هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد ابو النور
  3. مدخل لا بد منه لفهم الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2024 

خامنئي يبحث عن البديل بعد وفاة رئيسي...

1ــ أدت وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي وعدد من الوزراء والمسؤولين المرافقين له يوم 19 مايو 2024 إلى خلط الأوراق تماما في إيران لعدة أسباب على رأسها أنه بوفاة رئيسي "فقدت إيران رئيسا كامل الأوصاف"، وفق تعبير المرشد الإيراني علي خامنئي.

 

2ــ الأمر الأهم أن إيران فقدت بتلك الوفاة المفاجئة مقعدين مهمين أحدهما افتراضيا وهو منصب المرشد المحتمل، إذ كان رئيسي أحد المرشحين لخلافة خامنئي البالغ من العمر نحو 85 عاما، والآخر حقيقيا وهو منصب الرئيس الذي شغله رئيسي منذ عام 2021.

 

3ــ قبل تلك الوفاة كانت إيران تتجهز لانتخابات رئاسية في صيف 2025 بعد انتهاء الدورة الرئاسية الأولى لرئيسي، وهي كما هي في كل المرات تنتخب رئيسا جديدا مرة كل 4 سنوات فردية، لكنها هذه المرة تنتخب رئيسها للمرة الثانية في تاريخ الجمهورية الإسلامية في عام زوجي وهو 2024.

 

4ــ بعد وفاة رئيسي أسرعت إيران الخطى ووضعت مخططا زمنيا لانتخاب الرئيس الجديد، كي ترسل رسالة إلى الداخل والخارج أنها حبلى بالكفاءات ومليئة بالكوادر وأنها دولة مؤسسات تهتم بالدستور ولا تتوقف كثيرا عند الأشخاص، ومع ذلك برزت المعضلة الكبرى أمام المرشد الإيراني علي خامنئي وهي كيف يجد بديلا مطابقا لرئيسي أو على أقل تقدير شبيها له من حيث الطباع والصفات والمؤهلات والإيمان المطلق بمبادئ الجمهورية الإسلامية والولاء المطلق إلى الولي الفقيه؟!

 

5ــ على كل حال دعت الجمهورية الإسلامية إلى عقد الانتخابات في يوم الجمعة 28 يونيو 2024 وفتحت باب التقدم للترشح وبالفعل تقدم 80 شخصا لهذا الاستحقاق وهو رقم أقل كثيرا جدا من كل الأرقام التي ذهبت بملفات ترشحها في كل الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية السابقة.

 

6ــ ودليل ذلك أن الذين تقدموا بأوراق ترشحهم في انتخابات عام 2021 كانوا 592 شخصا، و1636 شخصا في عام 2017، و686 شخصا في عام 2013، و476 شخصا في عام 2009، و1014 في عام 2005، و814 في عام 2001، وهو ما يعني عزوف السياسيين عن هذا الاستحقاق ربما لضيق الوقت أو لاعتبارات سياسية أخرى. 

 

7ــ ولم يخيب مجلس صيانة الدستور آمال العازفين عن الترشح، فقد قبل أهلية 6 فقط من هؤلاء الثمانين لخوض الانتخابات الرئاسية وهم: رئيس البرلمان المحافظ محمد باقر قاليباف، وسعيد جليلي الشخص المحافظ الذي سبق أن تولى أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي، وقاد التفاوض مع القوى الكبرى بشأن الملف النووي، وعلي رضا زاكاني، رئيس بلدية طهران، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، الرئيس المحافظ المتشدد لمؤسسة الشهداء والمحاربين القدامى، ووزير الداخلية السابق مصطفى بور محمدي.

 

8ــ وهنا يجب القول إن مجلس صيانة الدستور اتخذ موقعه الرئيسي مثل كل المرات في هندسة كل الانتخابات الإيرانية وإخراجها عموما، وفي الانتخابات الرئاسية على وجه التحديد، باعتباره سلطة حاكمة ونافذة ومسيطرة، لاسيما انتخابات الرئاسة المقبلة التي ستحدد سياسات النظام في السنوات الأربع المقبلات تجاه ملفات معقدة ومنها علاقات إيران بالقوى الدولية وبالقوى الإقليمية وعلى رأسها مصر والسعودية وتركيا.

 

9ــ ومجلس صيانة الدستور يتكون من 12 عضوا، 6 منهم من رجال الدين الذين يعينهم المرشد بشكل مباشر و6 آخرون من الخبراء القانونيين الذين يعينهم رئيس السلطة القضائية بعد موافقة البرلمان، والجميع يعرف أن السلطة القضائية والبرلمان كلاهما مواليان تمام الموالاة للمرشد الإيراني.

 

10ــ عليه فإن مجلس صيانة الدستور من خلال إطلالته بالغة الأهمية على تلك العملية السياسية المعقدة جدير بالبحث في دوره وإلقاء الضوء على رئيسه آية الله أحمد جنتي البالغ من العمر نحو 98 عاما على التقويم الهجري الشمسي الفارسي، إذ إنه من مواليد عام 1305 هـ. ش.، وطبيعة علاقته بسيرورة الانتخابات وصيرورتها.

 

11ــ يجمع آية الله أحمد جنتي على نحو نادر في تاريخ الجمهورية الإسلامية عددا من المناصب بالغة الحساسية، ومنها رئاسته مجلس صيانة الدستور (1992 ــ حتى الآن) ورئاسته مجلس خبراء القيادة (2016 ــ 2024) إلى جانب عضويته في أغلب المجالس والمنظمات والهيئات المهمة في النظام الإيراني ومنها عضويته في مجمع تشخيص مصلحة النظام والمجلس الأعلى للثورة الثقافية، وغيرها.

 

12ــ ونظرا لأهمية المجلس الذي يرأسه جنتي ذكره الدستور الإيراني لعام 1979 مع تعديلاته لعام 1989م، 13 مرة أغلبها في خضم المواد المتعلقة بتسيير عمل مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) على اعتبار أنه (أي مجلس صيانة الدستور) مجلس فوق برلماني من شأنه مطابقة ما يصادق عليه مجلس الشورى الإسلامي مع الأحكام الإسلامية والدستور.

 

13ــ ومن المهم التأكيد على أن الدستور الإيراني خصص 9 مواد كاملة (من المادة 91 إلى المادة 99) لتوضيح طبيعة عمل المجلس وتكوينه وصلاحياته الدستورية وعلاقته بالعملية الانتخابية في البلاد.

 

14ــ وفي السنوات الخمس والأربعين السابقة (1979 ـ 2024م) انتخب الإيرانيون 8 أشخاص لرئاسة البلاد، 5 منهم رجال دين (آية الله علي خامنئي – آية الله هاشمي رفسنجاني – حجة الإسلام والمسلمين محمد خاتمي – حجة الإسلام والمسلمين حسن روحاني ــ حجة الإسلام والمسلمين إبراهيم رئيسي) وواحد فقط مهندس هو محمود أحمدي نجاد، وقبلهم جميعا انتخب أبو الحسن بني صدر ومحمد علي رجائي، وهما مدنيان، لكنهما لم يستمرا في السلطة طويلا لأسباب يطول الحديث عنها.

 

15ــ وفق المشهد الراهن ولمعرفة من يمكنه أن يصبح رئيسا لإيران، وجب القول إن المرشد الإيراني علي خامنئي الرجل الداهية الذي تمكن عبر العقود والسنين من تحييد كل خصومه وجمع تلابيب الدولة من حوله، يجلس الآن وينظر بإحدى عينينه إلى أعداء بلاده الخارجيين وبالعين الآخرى إلى واحد من الستة المبشرين بالرئاسةن ويتفكر من يكون الرئيس المقبل المحتمل الذي سيعاونه على العبور بإيران من أخطر مراحل تاريخها الملبد بالغيوم.

 

ـــــــــــــــــــــــ

 

(*) المقال المقبل بإذن الله يتناول شخص الرئيس الإيراني المحتمل وما يمكن أن يفعله مع مصر والسعودية وأمريكا وإسرائيل.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2533 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع