أرتشف بعض الحنين الملغز من الكابتشينو الدافئ، أذوب في خفقات الكريما وفي قطرات الكحل السائل على وجنات الغجرية المليحة التي جلست قبالتي تقرأ لي فنجاني السابق من القهوة ،كانت عيونها ملغزة الحنين أيضا متناصة مع سحر الكابتشينو ، تنظر في عيني تخبرني بعيونها أكثر مما يبوح لسانها لي... تتراقص دمعة حزن تأبي أن تنزلق من عينيها
(ماضيك مر كقهوتك ومستقبلك تكتبه بعض حروف من ماضيك و حروف أخري من ماض آخر) تعجبت ولكنني تركتها تكمل... أقرأ عيونها... وتقرأ فنجاني ....
(أمامك طريق طويل يمتصه الضباب في أحشائه مخلفا وهمه الأبيض ،تبدده أشعة شمس هاربة ضلت طريقها ...
أشعة ذابلة تصارع من أجل الحياة ، فنجانك ملئ بالرموز والصور وأكثر ما يدهشني فيه كتلة السكر التي تجمعت حول صورة وجه وعلم وبعض قطرات تشبه قطرات الدماء تقطر من قلب ممزق يقبع في قاع الفنجان )
، تفر دمعة من قلبي يذرفها خلسة يخفيها عني ،عيونها رأت الدمعة تحمل اسما وتاريخا وعنوانا وقصيدة
صمتت ثم قالت
" أحيانا يتركنا الكلام ويرحل عندما ييأس من جدواه ،يغترب في غيرنا تاركاً لنا عجز الأسرار وحيرة القرار وأوراق تاريخنا المصفرة تتساقط كأوراق الشجر في خريف العمر."
(قالت يا بني انتهيت...)
ولكن عيونها لم تنته بعد ولم أنته منها ومع ذلك أعطيتها نقودا وتركتها تنصرف مخلفة الدهشة تمتزج مع سؤال حائر .... قهوتي كانت سادة!!!

رانيا ثروت