بسم الله الرحمن الرحيم
في كل بقاع الارض تجد ان الانسان يقتل اخيه الانسان و يشرب من دمه تحت بند الاختلاف ... الاختلاف في ماذا؟ ... الاختلاف في الدين ؟
لا ادري لماذا هذا العامل بالذات من كل الاختلافات المعروفه هي التي تدفع سكان كوكب الارض الي التناحر و القتال .... و لا حل له الي الآن ...
بلا شك هناك عوامل اخري تسيدت مظاهر التمييز في هذا الكوكب و علي رأسها لون البشره بين البيض و السود و رغم محدوديتها و انحصارها في الولايات المتحده و جنوب افريقيا الا ان البلدان بذلا الكثير حتي يجتازا هذه السقطه البشريه ... و ها هو اليوم قد جاء و البلدين تحت حكم رجلين اسودين ...
الا عامل الدين فلا زال يمثل هاجسا ضخما و فصلا نفسيا بين البشر يفوق فصل المحيط الاطلسي لافريقيا و امريكا الجنوبيه ...
احيانا يجول بخاطري من وحي كاريكاتير جميل شاهدته في احد الصحب علي خلفية خناقه بين عائلتين مختلفتين في الديانه ... و الكاريكاتور (للاسف لم احتفظ به و لا اتذكر اين نشر) عباره عن شخصين متطابقين تماما في كل شئ .. في الشكل و الطول و العرض و الافلاس !!! و لكن هذا يقول للآخر "أنا احسن منك" ... !!!
طيب لماذا لا نقسم انفسنا مثلا تبعا للطول ... يعني انا مثلا طولي 180 سم ... لماذا لا ادعي كل من طوله 180 سم و ننادي بوطن مستقل و حقوق البشر اصحاب ال 180 سم و بلا شك استطيع ان احصل علي مظاهر اضطهاد كثيره لاشخاص ينتمون لجماعتنا المنتظره (جماعة ال 180 سم ) ... و لا ادري لماذا لا تتحد الفتيات اصحاب الشعور الصفراء و يقررن المناداه بحكم ذاتي لذواتي الشعر الاصفر ... فهن مقهورات في هذا الزمان من اصحاب الشعر الكستنائي ...
شئ يجنني فنحن نملك الاف الفروق بيننا و بعض علي مقياس الجغرافيا فمصريا هذا منصوراوي و هذا سكندري و هذا قاهري و هذا صعيدي و هذا منوفي و ما ادراك ما المنوفي:) ... و ليبيا تجد هذا الطرابلسي و هذا الزليتني و هذا الاجدابي و هذا السرتاوي و هذا البني غازي .... اذا علي نفس المقياس ... فليعلن كل تجمع مطالبته بحقوقه و ليكره الطرف الاخر علي الفور !!!
فكرت كثيرا لماذا الدين بالذات هو سيد الفروق و هو الذي يقود الي ما نراه من ترهات و منازعات و مآسي من البوسنه و الهرسك و العراق و افغانستان و الفتن التي تطلق هنا و هناك و اخيرا استشهاد الدكتوره مروه الشربيني في المانيا ....
سأتحدث عن الاسلام ... و الذي ينص صراحة بلا لبس و لا لف و لا دوران أنه لا اكراه في الدين ... اذا لا يوجد في الاسلام مشكله .... و لا تعارض بين مبدأ الدعوه و بين عدم الاكراه ... و لا كره في الاسلام لاي أحد من اي نوع ... انما النصح لا غير
اذا ما الذي يحصل .... منذ سنوات يفاجئنا بوش بعبارة الحروب الصليبيه و التي قالها علنا في مؤتمر صحفي ... ثم اوباما ليخطب ودنا جاء يعزف علي اوتار الدين ايضا ليقول لنا "نحن اصدقاء"
عدت الي التاريخ السحيق لأجد هل الاسلام كان طرفا في كل مقارع التاريخ و مذابحه ... فهالني ان اكتشفت تاريخا اسودا و احمرا هذا الذي كان بين الارذوكس و الكاثوليك .... ثم فاصلا دمويا لا يقل شراسه كان ابطاله البروتستانت مع غيرهم من الملل و لعل اخر معاقلهم هي الموجوده حاليا في ايرلندا الشماليه التي تطالب في الانفصال علي اساس ديني من بريطانيا ...
التاريخ يذكرنا بمجازر الهندوس و السيخ في الهند ... و المسلمين و الهندوس .... و الشيعه و السنه ... ثم اليهود و المسيحيين ... و اليهود و المسلمين اليوم ....
باختصار ... تجد ان 90 % من حروب العالم و مآسيه تمت علي اساس اختلاف ديني ... و اليوم نحن نعيش عصر دولة اسرائيل التي تعلنها علنا انها دوله علي اساس ديني يهودي و ان جميع الفوارق العرقيه و اللغويه و "البتنجانيه" تذوب في بوتقه "انا يهودي " ... !!!!
هل هو سحر الجنه ام وهم ارضاء الله علي حساب دم البشر
حقيقة لا ادري
تحياتي