هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة حاتم سلامه
  3. لا تسمعوا لهذا المرجف

ان تعجب فليكن عجبك من هذا المأفون الموهوم ناقص العلم مبتور الفهم أعوج العقل أخَرِق الفكر، الذي جعل رسالة حياته وقضية وجوده، والغاية التي من أجلها خلقه الله في الدنيا، هي حرب الأستاذ العقاد وطمس وجوده، ومحو تراثه، وتشويه ذكره، وتلويث اسمه. 

انا لا أعرف ما طبيعة هذا الكيد الرخيص والبغض الدفين، وأدور حول نفسي متسائلا: هل قتل العقاد أباه أو اغتصب شرفه حتى يكون بينه وبينه هذا الحقد الصارخ؟

ما الذي فعله العقاد في هذا الكاتب الموتور، حتى صار يتغنى بكرهه ويبغضه بغضًا أكثر من بغضه للشيطان نفسه.

ومن المضحك المبكي، ويزيدك قسطا من الغيظ والسخرية، ان هذا الكاتب المزعوم، ينتسب إلى تيارات التدين، وللأسف ينتسب إلى أقبح تياراته التي عرفت بالجهل والحرفية والنصوصية وضيق الفهم واضمحلال العقل وعسر الوعي وسوء الظن والتمسك بالظاهر والكفر بروح النصوص.

نعم إنك تعجب من كاتب كهذا يقضي حياته وينذرها حربًا على رجل كان أمة وحده في خدمة الاسلام، بل لم يعرف أحد كان في قدره وسموه وحجمه فيما قدم من دفاعه عن الإسلام ضد اعدائه.

ومن المحزن كذلك، أن هذا الدعي المخبول، له اتباع يقرؤون له ويؤمنون به ويصفقون لجهالاته وخزعبلاته، ويعتقدون أنها الحق.

ثم إذا به حينما يرى أولئك السطحيين الذين اشبعوا أذنه تصفيقا وتهليلا وتصديقا، تنخدع نفسه ويظن أنه على شيء، وأنه اكتشف مالم يكتشفه أحد في العالمين.

ولكننا أمام زهوه باتباعه، نَعده أننا له بالمرصاد، وأننا لن نتركه حتى نهدمه وخرافاته، وسوف نسلط عليه سنان اقلامنا حتى نفحمه ونرده إلى حجمه الحقيقي قزما لا يتسنى له بعد ذلك أن يطاول الأعلام بعد اليوم في شيء.

وليعذرني القارئ فأنا لن أذكر اسمه لأنني لا أمنحه شرف الذكر في صفحتنا، ولأنني أرى شبهاته أرخص بكثير من أن يضيع فيها المرء عقله ووقته.

وليكن معلوما لديه أنني لا أصب عليه سخطي لأنه يمقت رجلا أحبه ، أبدا فليس هذا هو محور الخصومة، وإنما لأنني أرى العقاد رمزا من رموز الإسلام ، فخصومتي إذن منبعها الاسلام ذاته.

لقد كنا نظن الرجل في البدء حينما سمعنا بأمره، أنه صاحب حجة وبيان ومنطق معقول مقبول، ولكننا حينما قرأنا له وسمعنا شبهاته عن الاستاذ العقاد، رأينا الرجل يجتزئ النصوص من مصمونها ويجتزئ الجمل من سياقها، حتى تعطي الشبهة التي سولها له شيطانه، فإذا قرأتها ورجعت إلى الأصل الذي كتبه الأستاذ العقاد، وجدت أن ما كتب العقاد شيء مختلف تماما عما افتراه عليه هذا أصاب عقله الغي والضلال والهطل والهبل والجهل والجنون.

وصدق الشاعر يوما حينما قال:

كَناطحٍ صخرةٍ يوماً لِيُوهِنَها

فلم يضرها وأوهى قرنَهُ الوَعِلُ

ولكن كيف بهذا القزم، وهو يناطح جبلا لا صخرة، كيف به وهو يناطح عملاقا لا خلاق له به.

منذ شهور قصيرة تطوع صديقي واخي المثقف الكبير ٱحمد الشريف في بعض مقالاته ليرد على افتراءاته، حتى عراه وكشف زيفه وفضحه على الخلائق، بعد ان رجع إلى النصوص الأصلية فبين أنها بريئة من ظنونه المريضة، ومن كل ما ادعاه من افتراء جهول ظلوم.

وأنا لا أنظر لهذا الذي يزعم أنه يحمل الدكتوراه، ويرى نفسه كاتبا من الكتاب، فلا أنظر له على أنه صاحب اجتهاد مخطئ، وإنما وربي أراه إنسانا لا ضمير له ولا خلق ولا دين، وهو يفتري على رجل لم يقدم للإسلام إلا كل خير.

ولكن.. ما الذي دعاني اليوم أن أكتب في شأنه وأستعيد مكاره بغضه؟!

لقد أرسل إلي صديق من الأصدقاء منشورا جديدا كتبه صاحبنا عن الاستاذ العقاد، وهكذا هو دائما لا يمر يوم أو يومين إلا ويتحدث عن الأستاذ العقاد بالذم والنقد والتجريح وكل جريمة على هذا الأرض ينسبه إليها تقبيحا لشأنه، فهو العميل الخائن الملحد المدلس الشيوعي الكافر وكل شيء مر حقير ينسبه إلى العملاق الكبير، وما أرى كل ما نعته به إلا مردودا عليه بعون الله.

وذلك لأنه أساس شهرته والمهنة التي يقتات منها وجوده وبريقه واسمه أن يقال في الناس هذا الي ينتقد العقاد.!

هذا الذي يسلخ العقاد؟

إنه تماما كذلك الرجل الذي بال في زمزم، ولما أمسكوا به سألوه: ما الذي دفعك لهذا؟ فقال لهم حتى إذا رآني الناس قالوا هذا الذي بال في زمزم.

لكن ماذا أرسل الصديق؟

لقد أرسل إلي هذا الصديق صورة منشور مكون من كلمات كتبها صاحبنا أعل مقطع مرئي نشره على صفحته لبعض الملحدين وهم يمدحون الأستاذ العقاد؟

وكتب في أعلى المنشور ما يلي: 

"أي حد يقول لك أن العقاد محترم قل له: فلماذا يثني عليه سيد القمني وزكريا بطرس وما أشبه؟"

وأنا حقيقة هنا لا أخفي أن الجهل العارم قد استفزني، وأخذ الغضب يغلي في عروقي حتى لم أجد ما يطفئه إلا قلمي، وأخذت أتأمل أإلى هذا الحد يبلغ البغض والحقد والعمى والجهل بالرجل، حتى يجعل شهادة الملحدين في الأستاذ العقاد دليلا على ما يرمي إليه من إلحاده؟!

وما درى هذا الملتاث أن أمثال هؤلاء لا يقدرون على ذم العقاد، لأنهم يعرفون قامته الثقافية، ولو أنهم ذموه لذمهم الناس، ولنعتوهم بالجهل لأنهم ذموا عملاق الثقافة والأدب؟!

بل إضافة على هذا تجد من مكر هؤلاء أنهم يمدحون الأستاذ العقاد حتى يظن الناس فيهم أنهم مثقفون ولهم ذوق المثقفين، وأنهم طالما قرؤوا للعقاد، فإنهم بهذا مثقفون أصلاء وليس حقيق ما يشاع عن إلحادهم.

وكان صاحبنا كالدبة التي قتلت صاحبها، حينما وقع في مكر هؤلاء الشياطين، لأنه ساذج وسطحي لا نضج له ولا استواء بعد.

بل أريد أن أفحم صاحبنا وأقول له:

إذا كنت تستشهد على ضلال العقاد بشهادة الملحدين والكافرين وثناؤهم عليه، ما رأيك إذن في أعلام الإسلام الذين أثنوا عليه وأعلوا مقامه وشيدوا في مدحه أبراجا شاهقة من البيان والاعجاب؟

رد على إن استطعت؟

ماذا تقول في الشيخ الغزالي

ماذا تقول في الدكتور محمد رجب البيومي

ماذا تقول في الشيخ يوسف القرضاوي

ماذا تقول في شيخ الأزهر الإمام محمود شلتوت

بل ماذا تقول في شيخ الإسلام محمد مصطفى المراغي وهو من هو حينما امتدح عبقريات الأستاذ العقاد التي تسخط عليها وتحرض ضدها.

ولكن مثلك لا يعرف ولا ينظر إلى مثل تلك الشهادات من أعلام الإسلام، لأنها تهدم هواك الذي جبل على بغض العقاد، تهدم ذلك الصرح الذي بنيته من الحقد والغل والظلام في حق رجل كان كل ذنبه أنه انتصر لدين الله.

لحساب من تعمل، ومن يوجهك بهدم رموز أمتنا وقمم ديننا؟!

ولعلي هنا أعلمك أيها المغتر بنفسك وشبهك وتهمك.. دعني أعلمك ما معنى العقاد؟

وما معنى أن يستغل التمسح به ملحد أو مزيف أو مرجف ليؤيد مفترياته وشبهاته.. 

يفعلها كثيرون وعلينا نحن أن نكون على أكمل ما نكون يقظة وترقبا وفهمًا ووعيًا.

انظر هنا إلى عالم كبير كالدكتور محمد رجب البيومي وهو العالم الموسوعي الضخم، الذي لم يكن أبدا تنطلي عليه حيل الكاذبين الذين يستغلون عزوف الناس عن القراءة، وقلة ولوغهم في عالم البحث والمعرفة، فيدلسون عليهم ويكذبونهم في النقول والأفهام، ومن صادف القراءة لهم يمور في دائرة كذبهم، فيصدق الافتراء ويؤمن بالبهتان.

ولعل هذا هو الفرق بينك وبينه، بين العالم والجاهل.

لقد طالع البيومي يومًا كتابًا يتناول شذورًا من تاريخ الدولة العربية في عصور مختلفة تحت عنوان (موجز التاريخ العربي)، ومعنى هذا الإيجاز الذي يوحي به العنوان، كما ألمح وشرح، ألا يفيض في جزئية من الجزئيات، وإنما يتناول المعالم الرئيسة في عرضه الفترات الزمنية والأشخاص، لكن مما تعجب له شيخنا البيومي، أن مؤلف الكتاب تناول الحديث عن الصديق أبي بكر رضي الله عنه في صفحتين اثنتين، وذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ثلاث صفحات، ثم خص حريق مكتبة الإسكندرية بنحو أربع صفحات، ودُهش رحمه الله لهذا الخلل، وذكر متعجبًا بقوله: "وكأن الفتوحات التي نسفت مملكتي فارس والروم، وكأن ما قام به عمر في دنيا السياسة العربية، وما اتسم به من خلق إنساني باهر، أقل في تقدير الكتاب ومؤلفه من فرية الحريق، التي نسبت زورا إلى عمر رضي الله عنه" 

الكتاب إذن يوحي أن صاحبه ذو غرض ويريد تمرير الشبهات التي تنسب إلى سيرة الراشدين، ثم كان العجب الأكبر حينما قرأ البيومي في الكتاب، أن العقاد رحمه الله أثبت هذه الفرية، ونقل عنه قولا عجيبا وهو "لماذا كان يحرم على الفاروق أن يحرقها، ويجب أن عليه أن يستبقيها ويفتح أبوابها، ولماذا كان ينبغي أن يكون على يقين أنها شيء مفيد للمسلمين وغيرهم من الأمم، وأنها ذخيرة من ذخائر العالم لا يجوز التفريط فيها؟ " 

دُهش البيومي أن يأتي مثل هذا الادعاء، على قلم العقاد وفكره، وأنه مع من يقولون بهذه الفرية، وهو صاحب الفكر الإسلامي البصير، وأعظم من دافع عن الإسلام في كتبه، فمحال على من كان في مثل بصره السديد، واطلاعه الشامل، أن يحمل الفاروق تبعةً لم يكن صاحب يد فيها. 

وسارع منقبضا إلى مراجعة المصدر العقادي الذي ذكر هذا الكلام، ولكنه لاحظ أن مؤلفيْ الكتاب قد أشارا إلى كثير من المصادر في الهوامش، وكانت المفاجأة أنهما تعمدا إغفال المصدر لكلام العقاد، تفكر البيومي وسبق إلى ذهنه، أن الحديث عن حريق المكتبة، ورد في عبقرية عمر أو كتابه عن عمرو بن العاص، ووجد ضالته في عبقرية عمر، وقد تناول العقاد بالتحليل والبحث الشافي، هذه الحادثة ونفى هذه الشبهة عن عمر رضي الله عنه، وحين أشبع القول في منحاه، حتى لم يبق زيادة لمستزيد، اتجه وجهة أخرى، من فنون الجدل، فتساءل قائلا: وإننا على الرغم من كل هذا، أي من جميع الأدلة التي ذكرها خاصة بنفي المسألة عن عمر، نفرض أنه أي عمر، أمر بإحراق مكتبة الإسكندرية فما الوصمة التي تلحقه من هذا الأمر، ولماذا كان يحرم عليه أن يحرقها، ويجب عليه أن يستبقيها وتفتح أبوابها، بل قال: "أمن النقص في تفكير الإنسان أن ينشأ بمعزل عن بلاد اليونان وعصر اليونان فلا يطلع إلا على الفلسفة اليونانية؟ أكانت فائدة تلك الكتب واضحة كل الوضوح من أحوال أقوامها الذين حفظوها إن صح أنهم حفظوها؟! لقد كان أهلها على شر حال من الضعف والفساد والهزيمة والشقاق والتهالك، وإذا كانت أحوال هذه الأمم لا تدل على قيمة هذه الكتب، بل تسوغ الاعتقاد بخلوها من أي قيمة، فأين هو العيب في تفكيره إن صح أنه فكر على هذا المنوال وأمر بحرقها؟" 

لقد كان العقاد إذن يلتمس العذر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو أنه فعل ذلك، ولم يدنه كما ذكر المدلسون في أمر لم يفعله.

وتساءل البيومي مع القارئ، وأراد أن يحكمه فيما حدث من صنيع صاحبي كتاب موجز التاريخ العربي اللذين افتريا الكذب على العقاد، وقطعًا من كلامه ما يوهم بإثبات هذه الشبهة بحيلة رخيصة دنيئة، حينما تعمدا حذف هذه العبارة" إننا على الرغم من كل هذا نفرض أن عمر بن الخطاب أمر بإحراق مكتبة الإسكندرية في هذه الوصمة التي تلحقه من هذا الأمر".

وبين في وضوح أن المؤلفيْن فَعلا ذلك ليفهم القارئ أن العقاد يتهم الفاروق بحرق المكتبة، وكأن لهما هوى خاصا في أن يؤكدا هذا الاتهام، وتنكر لهذا الصنيع، واقترح عليهما في سخرية أنه إذا فرض عليهما الهوى هذا الأمر، فلماذا لم يستشهدا برأي مؤرخ يتجه وجهتهما في الرأي مثل جورجي زيدان، صاحب كتاب التمدن الإسلامي، الذي مال إلى إثبات هذا الموضوع، وهو الذي أشار إليه العقاد في عبقرية عمر، ونسف كل ما ترهاته، بما لا يبقي له أي اعتبار، بين البيومي أن الغرض التبشيري واضح في هذه المحاولة، لأن الاستشهاد بقول كاتب مسيحي مثلهما لا قيمة له في إثبات التهمة الملفقة، فليكن الكاتب مسلما، وليكن كاتبا شهيرا كالعقاد، حتى يكون لقولهما اعتباره في نظر القراء، لم يترك البيومي الشبهة بعد فضح الكاتبيْن وإظهار غرضهما، وإنما تتبعها منذ نشأتها وأصلها ومردديها، وبين بالأدلة التاريخية القاطعة، فسادها وزيفها، إضافة إلى إيراده لكلام وشهادات الكتاب الغربيين أنفسهم، كما فعل في مواطن أخرى تعرضت لذات الشبهة.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1756 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع