آخر الموثقات

  • أمضي
  • المرأه أفضل بلا مساواة،، مقال
  • من غرائب الأدوية
  • و لا أحد ثالثنا
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 27
  • «البَساطةُ» سر صناعة هذا الكون 
  • بس أنا ليه حزين 
  • صدقني
  • ما خلقت إلا لتزهر..
  • تعبت من التضحيات
  • عبر الأثير..الجزء الأول 
  • الكون يرشدنا إلى قيمة «الجمال»
  • هذه الأشياء هي
  • ازاي كدة
  • الخامسة فجرًا بتوقيت إلهامي
  • حاكموا الطبيبه و إلغوا عنصر الإحصاء أولا
  • قلب محظور مهجور
  • علمني الحب
  • قراءة في المجموعة القصصية "حواديت محلية الصنع" للأديب علاء أحمد
  • صفاء الملائكة
  1. الرئيسية
  2. مدونة رانيا ثروت
  3. ذات عطر بقلم رانيا ثروت


العطر ذاكرة حية تضج بالحياة والنبض، ترتحل بك لأماكن بعيدة وأناس أصبحوا الأن غرباء ،تروي حكايا محرمة وتأخذك لمغامرة فريدة مع كل زخة عطر.
كل عطر وله حديثه فجادور حاد الرائحة ، يعزز قوة الشخصية و الحضور اللامع ، يذكرك بحفلة على سطح باخرة تسير بهدوء في مياه النهر المنعشة .
و إيلي صعب يخبرك كيف تكوني أنيقة بروح محلقة عشتارية النزعة . أما اسكندال فيأخذك إلى عالم من الدفء والحياة المثيرة في مغامرة تشبع كل الحواس دفعة واحدة ثم يلفها السكون الآمن.
وذلك الإحساس الخطر بالدفء المتدثر بالغموض في ميدنايت بويزون ينتقل بك من هذا البعد إلى بعد آخر مليء بالشغف بالحب وبعض الخوف الحلو إن جاز التعبير.
أما إنيجما من أوريفلام برقصته الفريدة بين المسك والعنبر (أروع الروائح على الإطلاق )وبإضافات أخرى يعزز شعورك بالأنثوية البحتة الفطرية يحلق بك عاليا كالبساط السحري لعلاء الدين بعيدا عن معدنية المدنية وأجوائها الخانقة.
ولطالما أعتقدت أن النساء أوفر حظا في تنوع العطور وإختلافها عن العطور الرجالية ذات الطابع المشابه والرائحة المحدودة المدى والخيال .
عطور خشنة كأصحابها تنز برائحة الذكورة ذات اللون الرمادي ولا تعج بالألوان كعطور النساء. ولكن بعض العطور الرجالية فرضت نفسها على محبتي فسوفاچ ذلك العطر الغامض الجاذب بشكل عميق يرسل شفرة سرية ويهمس بكلمات لكل عابرة تدعوها لتناول فنجان من القهوة في ليلة صيف، ينشيءحبا لم يولد وليس له أي تفاصيل فقط يوجد حبا.
أما عطر بلو من شانيل فيسفرك فورا لحقول الليمون والياسمين ويقيم حضرة عشق تتصاعد فيها رائحة البخور
وتصدح فيها أصوات العرافات يترنمن بأغنية قديمة.
وعطور توم فور التي تشبه الأغنيات في ليلة صاخبة بالمرح
وعطر دولشي أند جابانا ذا ون ذو الرائحة الملكية المفعمة بغمار الدفء والحياة والتي تدعوك دائما للاقتراب لحضرة الملك.
تنفد العطور وتبقى الزجاجات خاوية شاهدة على أحداث عدة وتاريخ منصرم مع كل زخة خرجت منها كمرسم هام لحدث ما أو لحبيب ما.
تلقى زجاجات العطر في ذلك الدرج المخصص لها كمكب للذكريات ، كأيام منتهية من العمر ترثي لحظات البهجة.
وتختفي رائحة العطر من الملابس تدريجيا وتظل وشائجها التي صنعتها بخيوط ذهبية خيالية متشبثة بالذاكرة عالقة بها لا تمحى ومع كل هبة عطر تحضر النوستالچيا فتدمع العيون وتبتسم الشفاه إبتسامة غامضة.

رانيا ثروت

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1110 زائر، و1 أعضاء داخل الموقع