هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة خالد عويس
  3. من أول نـظـــرة (قصة قصيرة)

لم أتردد لحظة واحدة في قبول دعوة أحد أصدقائي لحضور حفل عيد ميلاده في أحد الفنادق الكبرى ...

المكان ممتليء بالناس ، الكبار والصغار شباب وأطفال ونساء ،، أضواء متألقة تنتشر في المكان وأصوات صاخبة تملأ الآذان ، الكل يمرح ويفرح ويحتفل ، ولكن ما جذب انتباهي وفكري وعقلي هي تلك الفتاة ،،، فتاة شديدة الجمال شديدة الرقة شديدة الأنوثة ، تجلس بمفردها وسط القاعة وكأنها ملكة تجلس على عرشها ، غير مهتمة بأحد ، حركتها قليلة نظراتها واثقة وكأنها وضعت مرآة أمام عينيها لتذكرها دائمًا أنها أجمل من على وجه الأرض ، نسيتُ كل من في المكان حتى أصدقائي ،، نسيت أننا في مناسبة  ، وبمجرد أن رأيتها لم أشعر بالزحام الشديد ولا الضجيج الذي يملأ المكان ، وكأن المكان قد خلا ممن كانوا فيه ، شعرت بأنني أقف أمامها في مدينة خلت من سكانها حتى أنني أصبحت لا أشعر بشيء غير وجودها الذي فرضته على المكان ولا أتنسم إلا رائحة عطرها الذي ضاع بين الحضور، الناس تتحرك حولي والأطفال تلهو وتعبث والبعض يغني والبعض يرقص ، وأنا أراهم بالفعل ولكنني لم أعد أسمعهم ، لقد استولت على فكري وعقلي وقلبي من أول نظرة ، تركتُ كل الناس وانشغلت بمراقبتها ، أراقبها وجهها لأرى حركاتها وثقتها بنفسها وقسمات وجهها الساحرة وبشرتها الناعمة  البيضاء التي انكسر أمامها ضوء القاعة المتألق، ثم أترك مكاني وأنتقل إلى مكان آخر حتى أرى شعرها الأسود الطويل اللامع الذي يغطي ظهرها وكأنه سلاسل من ذهب  

 إنه ليس مجرد إعجاب ، لا أعتقد هذا ، بل أعتقد أن الأمر قد وصل إلى درجة السحر ، بالفعل لقد سحرتني ، فأنا أنجذب إليها دون أن أشعر ،

ولكن كيف السبيل إلى مثل هذه الملكة الفاتنة ، أحلم مجرد الحلم أن أجلس بجوارها ولو لدقيقة ، أحلم أن أسمع صوتها ،

أحلم أن أفوز منها بنظرة بكلمة بهمسة ،  وبينما أنا غارق في تفكيري شعرت بشيء غريب ،، إنها تنظر إليّ ،،بالفعل تنظر إليّ وبشدة ....ما هذا الإحراج !!! هل لاحظتني وأنا أراقبها ؟؟؟؟؟

هل نبهها أحد إلى أنني أراقبها ؟؟؟؟ كيف أتصرف ؟؟؟ وماذا أفعل ؟؟؟؟

ولكن ، هل من الممكن أن تكون قد أُعُجبت بي هي الأخرى ؟؟؟ ولم لا ؟؟ بالفعل من الممكن أن تكون قد أعُجبت بي ،،،

من الممكن أن تكون هي الأخرى تراقبني ،،، ولكن كيف أتأكد من ذلك ؟ كيف أقضي على هذه الشكوك التي تساورني

إنها لا تغيّر نظرتها ،، وأنا لا أحتمل هذه النظرة التي تثير شكوكي ،، أريد أن أعرف ما وراء هذه النظرة الساحرة ، هل هي نظرة إعجاب ؟ أم أنها ارتابت من نظراتي التي تفحصت جسدها جزءً جزءً فقررت أن تمنعني وتحذرني بنظرة من عينيها الجميلتين ؟

 نظراتها تزداد قوة وحدة حتى أنني بدأت أشعر بالخجل والتوتر وبدأت أنظر حولي خوفًا من أن يكون أمري قد انفضح بين الحضور وأحسوا أنني أراقب هذه الفتاة الجميلة ،،

هل أتشجّع وأقترب منها لأزيل هذه الحيرة ؟

ولكن ماذا سأقول لها ؟؟؟ لالالا،، سأحاول أن اقترب منها فمن الممكن أن تبدأ هي بالكلام، نعم ،، سأقترب منها ،، بالفعل اقتربت واقتربت  حتى أصبحت الطاولة الصغيرة هي الحاجز الوحيد بيننا ولكنها لم تتكلم بل أنها لم تحرك ساكنًا وكأنها لم تشعر بوجودي ،، ماسر هذه الفتاة ؟ ومن أين لها بهذه الثقة التي جعلتني وكأنني طفل صغير أمام ملكة متوّجة ؟ ولكن وعلى الرغم من هذه الثقة وتلك الهيبة سأقترب أكثر بل سأجلس على طاولتها وأبدأ أنا بالحديث معها ، ولم لا ؟ وما العيب في ذلك ؟ فنحن في حفل كبير والتعارف بين الجميع مطلوب في مثل هذه المناسبات

 بالفعل جلست على طاولتها وهي صامتة تماما وكأنني لم أجلس !!  إذن لا بد أن أبدأ أنا بالكلام  فمن الممكن أن تكون من الفتيات اللائي يتظاهرن بعدم الاهتمام معتقدين أن ذلك يزيدهن أنوثة وجاذبية ، أو ربما قد منعها الخجل من الكلام وأعتقد أن هذا هو التفسير الصحيح وأن عليّ كرجل أن أبدأ بالحديث ،

بالفعل اقتربت منها أكثر ونظرت في عينيها الجميلتين وسألتها بصوت هامس :

هل تسمحين لي بسؤال ؟؟ وأخيرًا أحسّت بوجودي وأجابت سؤالي وعيناها حائرتين بين الحضور قائلة : تفضل

فازدادت شجاعتي وجرأتي  حتى أنني سألتها من دون خجل : هل من الممكن أن يحب الإنسان من أول نظرة ؟؟؟

 فابتسمت ابتسامة واثقة جعلتني أشعر أن الدنيا كلها تبتسم ثم قالت وهي محتفظة بابتسامتها الرقيقة  : وهل من الممكن أن تجيب على هذا السؤال فتاة كفيفة مثلي ؟؟ فأنا كفيفة لا أرى !!

وقعت الكلمة على أذني كالصدمة التي هزت كل أركاني ،، وهممت واقفًا من هول هذه الصدمة ثم جلست مرة أخرى أحاول استجماع قواي وهدوئي حتى لا أشعرها بصدمتي وتغيّر موقفي فأجرح مشاعرها من دون قصد ولكنني قبل أن أرد عليها  خطر ببالي سؤال غريب جعلني أغرق في بحر من التفكير العقيم ،  فإذا كان من الممكن أن يحب الإنسان من أول نظرة ، فكيف سيحب الكفيف ؟؟؟ أم أنه سيعيش من دون حب ؟؟ أم أن الحب من أول نظرة أكذوبة كبرى عشنا نرددها عمرًا طويلا ؟

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1965 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع