فِي مَكانٍ ليس بالهَادئِ أبداً
برأسٍ مُثقلٍ بالأَسبِرينْ
و أوراقٍ مُبعثرةٍ على الذّاكرَة
أمكُثُ في صَمتٍ
أواسِي ما تبَقّى منِّي
و أُلوِّحُ لمَا مضَى بلاَ تأسُّفٍ
تحتَ سماءٍ
قرَّرَتْ أن ترفُضَ كلَّ الصّاعدينَ إليهَا
أمشِي تاركًا كُلّ شيءٍ خَلفِي
بلاَ ترَدُّدٍ
فقد انتَظرتُ على الرّصيفِ دَهراً
حينَ لم ينتظِرنِي أحَدْ
وسطَ سَاحةٍ عُموميّةٍ
يمُرُّ النّاسُ عليَّ شِيَعاً
يُعزُّونَني فيمَا فقدتُ
و فيمَا سأفقِدُ قريباً
قَائلِين : طُوبَى للبَائسِين
فِي الأزقَّةِ الضيّقَة
أمُرُّ بلا مُبالاَةٍ
حينَ تُشيّعُني الشُّرفَاتُ من أعلَى
و العجَائزُ المُطلاّتُ من النّوافذِ الصّغيرَةِ
والأطفَالُ الذينَ يلعبُون الغُمّيضَة
كلُّ شِبرٍ في الأرضِ يُشيّعنِي بحَسرةٍ
لأنّني لا أملِكُ تابُوتاً
في رُكنٍ صَغيرٍ من العَالم
حيثُ يسكنُ اللاّمعنَى
و يتمدّدُ ظلُّ الأرقِ على المضَاجعِ برَشاقةٍ
أريدُ أن أغفُو بسلامٍ
مُتجرِّداً من الشّاعرِ الذي يسكُننِي
إلى حينٍ غيرِ معلُوم