هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة كيندا فائز
  3. "كائن صغير، وأثر كبير"  - قصة قصيرة

 

- ستكون هدية تخرجك مميزة، أعدك أنها ستكون المرة الأولى التي تحصلين فيها على مثل هذه الهدية.. لذلك إجتهدي لتكوني قد إستحققتها بالفعل.

هدية أول مرة سأحصل على مثلها! ،كان ذلك محفزاً لبذل الجهد الأكبر والمثابرة كي أثبت أني على قدر ذاك الإستحقاق.

تخرجت بمعدل جيداً جداً، لا بأس المهم النجاح والتخرج وقد حصل، وها أنا بكل لهفتي أنتظر هديتي..

صندوق كبير به عدة ثقوب.. شيء غريب أمامي - كهدية - ولكن ما هي؟!..

أخرج من الصندوق قفص وبه طائر جميل يمتزج فيه اللون الأصفر بـ البرتقالي.. جميل، ولكن....

هذه هي هديتي؟!.. لم يخطر ببالي شيء كهذا البتة، وخاصة أنني لست من النوع الذي يحبذ إقتناء الحيوانات أو الطيور أبداً.

لم يكن أمامي سوى أن أشكره مبدية إستغربي الشديد حقيقة، لكن دون أن أحتج كي لا أكسر بخاطره، فأنا أحبه وأي شيء منه بالنسبة لي هو شيء كبير وثمين مهما كان أو كانت قيمته.

جلست أمام القفص الذي وضعته على الطاولة أتامل ذاك الكائن الصغير الجميل وأتسأل كيف سأهتم به فليس لي سابق معرفة بتلك الأمور من طريقة إطعامه، ماذا يأكل.. كيف سأنظفه.. ما هو الجو المناسب كي لا يتأذى أو يمرض؟! .. دارت أسئلة كثيرة في رأسي وأنا أنظر إليه وهو يقفز ويغرد بلامبالة لما أحدث به نفسي.

بدأت أبحث عبر الإنترنت عن كل ما تسألت عنه، وبدأت بالإهتمام به، كان بداية الأمر مزعج نوعاً ما كوني أُجبرت على ذلك لكن سرعان ما بدأت علاقتي وتعلقي به يقوى شيئاً فشيئا. 

نسيت أن أخبركم أني أطلقت عليه أسم "كناري" كما هو أعجبني أسمه جداً فلم أجد داعي لتغيره أو تسميته بأسم آخر.. مضت عدة أشهر وطائري الجميل أصبح صديقي المقرب، أحدثه عن يومي، أحكي له أن أشتاقي لمن أهداني إياه، حتى بت أشتاق له هو إن غبت بعض الوقت عن المنزل، أعود مسرعة كأم متلهفة لطفلها.. ومضت الأشهر على هذا الحال، حتى... 

- الوضع هنا صعب ولا أجد عمل مناسب يمكنني من جمع تكاليف الخطوبة وتأمين بيت الزوجية، وقد حصلت على عقد عمل بإحدى الدول بمرتب مغري سأتمكن من خلاله جمع المبلغ المطلوب بمدة قصيرة وأسرع مما لو عملت هنا. 

هذا ما أخبرني به في أخر لقاء بيننا، لم أتمكن من منعه من السفر وقد كانت بالنسبة له ولي فرصة جيدة كي نتزوج بأقرب وقت. 

بات " كناري" هو الوحيد المتبقي لي منه، وهو من أبثه ما يختلج بصدري من شوق وألم وأمل، كان مؤنس وحدتي وعزاء أيامي، وأقرب الأشياء لقلبي وأنا بإنتظار يوم العودة.. 

كم كان يواسيني تغريده وكأنما يخفف عني صعوبة الحياة، وكم من المرات شردت عنه فتعلو نغمات تغريده كأنما يناديني " أنا هنا معك"،وبعد فترة من الزمن.. 

أصبح صوته يخف شيئاً فشيئا.. لم أهمله كنت أطعمه و أضع له الماء كما العادة لكن حاله كان يتراجع حتى ما عدت أسمع له صوت إلا بضع تغريدات أشعر وكأنه يشكو إلي حاله. 

ذهبت به إلى طبيب مختص بمعالجة الطيور، وما إن فحصه الطبيب حتى أخبرني بأن" كناري" قد فارق الحياة !!.

كان الخبر كوقع الصاعقة على مسمعي.. كيف ذلك؟! 

لقد كان حي منذ لحظات!.. لابد وأن الطبيب مخطئ.. فتحت باب القفص وأخرجته، أحركه، أكلمه، ودموعي تفيص من عيناي... لكن دون جدوى.. رحل "كناري" . 

تركني وحيدة ،حزينة، بعد أن كان يملئ علي يومي وحياتي.. كيف سأعيش بدونه بعد أن أعتدت عليه.. أي فراغ بات يرعبني الآن.. كائن صغير الحجم هكذا لكنه كان يمنحني سعادة وشعور بالأنس كبير، كبير جداً؟! 

لمت نفسي كثيراً، لابد أني أهملته دون قصد حتى ساءت حالته وفارقني... ولمت من أهداني إياه، لماذا أهداني روح فكانت نهايتها على يدي... ما عاد الكلام يجدي شيئا.. 

لكن هذه التجربة تركت بداخلي جرح عميق حتى اليوم لم يندمل، وكانت دافعاً لإصرار أكثر من ذي قبل على أن لا أقتني روح أي كانت، وإن كانت نبتة، لن أحمل وزر روح أخرى بعد اليوم. 

 

تمت

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2181 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع