أراني وقد إرتديتُ حُلّتي المُفضّلة، فستانًا بلونِ الشفقِ الأحمر، يصلُ إلى ما بعدَ رُكبتايَ الصغيرتين، مُزركش الصدر، شتوي لكنَّهُ لم يَكُن صوفًا!
أراني وقد أطلقتُ سراحَ شعري بعدَ أنْ قامتْ أُمّي بتصفيفه، ورغم طقس الشتاء البارد، إلَّا أنَّ قلبي كادَ أنْ يقفزَ من قفصي الصدري؛ فرحًا بهطولِ الأمطار.
أصعدُ إلى سطحِ البيت وقد تكوّمتْ بهِ مياه الأمطار، فأدعَ حذائي المُزركش وكذا جوربي المُلّون جانبًا، لألهو وأمرحَ دونَ حواجز.
تُدغدغُ وجنتاي حبّات المطر، فتعلو ضحكاتي، وأضربُ بقدمي الصغيرة فتتفرّق المياه، أُعاودُ النظرَ إلى السّماء، فتهطل على وجنتاي حبّات المطر، وهكذا حتّى تصعدَ أُمّي لتأخدني بعدَ أنْ بحثتْ عنّي فلم تجدني.
تأخذني لتُبدّلَ لي ثوبي خوفًا من إصابتي بالبرد، لكنَّني لم أَكُن لأُصابَ وأنا ابنة الشتاء.. وُضِعتُ في ذلكَ الفصل الذي أخذَ بعضًا من قلبي بدفئهِ المعهود بي!