لكُلِّ مهنةٍ أخلاقياتُها التي تحكم مُمتَهِنها، وتضبط سلوكهُ المِهَني، فتجعلهُ مواطنًا نافعًا لنفسهِ ولغيره، مُنتجًا مُجتهدًا في عملهِ ساعيًا للرُقي به. 

محمّد صبحي فنّانٌ من طِرازٍ خاصّ، صاحب موهبة فريدة قَلّما تجدْ لها شَبيهًا، مُثّقفٌ بدرجةٍ عالية، تلقائيٌ ببساطتهِ بسيطٌ في تلقائيته. 

صاحب رسالة حقيقية، رسالة نبيلة بعيدةٌ كُلّ البُعدِ عن الميوعةِ والمُراوغة. 

محمّد صبحي الواعي المُؤثر، والمُميّز بحُسنِ اِختيارهِ لأعمالهِ ورِفعة إنتقائها، فلا تُشاهد لهُ عملًا إلَّا وقد اِستفدتَ منهُ واستمتّعتَ بالمُشاهدة. 

(سنبل بعد المليون) عملٌ دراميٌ هادف وتوعوي، تميَّزَ بالواقعية واِعتمدَ على المِصداقيةِ في طرحِ القضايا المُجتمعية، كَأزمةِ السكن المعروفة، وعَلاقتها بعزوفِ الشباب عن الزواج. 

كذلكَ صعوبة الإجراءات الروتينية التي قابلتْ (سنبل) الحالَم بتعميرِ صحراء مصر، وتغيير لونها الأصفر إلى الأخضر، عن طريقِ زراعتها بالمحاصيل الزراعية؛ للمُساهمةِ في الإكتفاءِ الذاتي والتصدير لخارج مصر. 

اِعتمدَ مشروع سنبل شحاته مرزوق (محمّد صبحي) على حلِّ مُعظم قضايا المُجتمع، فمثلًا تقليل نسبة البطالة من خلالِ اِستئجارِ الأيدي العاملة لمُعاونتهِ في الزراعة، كذلكَ حلَّ أزمة السكن للعاملينَ معهُ، عن طريقِ إنشاء وحدات سكنية خاصّة بِهم في حدودِ الأرض التي يعملونَ بها، أيضًا تصدير المحاصيل الزراعية خارج مصر ممّا يُساهم في زيادة العُملة الصعبة. 

سنبل شحاته مرزوق (محمّد صبحي) مِثال للمواطن العصامي الذي حَلم الحُلم ولم يبرح حتّى بلغَ مُراده. 

أيضًا من الأعمال المُميّزة للفنّان محمّد صبحي، مُسلسل (يوميات ونيس) الذي تمَّ بثّهِ عام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعون، والمُكوّن من ثمانيةِ أجزاء. 

ونيس الرَجُلُ الحالم بتربيةِ أبنائهِ تربية صالحة، ليكونَ المُستقبل بهم أجمل، إلَّا أنَّ المُجتمعَ سيُفاجأهُ بعقباتٍ كثيرة، وعليهِ فإنَّهُ لا بُدَّ لهُ من تربيةِ مُجتمعٍ بأكملهِ ليستطيعَ فيما بعد أنْ يُربّي أبناءه. 

لكنَّهُ لن يستسلم وسيُصّر على مُرادهِ حتّى يبلغه، وتُعينهُ وتقوي إرادتهُ مايسة (سعاد نصر) رَحِمَها اللَّه. 

يوميات ونيس مسلسل تربوي من الدرجةِ الأُولى، كوميدي عائلي مليءٌ بالبهجةِ ولا تخلو حلقاتهِ من الإفادةِ والمُتعة. 

محمّد صبحي رَجُلًا أرادَ أنْ يكونَ مُميّزًا، فاجتهدَ وأخلصَ فكانَ ما أراد.