هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة محمد كافي
  3. الحافة (رواية)

ثاوٍ على حافة فراشه شاردا .. و بعينيه نظرة جوفاء .. و أمامه قد تناثرت صور فوتوغرافية تجمعه بمحبوبته .. تلك البسمات و اللمسات .. النظرات و الهمسات .. سعادة كانت تنبيء بسعادة أكبر تلوح في الأفق .. و كان يتذكر .. كيف جمعهما القدر صدفة في طريق .. و كيف انتحت أهدافهما إلى حواف العالم .. ليبقى هدف واحد .. أن يجتمعا يوما ما إلى الأبد ..

وقعت عيناه على كلمات خطها في إحدى رسائله إليها :

 " و لقد ذكرتك فوق موج مكارهي .. فوجدت حبك علتي و دوائي

فوددت أن أسمو بقلبك عاشقا .. فلعلي أقتل بالحنان شقائي "

طوى الورقة براحته .. و شرد قليلا قبل أن ينتصب قبالة مرآته .. تأمل نفسه قليلا قبل أن يخرج بزته السوداء الخاصة بالسهرات ليرتديها .. فمناسبة الليلة استهوته بشدة ليحضرها ..فجرفته رغبة بداخله كبركان في عمق جبل تطمره الثلوج .. و قادته قدماه إلى حيث تريد تلك الرغبة رغما عن عقله .

توقفت سيارة الأجرة عند أحد أرصفة نهر النيل , تردد (حسن) قليلا قبل أن يهبط منها ليظل واقفا يتأمل الباخرة الراسية و زينتها المتوهجة في إحدى ليالي الصيف المقمرة و أصوات الإحتفال التي تصل لأذنيه لتزيد اضطرابه و شعوره بالألم.

خطى بخطوات مترددة ليصعد على متن الباخرة ليندس وسط الحضور متوجها إلى مؤخرة الباخرة ليراقب الحدث من بعيد .. بدت العروس سعيدة و هي تراقص رفيق دربها المقبل يحيط بهما المقربون يصفقون و يرددون الأغاني في سعادة . .. كانت مشاعره المضطربة قد أغرقت نفسه في فضاء معتم بلا هواء .. ثقيل كالجبل الجاثم على صدره كأنما يصّعّد في السماء .. شعر بنبض كالطَرق على جانبي رأسه و كأنها بين مطرقة و سندان .. تتصبب عرقا من جحيم نافخ الكير ...

" لم يكن عليّ المجيء .. لم يكن عليّ المجيّ " رددها في نفسه و هو مطرق الرأس يتحاشى أن يرفع بصره خوفا من أن تلتقي عيناه بعيني أحد يعرفه .. هم بالهروب من الباخرة ..

" سأظل أحبك للأبد.." ترددت كلماتها في رأسه و في عينيه الأسف الشديد .. و أخذ يقول في نفسه " كيف استطاعت أن تزيل ثلاث سنوات من قلبها و كأن شيئا لم يكن ؟ و كأن كل ما شاركناه أنفسنا كان وهما نسجناه ..و كأن من رافقتها قلبا و عقلا تلاشت في مكان ما في غياهب هذي الحياة .. كيف استطاعت أن تلقي بي بعيدا و كأني لا أعني لها شيئا ؟ .. هل من المعقول أنها قد خدعت قلبي و أوهمتني بما لم تشعر به حقا ؟ .. من أين أتت بهذه القسوة ؟ .. "

" أنتَ كل ما تمنيت في الحياة .. و كل سعادتي " عذبته ذاكرته بكلماتها فقال متحسسا رأسه المتألمة " يا كل تعاستي .. كيف أبتليت بك ؟ و لأي شيء قد قرر القدر القصاص من نفسي و قلبي ؟ كيف استباح تدميري فقط لأنني قد صدقت همساتك .. لأنني آمنت بنظرات عينيكي اللتين اعتقلتا قلبي في حصن الذكرى المهين ؟ .. انهزمت .. كيف غبتِ الآن عني ؟ "

" سأكون معك حتى النهاية " , تردد صوتها في رأسه فقال " كاذبة حتى النهاية .. أم عنيتي نهاية قلبي على يديكي؟ .. أم هو ذنبي أنني لم أكن ثريا بالقدر الذي يكفي كي يوافق أبواكي على زواجك مني ؟ .. لقد جاهدت في سبيل الوصول إليكي .. و كأن كل شيء كان يحول بيني و بينك .. المال الحقير .. يتحكم في كل شيء .. يجمع أناسا و يفرق آخرين .. يهديك السعادة أو ينتزعها منك و يلقي بك في ظلمات الحزن و الوحشة .. ظننت أن المال ليس كل شيء .. و لكنه يصل بك إلى أي شيء .. كان عليِّ ألا أحبك أبدا.. خطأٌ أدفع ثمنه بفداحة .."

بينما كان يخترق صفوف الحاضرين يقول في نفسه " لم يكن عليِّ المجيء .. تبا لي لم يكن عليِّ المجيء " و العروس ترقص في سعادة و تدور حول نفسها ضاحكة حتى توقفت فجأة مصطدمة به بعد أن اقترب منها للغاية .. فغرت فاها و قد أطلقت صرخة .. بينما كان يقول بإبتسامة حزينة " لم استطع تركك .. تماما كما وعدتك " صرخ الحضور و هم يرونها تسقط و مضرجة بالدماء و بقلبها نصل مغمود ..و الصدمة قد نالت من الجميع حتى الزوج الشاب وقف مشدوها غير مدرك لما يحدث ..و والداها قد ركعا بجانبها يصرخان في جنون " ماذا فعلت ؟ ماذا فعلت ؟ "

فقال حسن و الدموع تنفجر من عينيه " لن تفهما.. لا أستطيع أن أحيى مادام قلبي معها .. لم يكن قلبها من طعنته .. بل قلبي أنا .. سيخفت وجيب قلبينا معا "

بين صراخ و عويل .. كان ينظر حسن بابتسامته الحزينة لوجهها الجميل .. كان يعلم أن حياته في الواقع قد انتهت .. و لكنه لم يكن يهتم .. فقد كان يحتضر عشقاً على أي حال .. و رغبة الموت أحاطت به ليتخلص من ألم العشق المفرط .. و من حياته البائسة .

تمت

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

982 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع