لديَّ مئات المقالات العظيمة، لن أكتبها.. لدي أطنان من الأشعار، لن أنظمها.. لدي حب يفيض على الأعداء بعدما يشبع الأحباب كلهم، لن أبوح به.. ففي عمق فؤادي جمرة صغيرة مشتعلة منذ زمان بعيد، تحرق الأشياء الجميلة بهدوء وانتظام، وتدربني منذ سنوات وسنوات على التخلي، وتعلمني أن أسمي التخلي زهدا، والتباعد مرحمة.
جمرة عتيقة ربما خُلقت قبل خلقي أنا، ولعلها ستبقى بعدي، لتنتقل إلى فؤاد آخر كان يشبه فؤادي الحنون في أول الزمان، فتشكله بتؤدة وإصرار، وتعلمه أن يختار الصمت ويؤثر المسافات، وتقنعه أن ذلك دوما في صالحه، وأن المغادرين هم أصحاب القرار.. فيصدقها ويصمت، حتى تنتهي رحلته بأقل قدر من البوح المطمئن، وأكبر قدر من خديعة التخلي الآمن.
سلسلة من المعذبين بالسكوت تتشكل عبر الزمان.. لا يدركها إلا من تمرد عليها، ولن يتمرد إلا من ملك الشجاعة لمُلاقاة كل النهايات..
فهل ستُجزَى الشجاعةُ يوما بنهاية رحيمة، أم ستؤكد التجارب النتائج السابقات؟
حسنا.. لأعترف.. على كل ما نظمت من أناشيد التسليم باليأس، أبقى أسيرة الأمل!