هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة د حنان طنطاوي
  3. كيف أنشىء أبنائي على المسؤولية والنجاح والقوة النفسية والتمسك بالقيم مع قبول الآخر؟

 

▪ازاي أُنشئ بنتي/ابني على تحمل المسؤولية والنجاح؟

 

زي ما قلت قبل كده من واقع اللي عشته واللي باحاول أعمله مع بنتي -وأتمنى بعون من المولى إني أنجح- هو إني كأم أو كولي أمر باحس إني مسؤولة عن روح، بأتعامل معاها إنها أمانة في رقبتي، هتسئل عنها.

 

ولمراعاة كل القناعات خليني أقول، مش لازم يعني تكون محكمة بشرية أو إلهية هيا اللي هتسألنا، لكن كفاية علينا ضميرنا والمحيط اللي هيتأثر بممارسات ولادنا، هو اللي هيسألنا، حتى لو من غير كلام! 

 

كتير مننا بيتعامل مع ولاده إنهم تعويض ربنا ليه، أو هدية السماء اللي اتبعتت له مكافأة لروحه المعذبة على الأرض!

 

ويبتدي يتصور إنهم ملكيته، ويبدأ يربط نجاحهم أو فشلهم، وشكلهم وممارساتهم، بقيمته الذاتية، وتحققه هوا الشخصي، مش تحققهم هما!

 

وده بنعمله ساعات بوعي وساعات من غير وعي (من غير إدراك كامل)، فنلاقي إن احنا بنحرص على تفوق ولادنا وتميزهم في كل حاجة خاصة اللي احنا فشلنا فيه، الوعي بيقول لك: أنا عايز حياته تكون أحسن من حياتي، بس العقل الباطن بتاعك بيقول: ده تعويض عن اللي أنا فشلت فيه، عشان أثبت لنفسي إني ناجح!

 

النجاح نتيجة مش هدف، الهدف هو إن ولادنا يكونوا سعداء، راضيين، أسوياء نفسيا، ولما ده يحصل، هما هينجحوا تلقائيا، من غير ما احنا نتشنج، ونتشال ونتحط، يعني مثلا:

أعرف نموذج من الأسر اللي ولادهم طول عمرهم أوائل على المدرسة، وعلى المنطقة، وعمر ما باباهم ولا ماماتهم قالوا لهم ذاكروا، أو عنفوهم لما بينقصوا!

 

بالعكس التركيز الأكبر كان على أهمية المرح، والفكاهة، وربط المذاكرة بالترفيه، واللعب.

 

وأكيد كان فيه توضيح لأهمية البذل، وإن الإنسان يعمل اللي عليه، عشان يكون هوا راضي عن نفسه، مش عشان النتيجة، وأكيد كان فيه طول الوقت التعزيز الإيجابي، بمعنى التشجيع والاحتفاء بالنجاح وتعزيز قيمته من غير ما ده يتأثر بالخوف من الحسد مثلا، أو بالمقارنة بحد، أيا كان حتى لو أخوه.

 

ومن غير كمان التشجيع ده ما يكون مقترن في ذهنية الأولاد بقبولهم لنفسهم يعني أنا بحب بنتي وهيا متأكدة من ده، مهما حصل ومهما أخفقت في حياتها وعلى أي مستوى!

********************************

 

▪ازاي أخليهم أقوياء نفسيا قادرين يقاوموا إحباطات المجتمع وتحدياته المختلفة؟ من غير ما يخسروا قيمة الانتماء، والقبول للآخر؟ 

 

الطفل -من واقع تجربتي- عشان يكون صلب نفسيا لازم يحس بالأمان، بالإشباع العاطفي، بالقبول والحب غير المشروط، بالتقدير والاحترام حتى لو غِلِط!

 

ترجمة الكلام ده عمليا حاجات بسيطة جدا، بالإضافة طبعا للأحضان وتأكيد شعور الحب بكل الطرق المتاحة، من أول كلمة "بحبك" لغاية إن احنا نركز معاهم وهما بيتكلموا، نسمعهم ونضحك على نكتهم، ونبص في عنيهم، (بافكر نفسي معاكم والله، عشان كتير بانسى). 

 

مهم كمان الطفل يحس إن فيه مرجعية قيمية وأخلاقية متينة، بتحكم حياته وحياة المحيطين بيه، والمرجعية دي نفند له أسباب قوتها ومتانتها، برحمة ومحبة وإقناع، مش بخوف وترهيب وإفزاع!

 

كل واحد فينا عنده انتماءه الفكري، أو الديني، أو المذهبي، اللي بيحدد له المسارات دي، احنا معظمنا عارفين الصح والغلط، بس مش كلنا عارفين ليه ده صح وليه ده غلط!

 

النتيجة تبقى حقيقية وصحيحة، لو بذلنا مجهود شوية قبل ما نمنع ولادنا عن حاجة، بإن احنا نقنعهم بأسباب المنع ده، وخاصة إن سبل البحث متاحة على جوجل ببساطة شديدة، مفيش أي شيء ينفع أمنعهم عنه عشان هوا حرام، أو عيب، أو غلط، بس كده!

 

لابد يكون فيه سبب مقنع بالنسبة لهم، يعني أذى أو مشكلة هتحصل لهم، وأشرحها لهم بالراحة، ميزة أو شيء كويس لما يلتزموا هيحصل لهم، وبرضه أوضحها بشكل يحترم عقلهم وتمردهم، مش على طريقة عشان نخش الجنة وعشان ماندخلش النار!

 

كمان مهم جدا واحنا بنعمل ده، نفكر نفسنا وولادنا بقيمة قبول الآخر، اللي مرجعيته ممكن تحتلف، وسلوكه يختلف، وبالتالي تمسكي بمرجعيتي مش معناها إني ما أقبلوش، والعكس صحيح.

 

لإن معظم ولادنا في مراحل مختلفة، بيتأثر بأصحابه أكتر مننا! لو هوا مش متدرب نفسيا على قبول الأنماط المختلفة عنه، والتعامل معاها بكفاءة من غير ما تأثر على قيمه، النتيجة حاجة من الاتنين: يا إما هيكون إنسان انطوائي، أو عدواني؛ بسبب إنه عايز يحافظ على قيمه، أو العكس، يعيد فرمتة قيمه بشكل غير متسق مع نشأته، ويلغيها عشان يتأقلم مع المحيط اللي حواليه!

 

ومن هنا نيجي للسؤال الأهم وهوا احنا بقى، هل احنا أصلا أسوياء كآباء وأمهات كفاية؟ وهل جوانا رد مقنع على التساؤلات وكل الممنوعات والمستحبات؟

 

هل احنا متصالحين معاها؟ هل قيمنا ومبادئنا صلبة بما فيه الكفاية، اللي بيها ماتتأثرش بالمحيط اللي حوالينا - أيا كان- ولا تعيق تفاعلنا وقبولنا للمختلف عنا؟

******************************

 

▪ازاي يقدر حد يقاوم التأثير السلبي اللي اتسببت فيه نشأته الغير سوية على نفسيته وبالتالي على ولاده؟ 

 

السؤال ده هو الأصعب على الإطلاق بالنسبة لي، لإني حصيلتي المعرفية فيه مبنية على قراءات ونظريات، مش على تجربة عملية، وعارفة إن الواقع بيكون له مفرداته القاسية جدا ، اللي ما بتستوعبهاش أعظم المؤلفات!

 

بس خليني أقول برضه من واقع تجربتي العملية، إني في مرحلة من عمري كنت قاب قوسين أو أدنى إني أفقد جزء كبير من توازني النفسي، بسبب عوامل كتير خارجية، وبرضه وقتها كنت أم، وكان لازم أستعيد بسرعة التوازن ده، لو مش عشاني، فيبقى عشان الأمانة زي ما اتفقنا، طيب ماذا لو أنا كمان كنت نشأت في أسرة أو في ظروف غير سوية، وماخلتنيش مؤهل إني أكون سوي نفسيا، فما بالكم إني مطلوب مني كمان أكون أب أو أم وأطلع ولادي أسوياء!

 

خليني أبدأ من آية كانت دايما بتستوقفني وأنا صغيرة، وكنت -بصراحة- باحس ساعات بظلم لما بقراها، لإني كنت باقراها بطريقة مختلفة عن قرايتي ليها دلوقتي: 

(وقضى ربكم ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) 

 

كنت ساعات أفكر، طيب يعني ربنا قرن عبادته وبشكل قضائي لا استئناف فيه بالإحسان للوالدين( الوالدين ده مصطلح بيولوجي، مش تربوي) يعني كمان هنا مقصود التركيز على من أنشأ، مش من ربى واحتوى!

 

فيه ناس كتير بيتولدوا في بيت، بس بيساعد على تربيتهم ناس في بيت تاني، لكن ربنا سبحانه وتعالى هنا اختص من ولد، أي من رعى بذرة التكوين الأولى، وأقرن الإحسان لهما بعبادته بشكل مطلق، بدون أي شروط! يعني هما وحشين، هما حلوين، برضه نحسن لهما!

 

 للوهلة الأولى ظلم، صح؟

 

(خلينا بجانب كل اللي اتقال قبل كده نتفق، إن بداية أي حاجة صح وسوية لازم تبدأ بسؤال، لذلك مش لازم نخاف من أي سؤال يخطر على بالنا أو على بال ولادنا، بالعكس خلينا ورا الأسئلة لغاية ما نرتاح.)

 

السؤال ده كان بيقلقني، ولما كبرت شوية بدأت أفهم -أو لقيت طريقتي في الفهم-.

 

الإنسان عشان يكون سوي نفسيا، لابد ينشأ في بيئة سوية، ولو ده ماحصلش، مفيش طريقة يستعيد بيها حقه في إنه يكون سوي غير بالتساااامح، بالصفح، بالعفو عما سلف أيا كان، ومهما كان!

 

لذلك ربنا سبحانه وتعالى قرن عبادته بالإحسان للوالدين، لإن الإحسان لهما هنا حاجة من اتنين، يا إما شكر ومحبة وعطاء وده جزاء من أجاد وتفانى، وبالتالي هيكون فيه دايما تكريس متتالي لهذه القيمة في النفوس والمجتمعات.

 

 يا إما الإحسان ليهم هيكون عفو وصفح وتجاوز عن تقصيرهم، وبالتالي هتقف دائرة اللوم والتبرير للأخطاء، ونبدأ صفحة جديدة في استعادة أنفسنا وتشكيل مجتمع سوي، وبشكل عام ما أقدرش أسامح أي حد لو مش قادر أسامح نفسي الأول وأعفو عن كل ما سلف منها.

*******************************

تنبيهات واجبة:

 

▪المنطلق اللي باتكلم منه مبني على خبرات شخصية، وقراءات متخصصة، لكنها ليست أكاديمية أو مهنية بالتأكيد.

 

▪ما يعني أنه لا يتعدى استعراض رأي واجتهاد وقناعات شخصية، لا ألزم أحدا بها سوى نفسي.

 

تذكرة إخيرة: 

مفيش حد بيزرع بذرة هيحصدها تاني يوم، التنشئة السوية سواء لأنفسنا، أو لأولادنا، وتشكيل منظومة قيم سوية، تبقى جزء أصيل من السلوك اليومي اللحظي بتاعنا؛ مش حاجة بنستعرض بيها في بوست أو في مقابلة شغل، أو في تعارف جواز صالونات.. أو.. أو.. أو.. دي حاجة محتاجة وعي، وعلم، وصبر، وتسامح، وإرادة، وبعد تجديد النية، ثقة في النجاح بإذن الله.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2596 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع