هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة محاسن علي
  3. لعبة القدر

دقت المعازف وعلت ضربات الطبول وتناغمت مع أصوات الدفوف، خفتت الأضواء دخلت فرقة البمبوطية، على أنغام السمسية، بسراويلهم الواسعة والجاكيت اللامع بدون أكمام ويعلو الطربوش الأحمر رؤوسهم وفي ايديهم شريط أحمر يلتف مع نغمة الموسيقى في تناغم يجذب الأنظار، تعالت أصوات الغناء ، وموسيقى السمسية ودقات أقدامهم فوق المسرح ، والجميع في حالة طرب وانسجام، دخلت (سميرة ) من باب القاعة تسبقها بطنها التي تُنبأ عن وصول رقم ينضم لهذه العائلة ، وكان هو بجوارها ، يشتعل رأسه شيبا ، بجلبابه الغير مهندم، وهيئته الكهولية ، بيده أصغر بناته (سلمى )وفي يدها كبرى بناته (هدير )، تنظر يمينا ويسارا ؛ تستجدي الحضور بنظرة حب أو دعابة تسري عنها ما هي فيه ، أو حفاوة استقبال من احدي القريبات التي تكتظ بهن قاعة العُرس

توجهت صوب المنصة المنتصبة للعروسين ، احتضنت العروس ؛ واجهشت بالبكاء المكتوم حتى لا تفسد فرحة أولى بناتها (ياسمين ) ، كطلقة بندقية اتجهت صوبها إحدى النساء مرحبه بها و وبزوجها الحاج عبد السلام وابنتيه سلمى وهدير ، مبارك يا سميرة زواج أبنتك ياسمين بالرفاء والبنين ياأبنتي ، وفرط الله حملك بالسلامة ومًنْ عليك بالصبي الذي يكون سند وعضد لإخوته البنات ، الله قادر يازوجة عمي .

دلف من باب القاعة بعطره الفواح الذي يميزه عن بني جنسه وكأن هذا العطر قد صنع له خصيصا ، لم تتغير أناقته وهندامه الملفت للإنتباه وجسمه الرشيق الرياضي المتناغم كما سيمفونية راقية ، أنه كما تركته أخر مرة منذ عشرة أعوام، بل استنسخ منه ثلاثة نسخ ، بشياكتهم واناقتهم في بذاتهم الرمادية ، وببيونتهم السوداء 

مدت يدها تصافحه وتهنئة _ مبارك يا ابن العم زواج ياسمين 

ترقرت دمعة أبية في مقلتيه ؛ ومد يده يرد المصافحة، مبارك يا أبنت العم ، جاءت على عجل مهرولة تمد يدها وتصافحها، انسحبت يده في هدوء ، قدمها قائلا زوجتي (مريم ) والدة حسام ويوسف وحازم مرحبا يازوجة أبن عمي مبارك زواج ياسمين ،

انزويتَ قليلا عن الحضور 

ذرفت دمعة امتزجت بكحل العين ، وسالت تحرق الوجنات والقلب 

الأقدار تفرض نفسها ، لم أختر طريقي يوما ، ولم تتاح لي رفاهية الإختيار ،إلا مرة واحدة وكانت إحداهما نار تحرق الحشى والأخرى مذلة وانكسار وفاقة وحاجة 

ماجت رأسها كقارب تتقاذفه الريح في بحر أمواجه عاتية 

عاد الماضي السحيق بذكرياته المريرة ؛ هاجمتها الذكريات كوحش ضارٍ في البرية _ مال هذه الذكريات المؤلمة ومالها في هذا اليوم، يوم زفاف أبنتها الكبرى ياسمين 

لماذا مازالت تتذكر 

وسادتها المبتلة بدموع قلبها - 

كانت دمعات سعادة، لم تصدق نفسها أنها أصبحت زوجته -

عقد الذكريات انفرطت حباته وجاء يركض إليها _

 كانت طفلة في العاشرة عند زواجه الأول الذي استمر ثلاثة أعوام ولكنه باء بالنهاية القاتلة لزوجته لقد تم طلاقها لأنها لم تنجب ، طلقها أبوه ، ثم زوجه الثانية ، في تلك الأيام كانت قد شبت وتعلق به قلبها ؛ فهي تراه فتى أحلامها برغم انه ضعف عمرها ، ولكنه شاب وسيم أنيق ، تتمناه كل بنات عائلته ، وكانت هي واحدة منهن أبنة عمه وهي أحق به من مثيلاتها، إنما هو يراها طفلة ذات ضفائر معقودة خلف ظهرها ، تعمدت مرارا أن تحل ضفائرها قبل أن يدخل البيت حتى يشعر بأنها أصبحت ثمار ناضجة وعليه أن يقطفها لكنه مازال يراها ثمرة بها الكثير من مرارة الطعم ،

عاش أربعة أعوام مع زوجته الثانية ولم يكتب له القدر أن يقترن اسمه باسم مولود ، لم يمهله والده الوقت الذي ترجاه أن يعيشه مع زوجته الثانية التي أحبها وأراد أن يستكمل حياته معها بدون أطفال، لكن هيهات هيهات أن يتركه والده ينعم بالسعادة الزائفة _ التي ستنتهي مع تقدم العمر ، طلق زوجته الثانية مرغما ونزولا على رغبة والده الذي كان هو وحيدة ، فإذا لم ينجب من ذا الذي يرث الأموال والممتلكات ، طلب من والده هدنة من الزواج والطلاق لقد سأم حياته المرفهة التي يعيشها ويحسده أقرانه عليها ، فهو يمتلك من الأموال التي إن اشتعلت فيها النيران تتأجج لمدة أسبوع كامل أو أكثر ناهيك عن الأراضي والمزارع التي تجري فيها الخيل ولا تصل إلى أخرها ، وبالرغم من الثراء الفاحش فمن تخرج من هذا البيت إما أن تتنازل عن كامل حقوقها أو تأخذ بعض الأثاث والمنقولات التي قاسمتها الليالي بأفراحها وأتراحها ، طرق والده أبواب عديدة ولكن الأبواب أُوصدت في وجهه ، فمن منهم يتنازل عن بِضعةٌ منه ويعطيها لهذا المزواج المطلاق ، ووالده الذي يرسم بريشته الباهتة الألوان لوحة حياته .

في بهو الدار الفسيحة جلس خالد في ظل شجر المانجو وتحت تكعيبة العنب ؛ يتأمل مهرته التي كَبُرتْ وأنجبت مهر صغير تحوطه بحنانها وترفع حافرها عنه ، وهنا أدرك مرور العمر، وهو خالى الوفاض فلم يستطع أن يشبع رغبة والده في أن يكون له وريث ، لقد انتصف عقده الثالث وهو يقف حيث بدأ _ أقرانه الذين يحقدون عليه من كثرة مالديه هم يتمتعون بفراشهم الوثيرة الدافئة بينما هو يتقلب في صقيع أيامه وجمر لياليه ، يسحبون صغارهم في ايديهم عند كل صلاة وعند الأهل والأقارب، وهو يده خالية وفراشه خالي ، تلمح عيناه عينان بنيتان تنظران إليه من خلف الأشجار في حديقة المنزل ، وشعر كستنائي يتطاير مع الريح الخفيفة فيفضح مكان صاحبته التي تقف تتأمل حلم حياتها، لم يُصب قلبها اليأس وكانت تعلم أنها سوف تفوز به في نهاية رحلته مع زوجاته ، حتى لو كتب على جبينه مائة زوجة فسوف تكون هي المائة وواحدة ، أشار إليها بيده فهو يراها طفلته المدللة والتي لم ينجبها ، أخرج من بين طيات ملابسه بعض الحلوى والسكاكر التي تعشقها ، وما إن وضعها في يدها حتى ألقت بها أرضا وذهبت غاضبة إلى غرفتها ، قابلتها زوجة عمها وسألتها مابك ياسميرة أجابت لاشيء ولكنها نظرت شذرا إلى الحديقة ، فهمت أن شيء حدث من خالد وعندما سألته قال لم يحدث شيء غير إنني اشتريت لها الحلوى والسكاكر التي تعشقها ، ضحكت والدته حتى ضاقت عيناها ودمعت ، يابني إن سميرة أصبحت عروس ولم تعد طفلة ، يا أمي أنا أراها طفلة صغيرة ذات ضفائر محبوكة ، جاءه صوت والده من خلفهم أنتم هنا تتسامرون وأنا أحمل الهم بالأجران ؛ أريدك أن تتزوج لتنجب ولي العهد ،ياوالدي

: لقد سئمت هذا الموضوع ولم أعد أريده أو أتمناه ، 

: ومن قال إنك تريد أو تتمنى أنا من أريد أن تنجب وأتمنى أن يكون لي وريث ؛ يرثني ويرث أبائي وأجدادي .

رفع نظره إلى غرفة سميرة وجدها تقف خلف النافذة، عندما لمحت عين عمها ألقت بنفسها أرضا حتى لا يراها ، وهنا قال والده يا خالد نحن نبحث عن الأصداف واللؤلؤة المكنونة في بحرنا الواسع 

: ماذا تقصد ياوالدي

: اقصد أبنة عمك سميرة كما تعرف هي يتيمة الأبوين ووالدتك هي التي ربتها وأنا ولي أمرها وأعرض عليك زواجها هل ترفضها وأنا أقدمها لك .

: ياوالدي إنني اعتبرها طفلتي .

: ومالضير في ذلك يابني تزوجها صغيرة حتى يكون العمر أمامها ممتد للإنجاب .

:يا أبتِ لا أكِنُ لها مشاعر زوجية بيد أن مشاعري تجاهها أبوية .

تدخلت والدته في الحوار يا خالد البنت تعشق تراب قدميك أنا أعلم ذلك وهي لن تتزوج غيرك أنها تنتظرك .

: محال يا أمي لن أتزوج طفلة ، ماذا يقول الناس عنا ،استغلوا يُتم الطفلة وزوجها أبنهم ، كيف اعيش معها تحت سقف واحد ، كيف اتخذها زوجة وأنا انظر إليها بعين الأب .

 مرت الأيام متخمة بالأحاديث عن زواج خالد من سميرة الذي يرفضه خالد رفضا قاطعا، وتعيش سميرة على أمله ،ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، تتزين العروس وتقام الأفراح والليالي الملاح ، وتصدح الأغاني والزغاريد في المنزل، يدخل العريس جناحه في البيت الكبير تزين الجناح لاستقباله هو وعروسه ، وجدها على حافة السرير تنظر إليه بعشق ووله من خلف الشيفون الأبيض على وجهها ، تركها خلفه تصطلي بنيران البعد والجفاء، في غرفة خاصة أعدها لنفسه بدل ملابسه وتمدد على سريره ، تعلقت عيناه بالسقف ، سالت دموعه كطفل صغير فقد والدته في زخم الحياة ، حياته لا يملكها 

والده يخطط وينفذ وهو لا يستطع أن يعارضه لأنه مريض قلب ويحتمل أن تهاجمه الأزمة في أي وقت ومن الجائز أن تقضي عليه لن يتحمل أن يكون السبب في موت والده ، تزوج وطلق بناء على رغبته ، وهاهو يتزوج سميرة الطفلة إرضاء لوالده ، ولكنه لن يتخذها زوجة هكذا عقد العزم والنية، لم يتسرب إلى قلبها اليأس من هجره ومعاملته التي تنبأ عن كونها أبنة عمه فقط ، لم يثنيها ذلك عن إتاخذ زينتها وتبهرجها وإظهار مكامن أنوثتها ومفاتنها التي لم تكن تغريه ، ولكن سبحان مقلب القلوب لم يعرف متى ولا كيف وقع في شباك غرامها التي كانت دائمة على طرحها في طريقه ، أصبحت سميرة كل حياته ولأن عطاء الدنيا سخي ؛ حملت سميرة بين الحشا والضلوع طفلها الأول، غمرت السعادة كبحرٍ طام المنزل الكبير لأول مرة منذ سنوات طوال ، وتوجت سميرة ملكة في البيت وسلطانه في قلبه يأتمر بأمرها ويسكن إليها ولا يرتاح إلا بين يديها، صرخت في منتصف الليل صرخة مدوية أيقظت كل من في الدار الكبيرة ، ولحظات وتبدل الصراخ زغاريد صضحت وعلت عنان السماء، لقد أزدان البيت وفاحت به رائحة الياسمين ، وحلت الأفراح وعلت الزينات وأقيمت الولائم بقدوم ( ياسمين ) التي أصبحت عصفورة البيت المغردة ، مرت الأيام كسحابة صيف ممطرة ، تروى ظمأ العطاشى ، وبعد عام واحد أنجبت سميرة (عبير ) ثم بعدها بعام أنجبت (نرجس) عام أخر وقد حباها الله بمليكة 

وهنا عمها قد أبدى أعتراضه وطلب منها الكف عن الحمل لأن بطنها لا تنجب إلا الإناث

: ياخالد سوف اخطب لك زوجة تنجب الولد 

خالد: ياوالدي كنا نتمنى ظفر طفل صغير وقد من الله علينا بأربع أقمار وبدور تنير سماء حياتنا 

والده : ولكنهم بنات لا يحملن اسم العائلة 

أنا أريد الولد الذي يرثني 

خالد : يا أبي انهن بناتي وأمهم ابنة عمي كيف اتخلى عنهن 

الوالد : من قال أنك تتخلى عنهن ، سوف تبقى سميرة وبناتها معززة مكرمة في بيتها وأنت تتزوج في بيت جديد قد أقمته خصيصا لك 

عندما علمت بذلك سميرة رفضت العيش معه ، وطلبت منه الطلاق 

بكى على كتفها بمرارة وبثها حزنه.

: ياسميرة قلبي وحياتي 

ماذا يتبقى لي إن رحلتي ، وهل يكون للحياة طعم بدونك ،إن اختفت سكاكر حياتي فأهلا بالعلقم ، أنت وردة الدار التي يذاع سر حضورها بعبيرها ، شمس نهاري ستنمحي من ذاكرة التاريخ 

بناتك في طور طفولتهن يحتجن إلى حضنك الدافئ ، إلى لمسة يدك الحانية عليهن 

في غيابك رحلتي في الحياة ستكون مضنية ويؤرق ليلي التوق إليكِ

يا حبيبة قلبي ومهجة روحي لا تتركيني في هواكِ أتعذب .

أنت تعلمين أن عمك مصاب بداء القلب ولا أستطيع معارضته حتى لا أكون سببا في شيء لايحمد عقباه 

سميرة : لقد عشقتك 

الموت عندي أرحم من أن أتخيل غيري يضمها دفء حضنك 

لكل منا طاقة ومقدرة ولا طاقة لدي تجعلني أتحمل زواجك بأخرى 

عليك أن تختار إما أنا أو تتزوج غيري

لن أعيش معك مهيضة الجناح ، مكسورة الخاطر 

إذا استكان الإنكسار فلا مكان للحب .

تركته مرغمة يترنم قلبها بلحن شجي ترتله أنفاسها المختنقة ودموعها الحبيسة

علم عمها برأيها في زواج زوجها ، فأرسل لها الخادمة تستدعيها وعندما مثلت بين يديه 

نظر إليها وبرقت عيناه في وحشية ذئب يتربص بفريسته ، وأطلق العنان لصوته الجهوري الذي عندما تسمعه تبتل ملابسها الداخلية، يا سميرة العيش بينك وبين خالد إلى الآن انتهى 

لقد شاءت الأقدار وانطفئ بريق الأعذار

فطالما أنك ترفضين العيش مع بناتك وهو يتزوج بأخرى فلك حرية الاختيار 

وهل ياعمي على أن اختار بين النار والرمضاء المتأججة 

: أنت من تأبين العيش معنا ، سوف يتم الطلاق ، وتنتقلين إلي البيت الجديد ويتزوج خالد هنا ، وسوف يبقوا البنات معنا في هذا البيت إذا أردت ذلك ، كما ترى ياعمي أنا لا أريدهن معي ؛ أعصابي متعبة ولا أستطيع العناية بهن ، من تتزوجه تعتني به وببناته الأربع ، 

تم الطلاق في هدوء تام بين دموع خالد وسميرة وأمنية والده بالوارث 

تزوج خالد من جارتهم الأرملة مريم والتي قد أنجبت توأم من الصبيان من زوجها الأول الذي وافته المنية شابا ، وعند زواجها أخذهم جدهم لوالدهم ، لم تمض عشرة أشهر وجاءت مريم بالوريث 

تقدم الخطاب لسميرة والتي كانت ترفض الأرتباط بغير خالد وتتمنى أن تهب رياح مفاجأة تحملها إلى خالد لكن عندما أنجب خالد الولد ، علمت أن الطرق قد أغلقت وللأبد بينها وبين خالد 

وافقت على الزواج من الحاج عبد السلام والذي لم يكن ينجب ولقد تطلقت منه زوجته لعدم الإنجاب ، وكانت سميرة قد اكتفت ببناتها الأربعة من خالد 

ولكن عطاء الله لا راد له لقد أنجبت سلمى وهدير وهاهي تحمل الطفلة الثالثة من الحاج عبد السلام 

بينما خالد قد أنجب من مريم حسام ويوسف وحازم وهي تحمل البذرة الرابعة منه في بطنها في شهرها الأول 

انقضت ليلة عرس ياسمين وزفت إلى عشها السعيد بين قبلات ودموع الأم ودعاء الأب بحياة سعيدة ، التقت النظرات 

فضحت نظرة عينيها عشقه الذي 

مازالت تحمله بين طيات قلبها ، العشق الذي كانت تتنفسه في كل شهيق وزفير

لم تكف يوما أو ليلة عنه

 لم يختلف عنها كان يؤرقه التوق ويدمع عيناه العشق والوله لها 

إنها دخلت قلبه ولم ولن تخرج منه 

زفته عيونها حتى شيعته بقلب منفطر ، 

سار بقلب جريح وعيون يملأها الدمع إلى خارج قاعة العُرس

استقل سيارته الفارهة، بجانبه زوجته جميلة الجميلات، وفي المقعد الخلفي تراص أولاده الثلاث 

فهذه السيارة ومنزل صغير هو ما تبق له من الأملاك التي كانت تحجب ضوء الشمس بعد أن ضارب والده بكل ما يملك في البورصة وخسر جميع أسهمه وممتلكاته!!!!! 

لوح لهم جدهم بيده متمنيا لهم السعادة ، 

 غابت السيارة عن ناظره ، سمع صوت ارتطام شديد هرول في جمع من الناس ، تناهت الأصوات إليه محوقلة لقد تفحمت السيارة وكل من بداخلها .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1728 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع