هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة محمد كافي
  3. روح و ريحان - قصة قصيرة

في طريقه إلى المنزل .. كان عائدا من مقابر أسرته القريبة , و أنامله ممسكة بيد طفلته الصغيرة التي بالكاد تبلغ العامين من عمرها عبر الطريق المعبد بين الأشجار و المروج .. همهمت طفلته و هي تشير بيدها إلى مكان ما على جانب الطريق و تحاول أن تسل الأخرى من بين أنامله فيفلتها .. قبل أن تصيبه الدهشة و هو يراقب صغيرته تقترب من زهور الريحان و هي تصدر أصواتا تعبر عن سعادتها .. فارتسمت على شفتيه ابتسامة مريرة و قد لمعت عيناه بدمع ٍ حبيس .. فقد كانت زوجته تعشق رائحة الريحان و اعتادت على حمل زهوره بين أناملها معظم الوقت حتى أنه كان يشعر بأن زوجته قد نُسجت من البتلات ...

" عندما أستنشق عبيرها  أشعر و كأنها تضيء روحي "

هكذا تذكر كلماتها و هو يجثو على ركبتيه بجوار ابنته يتحسس زهور الريحان و قد اجتاح عبيرها رئتيه و تغلغل في روحه حتى أنه أغلق عينيه و قد مرت بكيانه ذكرياته مع زوجته ؛ همساتها , ضحكاتها , لمساتها , و المشاعر الجارفة بينهما ... و كل الأماني السعيدة اللائى أحاطت بهما و هما يترقبان قدوم مولودهما الأول .. طفلتهما الصغيرة .

" سعادتي كلها أُختزلت بكِ .. و بكل ما يأتي عبرك .. ربما تأتي كثير من السعادة عبرك يا ضوء قلبي " كان يقولها لزوجته و هو يتحسس بطنها المنتفخة في سعادة .

لكنّ مصادر السعادة في الحياة كالفراشات .. أعمارها أقصر من أعمار الجراح .. و البهجة تطرق أبواب القلوب كزائرة .. بينما الحزن بداخلها مقيم .. فزوجته الحبيبة قد ضمها القبر قبل أن تتمكن من ضم مولودتها إلى صدرها .. و قد كاد أن يهدمه ذلك تماما لولا هذه الصغيرة التي أسندت جدران قلبه . و على الرغم أن ستائر حياته مع زوجته قد أُسدلت , إلا أن حياته كأب قد بدأت في تعويضه بنوع جديد من الحب .. لم يشعر بفقد حبه لزوجته .. بل يراه في كل شيء حوله .. يراه في عينيّ طفلته .

شعر بملمس زهرة على وجنته ففتح عينيه ليجد طفلته بيدها زهرة ريحان تعبث بها على وجهه .. فتبسم ضاحكا من فعلتها و ضمها إلى صدره برفق  و قد انتابته بعض الدهشة فقال و هو يتلفت حوله " أنَّى ليديكِ الصغيرتين القدرة على اقتطاف هذه الزهرة يا صغيرتي ؟! "

فهمهمت الطفلة و هي تضحك و تشير بإحدى يديها إلى اللا شيء قبل أن يشعر بنسمات هواء أسرت بجسده بعض القشعريرة اللطيفة و قد سيطر عليه شعور بروح زوجته ترافقهم .. فتخلل قلبه شعور بالسعادة و الراحة , قبل يقتطف بعض زهور الريحان ثم يحمل طفلته و يقبلها و هو يقول مبتسما " كم يعشقك والدك يا حلوتي !! .. هيا .. لنعد إلى منزلنا , فالطعام الشهي ينتظرنا "

ثم هرول بها ضاحكا لتشاركه الضحك .. و بداخله تتردد ضحكات زوجته و كأنها تلازمهم .. و كأنها لم تفارقهم أبدا .

** تمت **

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1292 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع