هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة محمد شحاتة
  3. استدعاء

صديقي اللي دايمًا بيحب يروح أماكن مهجورة بالليل؛ كنوع من المغامرة يعني، وبيقول إن الأماكن دي هي اللي بتستدعيه، وبعتبره دايمًا غريب الأطوار؛ أخدني معاه في آخر رحلة، والحقيقة؛ قبلت أشاركه لأن كان جوايا فضول أعرف هو بيستفاد إيه من اللي بيعمله.

وقتها روحت معاه فيلا مهجورة، بيقول إنها مسكونة، طول الوقت وإحنا جوَّه كنا مشغلين الكشافات، وبرغم إني مشوفتش حاجة غير أثاث قديم ومتكسّر، لكن من وقت للتاني كنت بسمع أصوات من حواليا، قولت أكيد دي هواجس من الرهبة اللي في المكان، فضلت معاه لحد ما نزلنا سرداب الفيلا، ولقينا باب خشب صغيّر في حيطة، لما فتحناه لقينا وراه نفق صغير، محدش فينا كان عارف بيودّي على فين، لكن برغم من إننا ضربنا فيه الكشافات، لكنه كان ضلمة وضيّق، اترددت إني أدخل؛ لكن حسيت إن صديقي عنده رغبة يدخل النفق، اتحججت وقولت له:
_النفق ده ضيق، كبر دماغك منه.
لحد ما سمعت صوت جاي من جوَّه النفق بيقول: "ادخل هتجيبك".

قلبي اتنفض من مكانه، وبصيت لصديقي وقولت له:
_أنت سمعت حاجة؟
_حاجة إيه؟
_صوت جاي من النفق؛ بيقول ادخل هتجيبك.

ساعتها ضحك وقال لي:
_يمكن بيتهيَّأ لك.

أخدتها فرصة وطلبت منه نمشي، وهو وافقني، وبعد ما خرجنا؛ لقيته بيقول لي:
_تعرف إن الأماكن المهجورة لما بندخلها بتستدعينا تاني، فيها طاقة غريبة بتخليك تنجذب لها، تلاقي اللي متعوِّد يدخل الأماكن دي، رجله بتكون وخداه على هناك دايمًا، كأنها بتنده عليه، تحِس إنها إدمان بالنسبة له.
_قصدك إيه؟
_قصدي إني لو قعدت فترة مدخلتش أماكن مهجورة، بحس بهاجس جوايا بيطلب منّي أدخل أي مكان مهجور بالليل، الأماكن دي فيها طاقة بتستدعينا على شان نروح لها باستمرار.

كبرت دماغي من كلامه؛ واعتبرته كلام غريب زي أفعاله، وأخدت بعضي وروّحت على البيت، بعد ما نويت إني مش هطلع معاه الطلعة دي تاني.

بعدها بكام يوم؛ لقيت باب شقتي بيخبَّط بالليل، فتحت الباب ولقيته صديقي، اللي أول ما شوفته استغربت إنه جاي بدون ما يتصل عليا كالعادة، بس قولت عادي ممكن نسى يتصل، فتحت الباب على الآخر وقولت له:
_ادخل يابني واقف ليه.

وساعتها قال لي:
_البس وتعالَ معايا.
_على فين؟
_طالبة إننا نروح الفيلا المهجورة تاني.

جسمي اتلبِّش لما افتكرت إني دخلت مكان مهجور وقولت له:
_لأ يا عم؛ يفتح الله.
_يا عم انجز، إيه الجُبن اللي أنت فيه ده.
وقفت محتار بعد ما وصفني بإني جبان، أرفض إني أروح وأثبت صحة كلامه، ولا أروح معاه وأثبت له العكس.

وقررت إني أثبت له العكس، لبست ونزلت معاه، وفي الطريق لقيته بيقول لي:
_اتأخرت عليا؛ قولت آجي لحد عندك.

بصيت له وقولت:
_اتأخرت عليك في إيه.
_كنت فاكر إن أنت اللي هتطلب نروح الفيلا تاني، خصوصًا إننا مدخلناش النفق، اللي قال لَك ادخل هتجيبك.
_هو مين ده اللي قال لي؟
_النفق يابني، مش قولت إنك سمعته وأنا قولت لك تلاقيها هواجس.
_ولما هي هواجس زي ما بتقول؛ ليه متأكد إنه قال لي كده؟ وازّاي أصلًا نفق هيتكلم.
_اللي عايشين في الأماكن دي يقدروا يتكلموا مع الناس عادي، ولو عندهم رغبة إنهم يستدعوهم ويدمنوا الأماكن المهجورة هيعملوا ده.
_قصدك يعني إن هما اللي بيخلّوك تروح؟
_الموضوع معايا غريب، في البداية كنت بحس إن في حد بيستدعيني، لحد ما بقيت أنا اللي عندي رغبة أروح الأماكن دي باستمرار.

الكلام أخدنا، لحد ما وصلنا الفيلا، فتحنا الكشافات ونزلنا السرداب ووصلنا للنفق، وساعتها اتفاجأت إن كشافي بس هو اللي شغال، بدأت ألتِفت حواليا، واتفاجأت إن صديقي مش موجود، زي ما تكون الأرض اتشقّت وبلعِته، كنت مستغرب هو سابني وراح فين، فضلت أضرب نور الكشاف يمين وشمال، وبعدها ضربته في النفق؛ على شان جسمي يتخشّب مكانه من الخوف، لأني شوفت حجم النفق أكبر من الحقيقة، وزي ما يكون مليان دخان؛ وشوفت فيه مسخ غريب، أقرب من إنه يكون هيكل عظمي، صوابعه طويلة جدًا، وجمجمته ضخمة، وتجويف عينيه لونه أحمر زي البركان، وساعتها بَص لي وقال لي:
_ادخل هتجيبك، النفق أكبر من اللي أنت شايفه بعينك، وعالم كبير أنت متتخيّلوش.

الكشاف وقع من إيدي، لأن جسمي كله اتهز من الخوف، فين وفين على ما قاومت الرعشة اللي في جسمي؛ وقدرت أجيب الكشاف من الأرض، ضربت النور في النفق من تاني، ولقيته فاضي ورجع لطبيعته، والمسخ اللي كان قدامي مش موجود، قولت أكيد هواجس، ساعتها سمعت رنة تليفوني، بصيت فيه ولقيته رقم صديقي؛ قولت يمكن خرج واتأخرت عليه وبيرن يستعجلني، لكن لما رديت عليه؛ لقيته بيقول لي:
_بقولك إيه؛ اجهز وتعالَ معايا نروح الفيلا المهجورة تاني، حاجة جوايا مخليّاني عاوز أدخل النفق، أنا جاي لَك في الطريق على الشقة.

معرفش ليه رغبتي في الهروب مكانتش موجودة، برغم إن كان جوايا خوف وأسئلة كتيرة، أهمها مين اللي كان واقف قدام باب شقتي وجابني لحد هنا، لما صديقي لسه في طريقه للشقة، لكن لما ربطت بين اللي حصل وبين كلام صديقي، لما قال لي إن الأماكن المهجورة هي اللي بتستدعي الناس على شان تدخُلها، فهمت اللي حصل معايا؛ ساعتها بس كلمت صديقي تاني وقولت له إني في الفيلا، شرحت له اللي حصل في التليفون، وقال لي إن اللي حصل معايا نفس اللي حصل معاه في البداية، استدعاء، وهو نفس اللي بيحصل معاه على طول.

كنت فاكر إنه غريب الأطوار على شان بيحب يروح الأماكن دي، لكني عذرته لما عرفت الحقيقة، وبقيت أنا كمان مُدمن دخول أماكن مهجورة بالليل، وبيحصل معايا الاستدعاء ده من وقت للتاني!

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2681 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع