الرجل من أشد الناس طغيانا وظلما وجورا وعشقا لسفك الدماء.

وفي محاولة مني لتحليل موقف هؤلاء المكذبين دوما للحقائق، فإنني لا أعرف ما هذا المزاج الغريب الذي يجعلهم يقلبون الحق ويفترون عليه.

يقول لك أحدهم: لقد وصلت فتوحاته إلى الهند والسند.!

وما المشكلة في ذلك؟ وعندي أن مثله لو فتح كل الأرض وضمها لدولة الاسلام، فذلك لم يكن للاسلام وابتغاء وجه الله، وإنما فعله لتعزيز ولايته ومنصبه وجاهه وسلطانه.

ثم يتفيهق أحدهم في محاولة للتدليل على صلاحه فيقول لك:ما أروع وأجمل كلماته عند الموت!

وعندي أن فرعون كان أبلغ منه ساعة الموت.

نحن هنا لا نحكم بجنة أو نار، ولكننا نسير في ضوء التاريخ ونتلمس منه بالوقائع والمواقف كيف كان الناس وكيف كان الحق؟

يقولون: "اشتهر الحجاج بالظلم وسفك الدماء، وقد بالغ في قتل أعدائه ومعارضيه حتى أن عبد الملك بن مروان قد نهاه عن ذلك. فيقول المؤرخون أن عدد الذين قد قتلوا على يده أكثر من 120.000 شخصاً، وورد أيضا أنّ العدد تجاوز الـ 130.000 قتيلاً، فكان سفاكاً وسفاحاً، وكان أشهر من قتلهم الحجاج التابعي سعيد بن جبير الذي دعا عليه فمات ولم يقتل أحدا بعده.

وذكر المؤرخون ان الحجاج الثقفي اتخذ سجونا لا تقي من حر ولا برد، وقد مات في حبسه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، منهن ستة عشر ألفا مجردات، وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد. "

 

فلعمري أي عقل بعد هذا يمكن أن يقبل كلمة خير في رجل كهذا ؟

ألا إن من دافع عنه إنما يلغي عقله ووعيه ويألف الكذب ويهوى الافتراء.

كيف يقال في طاغية المسلمين وأشر رجل جاء على الأمة بعد أبي جهل أنه كان فاتحا وكان وكان وكان.؟

أيكون هناك رجل يعرف الله ويبتغي وجهه في شيء ثم يقدم على سفك كل هذه الدماء، ما أجهل عقولكم وأضل أفهامكم! 

إن الأبله الذي يردد مثل هذا الكلام حق له أن يُعذر جلدا، إن كانت هناك من يقيم حدود الله.

نفس العقليات هي التي جعلت من محمد بن أبي عامر بطلا مغوارًا وما كان الرجل إلا غادرا حقيرا على المستوى الشخصي، لكن بعض الناس حينما يحقق أي مسلم أي انتصار في أي ميدان من الميادين، يستهويهم أن ينسبوا هذا النصر للإسلام، لأن صاحبه مسلم، وما الأمر وحقيقته على هذا المأمول.

إن كل ما في الأمر أن الرجل يتحرك في ضوء مصالحه الشخصية ومكاسبه الذاتية، ولا دراية له بالإسلام أو يوجد في ذاته تعلق بهمومه أو عملا على مصالحه.

طائفة من المتدينيين السذج هم وحدهم من تأسرهم هذه التصورات، لأنها وفق التحليل النفسي، تعالج كثيرا من القصور والفشل الذي يشعرون به، وتداوي الهزائم التي تصيب تيارهم.

وكان آخر هذا التلبيس، أن أشاعوا عن لاعب الكره المصري محمد صلاح ما يشعرك أنه حفيد صلاح الدين الأيوبي، حتى خرج الرجل بكثير من المهازل التي تنافي سلوك رجل متدين، صلاح لم يخطئ، ولكن هؤلاء هم المخطئون، صلاح لم يقل شيئا، ولكن هؤلاء هم الذين تحركوا وفق عقدهم النفسية، ليجعلوا منه رمز الإسلام والرجل ضئيل جدًا جدًا أمام هذا الوصف.

نفس الزيع في تحريف التاريخ وهو لا شك نوع من التحريف العاطفي للتاريخ، هو ما قابله المؤرخ الكبير محمد عبد الله عنان حينما كتب في مذكراته موضحا ومصححا هذا الفهم المغلوط حول القائد البحري الخطير خير الدين بربروسا إذ يقول: 

 

"فيما يتعلق بسيرة أمير البحر خير الدين بارباروس، فقد لاحظت أن اخواننا علماء الجزائر يحيطون اسمه بهالة تدنو من القداسة، ويعتبرونه منقد الجزائر من محاولات الاسبان الاستيلاء عليها، وسمعت أحدهم يقول في تعليقه على محاضرتي ، انه لولا خير الدين لما بقى في الجزائر مسلم واحد، وقد حاولت جاهدا في أكثر من مناقشة ، وأكثر من رد على هذه التعليقات المفرقة، أن أضع أمامهم الحقائق التاريخية الواضحة، و خلاصتها أن خير الدين، كان فعلا من أعظم أمراء المبحر في أوائل القرن السادس عشر الميلادي ، ولكنه لم لكن مجاهدا، ولم يكن يصدر في حملاته ومعاركه البحرية ضد الأسبان يصدر عن آية نزعة جهادية ، وانما كان يحاول أن يوطد سيادته في تلك المنطقة ، منطقة الجزائر التي بسط عليها سلطانه منذ سنة ١٥٣٩ ، وعينه السلطان سليم حاكما عليها ، باعتبارها من الفتوحات التركية، وانه كان في غاراته البحرية ضد الشواطيء الاسبانية، يعمل على انقاذ الموريسكيين، أو العرب المنتصرين من الحكم الاسباني ، ويحملهم على سفنه الى الشواطيء الاسلامية لقاء أجور عالية ، وان ولده حسن باشا ، الذي خلفه في حكم الجزائر ، كان يقاتل الاسبان باسم السلطان ولحسابه ، لا باسم الجزائر ، وانه انتصر عليهم في معركة بحرية عنيفة في سنة ١٥٤١ انتهت بتحطيم اسطول شارلكان ، والخلاصة أن خير الدين لم يكن سوى امير بحر مغامر يعمل لحسابه ، ثم فيما بعد لحساب السلطان ، على مثل أمراء البحر الانجليز ، الذين انطلقوا ، بعد ذلك بنحو نصف قرن يجوسون خلال المحيط الاطلنطى ، ويضربون السفن الاسبانية والقوى. البحرية الاسبانية أينما استطاعوا، ومنهم أسماء لامعة ثم فيما بعد لحساب السلطان ، على مثل أمراء البحر الانجليز ، الذين انطلقوا ، بعد ذلك بنحو نصف قرن يجوسون خلال المحيط الأطلنطي ، ويضربون السفن الاسبانية والقوى. البحرية الاسبانية أينما استطاعوا ، ومنهم أسماء لامعة مثل السير فرنيس دربك ، والسير والتر رالي ، والسير جون هوكنز وغيرهم ."

لقد وصل خير الدين إلى مستوى رهيب في إقلاق الغرب وبث الرعب في نفوسهم، ولكونه مسلما عز على بعض الناس أن يكون هذا المارد خارج الراية الإسلامية، فقاموا ليجعلوا منه رمزا لعزة الإسلام والقائد المجاهد الذي أرعب البحر والبر.. وما كان الرجل كذلك، ولكنها العاطفة للأسف التي تلبس بعد الناس زيا أكبر منهم ولا يناسبهم.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1714 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع