هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة نورهان ابو الفضل
  3. التقينا (قصة قصيرة)
استند بكتفه الأيسر على الحائط بجوار النافذة بينما يزيح بأطراف اصابعه الستار ليراقب بعيون متلهفة رُسمت حولها التجاعيد بأصابع الزمن خسارته التي تتمثل في اجمل فتيات الحي ، جميلته التي صبغت شعيرات متفرقة من راسها لتخفي سطو اللون الابيض عليهما ،
نعم فهو على الرغم من مرور العمر بهما لا يزال يحبها ويترقب اليوم الذي يستطيع فيه أن يعتذر عن كلماته القاسية بحقها ، يحمل بيدة صورة تجمعهما سوياً ،
لا يري سوي أثار حفرها الزمن بملامحة وهذا أكثر ما يؤلمه اننا حين تتبدل دواخلنا نتحول وقتها لاشخاص لا تشبهنا من الخارج.
كان حضور ام كلثوم طاغياً علي الغرفة بكلمات لن تجعله المظلوم بتلك القصة بل تذكره كلما تكررت كلماتها بتلك الليلة ، أغمض عينيه ليسمعها تشدو بعذوبة وسلاسة :
ومرت الايام ما بين بعاد وخصام وقابلته نسيت اني خصمته ونسيت الليل اللى سهرته وسامحت عذاب قلبي وحيرته ما اعرفش ازاي ازاي ازاي انا كلمته
ما اقدرش على بعد حبيبي انا ليه مين انا ليه مين مين الا حبيبي قابلني والأشواق فى عنيه سلم سلم وخد ايدي فى ايديه وهمس لي قالي الحق عليه نسيت ساعتها بعدنا ليه ..فين دموع عيني للي ما نامت ليالي بابتسامه من عيونوا نسهالي امر عذاب واحلى عذاب
عذاب الحب عذاب الحب للأحباب…
يعشق كلماتها كونها امرأة وفية لرجل ابت روحها الانتماء لغيره وقررت ان تكمل قصتها معه ، تفيق كلماتها قلبه من غفوته الطويلة ،
يرغب للحظة ان يحمل قلبه بين يديه ليكون بحوزة تلك الفتاة بالخارج تروي ازهار حديقته
علها تسامحه على فعلته قديماً ، لذا تحرك كلمات ام كلثوم نسمات الامل بقلبه المتيم بها ، هل تجيبه بكلمات تشبهه تلك الاغنية فحين يهمس لها " الحق عليه " فترد بنغمات الحب القديمة كدندنة ام كلثوم " نسيت ساعتها بعدنا ليه "
يعود مرة أخرى من شرودة مع الاغنية ليتذكر كلماتها له منذ ثلاثون عاماً ،
حيث كان حبها له يلاحظة المارة ، عيناها دوماً معلقة به ، نعم كان أعتاد على نظرات الإعجاب من النساء فهو خادع بمظهره الجذاب ولكن قسوته وجفاه كانت لا ترحم عشقها البرئ لابن الجيران ، كان يزيد من حركات الخيلاء عند حضورها ل يشبع غروره
حتى قررت الفتاة الثلاثينية التي أحبته لاكثر من ٧ سنوات ان تصارحه بحبها في تلك الليلة، هبت نسمة هواء باردة من النافذة ليحتضن جسده بذراعه محاولاً الاصغاء لكلمات اكثر شجناً تذكره من جديد :
عيني عيني على العاشقين، حيارى مظلومين، عالصبر مش قادرين، ودارت الايام، ومرت الايام
فكر بداخله انه لم يقصد جرحها الا انه كان بوقتها يري ان اعلان المراة لحبها شئ مستهجناً ، ينقص من قدرها ، لذا حين تخلت عن خجلها المعتاد وقالت له بدون تفكير ، انني أتالم بحبك في صمت كلما لعبت دوراً ثانوياً في حياتك فيما تمثل انت بطل اجمل احلامي لذا قررت ان أرفع ستار الصمت عن قلبي واختار بين نهاية او بداية لقصتنا ، كانت واثقة انه تعود عليها ولن يرفض حبها ، تألقت في تلك الليلة كنجمة ساطعة في السماء كانت مشعة بهالة الحب من حولها ، عيونها كالقطة حيث ينعكس شعاع االعشق الخافت من عيونها ، وكانت ثقتها تنبع من كونها ليست فتاة طائشة بل امرأة ناضجة تعي جيداً ما تشعر به وتجيد اختيار كلماتها ولكنه استقبل كلماتها ببرود أصاب نياط قلبها بجمود استطاع أن يطفئ لمعة عيونها ونجح في اخفاء تلك الهالة حولها وقال لها : فتاة مثلك لا تلفت انتباهي ، انت فقط صديقة جميلة لأي شخص
عاد مرة أخرى يبحث في كلمات ام كلثوم عن مخرج بعد مرور العمر هل تسامح رفضه لها ذات يوم؟
وتقبل حبه من جديد ، أغمض عينيه يبحث في كلماتها عن نصيحتها حين قالت :وهل الفجر بعد الهجر بلونه الوردي بيصبح ونور الصبح صحى الفرح وقال للحب قوم نفرح
من فرحتي فرحتي تهت مع الفرحه من فرحتي فرحتي لا بنام ولا بصحى
ولقيتني معاك بعيش معاك بعيش فى ربيع
ارتسمت علي وجهه ابتسامة حقيقة تحكي قصة ما يبعثره الشوق في أرواحنا ، قصة حب لم تكتمل ، تخبره انه لازال مديناً لها باعتذار واعتراف حب جاء متاخراً ولكن ما الذي يواري عنا سوءة الشوق الا اجتماعنا بمن نشتاق ،نزل من بيته ووقف امام تلك الفتاة الجميلة ذو الملامح الهادئة ابتسمت برقة ابتسامة حقيقية تكمن في بهجة وجوده امامها بينما ضحكة من القلب توارت قليلاً ، مما دفعة للبوح بما خطة الوقت علي سطور قلبة فسالها برقة
: هل سامحتني
: سامحتك منذ تلك الليلة ؟
: انا احبك ولا اريد سواك ، اعلم ان شيبتي صارت اكثر وضوحاً واني …
لم تمهله تلك المرة وباغتته بقبلة سريعة علي وجنتيه وكأنها تخبره ان الشوق لن يخبو الا حين نصرح به علناً
أمسكت بيديه فأستند عليها بفرحه لا تخبو بينما ارتسمت على ملامحه فرحة طفل صغير،
ساعدته كي يستلقي على سريره بينما نظرت الية بحب وهي تنتبه لكلمات ام كلثوم تنهي اغنيتها ودارت الايام
ما فيش كده ما فيش كده ما فيش كده بين شوق ما ينتهيش.... وشوق وشوق وشوق ثاني ابتدى...
ابتسمت بشرود تتساءل هل تجد مثل هذا الحب يوماً حيث تأملت ذلك العجوز الوسيم رغم وصول التجاعيد الي معظم ملامحة ، كان حديثها ذاتياً ، أمسكت بيديه حين تأكدت انه دخل الي غفوته سريعاً وهي تفكر يالله كم تروق لها قصتهم رغم ما تحملة من أسي حيث تجده اكثر شاعرياً وصدقاً حين يستيقظ يومياً جدها المصاب بالزهايمر منذ وفاة جدتها التي تشاركها الملامح والروح فيما ينزل الى الحديقة حيث توقفت ذكرياته عند تلك الليلة التي جرحت فيها مشاعر حبيبته بكلمات خرجت من شفتيه دون قصد ، ورغم انهم تخطيا واكملا سوياً ، إلا انه يستيقظ يومياً ليعتذر لها عن تلك الليله مراراً وتكراراً ولا يعود لنومة مرتاحاً الا حين تنهي مهمتها وتخبره انها سامحته من جديد وسوف تستمر ببث تلك البشري اليه كلما سألها الي ان
يلتقيا ذات يوم .
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2430 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع