هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة مي حسام
  3. رسالة إلى صديقتي في أرض الأحرار


أنا هنا أمام شاشة التلفاز أشاهد نشرات الأخبار كالعادة كلما اشتدت الأحداث، لا أخفيكي سراً فلقد امتنعت عن تلك العادة السيئة منذ كنت بالجامعة وحدث غز..و العراق ورأيت مشاهد المع...تقلات وقمت ببحثي عن جرا..ئم الحر..ب في دبلوم القانون الجنائي الذي ألقيت به في سلة المهملات بعد الانتهاء منه بامتياز؛ فلقد كنت ممن يتابعون قبلها بسنوات قليلة أخبار الانتفاضة بحماس ملأ قلوب الشباب.
مرت الأيام ومر الربيع العربي بكل ما كان يحمل من أحلام باتت كوا بيس على معظم بلداننا؛ فالغاز السا م على حلب قطع صلتي بكل ما له علاقة بنشرات الأخبار، ربما كنت بين الحين والآخر ألتقط على استحياء بعض المعلومات من مواقع التواصل وهي تخجل أن تعلن أنها طا ئفية بنزعا تها العرقية وانقسا مات لا يفرق معي هل هي من تحا لف أو موا لين ولم أهتم كثيرًا بأخبار مخيمات لا جئين وحقوق نا زحين؛ فالكل على أرضي مثلي لا يفرق معهم انتماء أو عرق أو دين، فقط ننشغل بلقمة العيش التي أصبحت هدفاً لا وسيلة؛ فالعيش برغيف مدعم في أرضي أصبح حلماً كالحلم العربي الذي عزف على أوتار مشاعر جيل تمنى التغيير.

أنا مازلت أمام شاشة التلفاز أتابع تلك القناة التي لم أعد أصدقها عندما نظفنا ميدان التحرير بعد أن انتهى شهر يناير منذ سنوات، هل أخبرتك أني مررت عليه بعد التغيير؟ لقد أصبح مبهراً بأسوده الأثرية ومسلته الفرعونية؛ الآن أصبح التحرير مزاراً سياحياً بعدما مر منه موكب المومياوات الملكية وهي متجهة إلى متحف الحضارة تستقر به لا تنوي الرحيل، رائعة حضارة بلادي دائماً أفخر بها وأقارنها بحضارة بابل وأبحث عن انتصارات القدماء على الأمازيغ لأستطيع الدخول في تلك التراشقات عبر المواقع، مَن أقدم حضارة؟ ومن كان أقوى على مر التاريخ؟ ولكني لم أفعلها! فكلما حاولت الرد أتذكر أننا نتغنى بتاريخ كان آخر انتصاراته عندما توحدنا منذ خمسين عاماً فحر رنا سيناء وجلسنا على طاولة الحوار نطلق الشعارات في الجامعة العربية ونتوسط لوقف إ طلاق النا ر من حولكِ.

مازلت أمام التلفاز يتحدث المذيع عن المواجهات بين الطرفين وكيف أن قوات الا حتلال كثور هائج جريح يريد أن يأخذ ثأره من الفصا ئل الفلسطينية بعد أن اقتحموا عليهم_ نفس الأرض_ فلسطين فقط ليخبروا ترابها أن أقدامهم مازالت حرة.

صديقتي، كل من ينطق لغة الضاد على المنصات الإلكترونية وصفحات التواصل سعيد، الكل يهتف تحيا فلسطين، الجميع يغني أنا دمي فلسطيني، ومحمود درويش يخبر كل من يمر أمامه أن يسجل فأنا عربي، أجل أنا عربي وأنتِ وهو وكل من حولنا، الكل يأمر التاريخ أن يسجل ثاني ذكريات أكتوبر المجيد...
إلا أنا... مازلت أجلس أمام التلفاز أفتح رسائلك الأخيرة التي تطمئنني قبل انقطاع التيار الكهربائي عن غزة أنكِ بخير، تخبرينني أن كل ما عليّ فعله فقط ألا أحزن إذا سمعت اسمك مع الشهد اء، ربما ينقطع التواصل بيننا حبيبتي ولم أفعل شيئاً كما أوصيتِ فليس بيدي شيء؛ فأنا.... عربي.

ومازت أمام التلفاز أرى الصوا ريخ على الشاشة ترتفع في سماء غزة تعرف طريقها جيداً فهي صناعة عربية والعربي يعرف أرضه ولا يضل طريقه أبداً، أعلم أنها تمر فوق منازلكم الآن تسمعينها حية كما أسمعها أنا عبر تلك الموجات؛ فأبتسم لصوتها الشجي كما أخبرتني حين مرة عندما سجلتِ لي أصوات الصو اريخ والطائرات التي يسمعها أطفالك وقت القصف فيتشبثون بكِ وأنتِ تضحكين وتخبرينهم أنهم على أرض لا تنبت إلا الرجال.
صديقة القلم ورفيقة الحلم بت في أمان وحلم أن نلتقي حين سلام.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2243 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع