هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة كنوز صلاح
  3. الرحيل الأخير

عندما يحين موعد الرحيل الأخير هل سيأتى أحدٌ ليُودعك؟!...ينظف دائماً الأحياء منازلهم... فمن إذاً الذى يُنظف للموتى منازلهم بعد الرحيل...ولا سيما إن كان هؤلاء الأشخاص وحيدين لا يملكون أحد حتى ليودعهم...حتى يغادرون هذا العالم بسلام...فكان هو ووالده ذلك الشخص للموتى..وعندما وَدَعهُ والده هو الآخر...أصبح وحيداً فى فعل هذه المهمة القاسية والمؤلمة...أصبح وحيداً فى هذا العالم...تماماً كتلك الأسماك والقروشِ والحيتان التى يحفظ كُلَ شئٍ عنها بدايةً من أسماءها وأنواعها وأجناسها مروراً بعدد البيض الذى تضعه ومقدار تغذيتها....لطالما أهتم عقله بأصغر الأشياء وعيناه بأدق التفاصيل لدرجة أنه يُلاحظ تلك الندوب الصغيرة التى على ظهورِ أسماكِ الراى العملاقة...كان مميزاً فى كُلَ شئ وكان أهم كائنٍ حى على وجه الأرض بتلك الهبة التى حظى بها(متلازمة أسبرجر)كما كان والده يخبره دائماً....وثانى أهم كائنٍ بعده الأشجار لأنها لاتعطينا ثمارها وظلها فقط بل أيضاً نصنع منها منازلنا وأثاثنا وتدفئنا حتى بعد موتها....لقد أفتقر دائماً لتمييز مشاعر الآخرين...فحتى الحزن يؤلمه ولكنه لايستطيع التعبير عنه...وحتى الموت عندما سرق والده...يُفجعه ولكنه لايُحسن البُكاء..حتى العناق...يُعبر عن الحب ولكنه لايحبه فهو يُشعرهُ بالإختناق...هكذا كان دائماً مختلفاً عن الآخرين...نقى لايعرف الخُبث طريقاً لِقلبِه...ولكن ذلك الرحيل الأخير دائماً يُفاجئه بالمزيد....ليُدرك كم أن بعض العائلات قاسية وجشعة وبلا قلب فجُلَ مايهمهم هو البحث عن أى أموالٍ تَركَها الراحل بغض النظر عن جميع أشياءه الأخرى فهى بلا قيمة مِثلَهُ تماماً...ولكنه دائماً ماكان خير أنيسٍ وخير مُودِعٍ للراحلين فى رِحلَتِهم الأخيرة....وكان يُجيد فهم ماكان يرغب المتوفون فى قوله والأفكار التى أرادوا مشاركتِها...الأمر يُشبه حل الأحجية وهو كان بارعٌ فى حَلِها...لأنه كان يعلم بأنه حتى الموتى يستطيعون الكلام...أعتاد رؤية والده فى كل مايقوم به من تنظيف بعد الصدمات،ولكنه لم يتخيل بأنه سيأتى يوم وينظف غرفة والده بعد رحيلُه،عيناه التى لم تألف البُكاء تمردت هذه المرة،ولأنه يعلم بأنه قبل أن يبلغ الناس آجالهم يصبحون سيئين فى الكذب،وكلمات والدته الأخيرة التى ودعته قبل والده "شكراً لك لأنك سمحت لى بأن أكون أمك"وأحسنت صنعاً من والده فى ذلك الفيديو الذى تَركُه له كانت كفيلة بأن تجعله،يترك والده ليرحل لمسواه الأخير،ليعيش بعدها على تلك الذكريات التى تحفظها عيناه ويُخزنها عَقلُه،لأنه علم بأنه من الصعب جداً التحدث للناس لأنه لايمكنه معرفة مايخطر ببال الآخرين...ووالده أخبره بأنه عندما يريد أن يفهم مشاعر الآخرين أو أفكارهم يجب أن يُحاول وضع نفسه مكانهم ليحاول العيش وإكمال حياته بِتَذكُر مقولتُه" رغم أنك لاتسطيع رؤية من تُحب هذا لايعنى أنهم ليسوا بجانبك،وطالما أنك تتذكرهم فلن يرحلوا أبداً"....ولكن عند دنو النهاية يبدأ وقت "الرحيل الأخير"

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1583 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع