قالت لي اكتب سر سعادتك اليوم وانشر شعرها
قلت أني لي أكتب من سنين قصائد هجرتها
أني لي بالكتابة وحتى أقلامي قد كسرتها
حتى الصحائف التي حملت سطوري قد مزقتها
حتى دواة الحبر الثمينة خاصتي بقدمي ركلتها
حتى جدران البيت التي امتلأت بأشعاري أعدت طلائها
تلك الأنامل مني نسيت خط الحروف ورسمها
قالت كما تشاء وكأنما الحزن طل في نبراتها
كيف أتركها تحزن وهي سر سعادتي ووقودها
نعم أنت سر سعادتي اليوم لست أستحي من ذكرها
تلك النجمة التي ظهرت في حياتي وملأ قلبي ضؤها
تلك البسمة التي ارتسمت على شفتي من عبراتها
ما زالت أذكر ليلة إذ آتاني من بعيد رقة صوتها
وكأنما فتحت أبواب السماء وأمطرت علي رحماتها
كأن تغريد الطيور يخرج عذبا رائقا من بين ثنياتها
أو أن إحدى الحور العين نادت علي من لذيذ صوتها
هي فخر النساء قل أن تجد فيهن من تسير بدربها
صبوحة الوجه كأنما تستمد الشمس الضياء من وجهها
وإذا بروحي ترتقي وتذهب تحلق تحت ظل روحها
حتى وإن باعدت بيننا الدنيا لكن روحي لصيقة روحها
هي كنز أغلى من الذهب والياقوت والدرر جميعها
تصبح في دلال وإن غدت خير من الدنيا رواحها
رشيقة القد الجميل كأنما نحتت من الياقوت أوصالها