أسمعتَ من قبلُ عن ورد الحياة؟
حسنًا، سأُخبرُك.
ورد الحياة هو نوعٌ نادر في كوكبنا الأرضي، وردٌ أخذَ بريقهُ من لمعةِ عينها البرّاقة، وروحها الأخّاذة، ونفسها الطامحة، وأخذَ صلابتهُ من صبرها ومن دمعها عديم النكهة ارتوى فأوى!
حزنتْ ذاتَ يومٍ فجلستْ على الأريكة بإحدى المُتنّزهات العامّة، سالَ دمعها دونَ إرادتها، نزلَ على وجنتيها فشعرت وكأنَّ لسعةَ نارٍ قد لفحت وجهها؛ إذ هو الدمع الأُجاج الذي يهطلُ في الأحزانِ والأوجاع.
التزمتْ الصمت ولم أنَّها على موعدٍ مع ردّ المعروف.
شعرت بها الورود، حزنتْ لحزنها، لكنَّها فكّرتْ كيفَ تُدخل السرور على قلبها.
تجمّعتْ الورود على مقربةٍ من الجدّة، لم تُصدّق ما تراه؛ فقد أخذتْ الورود في التشكُلِ حتّى صارتْ كإنسانٍ يقفُ على قدميه، ثُمَّ اقتربتْ منها وقدّمتْ لها وردةً ممزوجة بعبير الورود جميعًا.
نظرتْ الجدّة في سعادةٍ غامرة، لم تُصدّق نفسها.. فبكتْ بُكاء الفرح عديم النكهة، وأخذتْ الوردة ودّستْ بدرعها لتكونَ أقرب إلى قلبها.