هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة محمود صبري
  3. حـلــم الصـبــــا ..!!



عشت سنين عمري الماضية متمردا ، عشت سابحا ضد كل الأعراف وكل القوانين وكل ما هو من شأنه ركود الماء العفن في محيط البركة علي ما هو عليه رضوخا لسياسة الأمر الواقع واستنادا لشرعية الإستبداد المجحف والعرف المظلم الذي تبلدت به الحياه ، حتي لمَّا شاء القدر أن أكون أصغر شاب عمل في القصر وبرغم وظيفتي التي حسدني عليها كثيرون من أقراني إلا أنني لم أقلع عن إدماني للمشاغبه فتمردت علي القصر ومن فيه ولم أعبأ بما سيحيل ملف حياتي جحيما لا أحمد عاقبة مراسيمه وفق إرادة قانون أباطرة الرئيس الإله...!! ، حتي لما شاء القدر أن أرحل ، وجدتني في مجتمع ( إلا من رحم ربي ) اختزل مصر بكل تاريخها وكل شعبها وكل حضارتها في صنم الرئيس الإله لا لشيء إلا لأنه حرر أرضهم ، وكأن الصنم الرئيس قد حمل كل الطائرات وكل القاذفات وكل الأسلحة وتحول إلي كل الجنود وكل الفرسان وكل آلهة الحرب الذين حرروا الكويت ودحروا العراق ، ولا عزاء لكل الرجال البواسل الذين دفنوا تحت بطولة الرئيس المغوار ( والسؤال السهل ههنا : هل الصنم الرئيس حرر الكويت من الاحتلال أم فتح الشرق للغزاه ..؟!! )

لم تكن القضية شخصية بقدر ما كانت ولم تزل قضية قتل وطن وإن كان الكل مطالب بأن يشارك في إصدار الحكم بالإعدام فيها ، فالمرء حين يعيش بلا قضية هو حيوان لا يتصل بالحياة إلا عن طريق جوارحه فقط ، والمرء بلا نبض الضمير ما هو إلا قطعة من حديد في آلة الطحين ، وياله من شعور بالمرارة أن يدخل المرء من باب الحياة ليسرح ويمرح فيها كالانعام السائمة ثم يخرج من الباب الأخر قابضا يداه علي سراب ، فالإنسان بما أضافه لا بما عاشه ،،،،،، قد تختلط علينا المفاهيم وقد نتعارض في الفكر والطريق والمنهج ولكن لن نتعارض أبدا في كوننا أصحاب تلك الحضارة الإنسانية بمفهومها الأشمل الضارب في أعماق التاريخ البشري ، تلك الحضارة العظيمة التي تجري في عروقنا مجري الدم وتسبح مع أرواحنا في محيط العالم ومن حوله بخيره وشره ...


لم أحاول يوما أن أتذكر يوم ميلادي ولا حتي عدد السنوات التي تآكلت من عمري في غمار تلك الحياه ، اليوم وجدتني قد تمردت علي تلك السنوات فأصبحت كشيخ هَرِمْ ، عمقت خلالها التجربة حتي صارت أضعاف تلك السنين عمقا ، خضت فيها معارك كلها أو معظمها كانت من طرف واحد وكلها أو معظمها كانت محسومة قبل أن تبدأ ، لم أراهن يوما علي معركة من تلك ، قد كنت أعرف بديهيا أنني خاسر لا محالة فهذا حال كل من يقف منفردا في وجه المدججين بالقانون والمحصنين بالقوه والمتوجون بسلطان المال ، ولكني كنت متحفزا لخوض التجربة بفداحتها وأستمرءت العناد فيها رغم صعوبة الخبرة في مستنقع العبره واقفا ولو منفردا كشوكة في حلق أعوان السلطان ( والكل في بلادنا سلطان ..!! ) وكأنني كنت أجهز ذاتي للأنضمام لصفوف القضية الكبرى في الرهان الأكبر وقد ربحته وليس في الحياة شعور أزهي من ربح رهان يقف فيه بعض الناس ضد كل الطغيان وكل الأعراف وكل المألوف وكل المفهوم الذي دجن الناس ...!!


حقيقة إنني لا أشعر أن في عمري متسع لمزيد من هذه النوعية من المجازفات ربما لأنني أشم رائحة الأجل يقترب الأن والحق أنني لست طامعا إلا في دنو الأجل علي أرضي فهو علي أية حال خير وأبقي من ( الخروج الآمن ..!! ) ، فبعض الناس لا يعبأ من أي فوهة ستأتيه الطلقة أو في أي مكان ستستقر وبعض الناس يفضل العبودية علي العبادة ويراها سبيلا سهلا آمنا للعيش بسلام والمضي في الحياة بلا حوادث وهم ينسون دائما أن الله تعالي قال في محكم كتابه الكريم ( وَعِبَاَدُ الرَّحْمَنْ ... ) ولم يسمهم عبيد الرحمن ، فعباد الله هم أهله وخاصته وهم من اصطفاهم علي غيرهم من البشر لذا فقد كرمهم الله بالاصطفاء وميزهم بالخصوصية في رسالات السماء المتعاقبة علي أهل الأرض ...


حين كنت صبيا كنت أحلم أن أكون يوما أحد جنود الزحف المظفر إلي بيت المقدس ، وحين كبر هذا الحلم أدركت أن من أراد تحرير مقدساته وجب عليه أن يحرر نفسه أولا من دعارة الشجب والإدانة التي يمارسها الحاكم مع المحكوم وفق شرعية الصنم الرئيس باسم العروبة المنكوبه والآدمية المسلوبة منذ اتفاقية سلام النعامة في كامب ديفيد ، فكان لزاما أن يتغير الحلم و أن أكون أحد جنود الزحف المظفر لإسقاط الصنم الإله .


تري إن كان في العمر بقيه


هل سيتحقق حلم الصبا بالزحف المظفر ؟!!


قال الله تعالي ( أَيْنَمَاَ تَكُوُنُوُاُ يُدْرِكُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِيِ بُرُوُجٍ مُّشَيَّدَهْ ... )


صدق الله العظيم

 

المقال منشور بجريدة الأجيال ..

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1516 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع