هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة سارة ابراهيم
  3. التغيرات المناخية واثرها علي التنمية المستدامة؟

للتغيرات المناخية تأثير كبير على جهود التنمية في العالم، وخاصة في الدول الفقيرة. فالتقدم الصناعي الكبير في أوروبا وأمريكا ودول شرق وجنوب آسيا، والذي بدأ ونما من منتصف القرن الماضي وما صاحبه من تزايد في استخدام وتوليد الطاقة من مصادرها الأحفورية شديدة الإنتاج لغاز ثاني أكسيد الكربون قد ساهم بشكل كبير في تفاقم حدة وأثر ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية. والتي بدورها أدت إلى تزايد معدل درجة حرارة الأرض وما ترتب عليها من ذوبان الجليد القطبي وارتفاع مستوى البحار وغرق المناطق الساحلية الضحلة وتناقص معدلات سقوط الأمطار وتغير اتجاهات الرياح وتنامي ظواهر الأعاصير والفيضانات والجفاف والتصحر، مما أدى إلى القضاء على العديد من الموارد البيئية والطبيعية وإلى تشريد مئات الآلاف من مواطني هذه الدول الفقيرة، وبالتالي ضياع كل جهود التنمية في هذه المناطق الموبؤة.

إن الأثر السلبي لمثل هذه الظواهر المناخية غير المواتية على التنمية البشرية والاقتصادية هو الأكثر ملاحظة في الدول الفقيرة، ولعل أدل الأماكن على ذلك هو مجموعة دول الصحراء الكبرى وشمال وشرق إفريقيا وبعض مناطق جنوب آسيا كالفلبين. ومن المثير للجدل العالمي أن هذه الدول لم تسهم من بعيد أو قريب في ظاهرة الاحتباس الحراري، فدولة مثل مصر مثلاً، كان مجموع ما تسهم به في ظاهرة الاحتباس الحراري لا يزيد عن 0.5 في المائة بينما تسهم دولاتان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين بما يقارب من نصف حجم غازات الاحتباس الحراري المولدة عالمياً.

مما لاشك فيه أن التغيرات المناخية بصفة عامة وظاهرة الاحتباس الحراري بصفة خاصة لهما تأثير سلبي وإن كان بدرجات متفاوتة وغير مؤكدة في بعض الأحيان على قدرة الدول على تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة. إن الاحتباس الحراري بمعدلاته الحالية قد يفاقم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية القائمة وخاصة للمجتمعات التي تعتمد على الموارد الحساسة للتغيرات المناخية. لذلك حرصت مصر حاليا علي العمل علي التنمية المستدامة والمساهمة الفعالة في التصدي للتغيرات المناخية 

 

وتبدي مصر التزامها بأجندة العمل المناخي، فهي تضع اللمسات الأخيرة على الإستراتيجية الوطنية لتغيّر المناخ بغية دعم خطة التنمية التي وضعتها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. وأيضاً تعكف البلاد حالياً على التحضير لاستضافة الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. 

ويقدم البنك الدولي الدعم لمصر في مشاريع تهدف إلى تحسين مستوى حياة المواطنين، مع ضمان تقوية القدرة على تحمل آثار تغير المناخ والحد من الانبعاثات. 

وكان لمصر السبق في إصدار أول سند سيادي أخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - بقيمة 750 مليون دولار - مغتنمة بذلك فرصة اهتمام المستثمرين بالعائدات المالية والبيئية. ويوضح أول تقرير لها عن تأثير تلك السندات  أن 46% من حصيلتها مخصصة لقطاع النقل النظيف (مشروع مونوريل القاهرة)، و54% لإمدادات المياه المستدامة وإدارة مياه الصرف الصحي. وبوصفه رائداً في مجال السندات الخضراء، قدم البنك الدولي المشورة لوزارة المالية والوزارات التنفيذية في مصر. وتساعد السندات الخضراء في تمويل العمل المناخي، ويستخدمها المصْدِرون من القطاعين العام والخاص على نطاق واسع. 

وتتعلق بعض مشروعات البنك الدولي الرئيسية في مصر بقطاع النقل والهواء النظيف، حيث يهدف مشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى، الذي تبلغ تكلفته 200 مليون دولار، إلى جعل الهواء الذي يتنفسه السكان نظيفاً. ويعمل هذا المشروع على تقليل الانبعاثات، بما في ذلك غازات الاحتباس الحراري (الدفيئة) المنبعثة من عمليات حرق المخلفات الصلبة في الهواء الطلق أو بسبب احتراق الوقود الأحفوري في محركات السيارات، مما يؤدي إلى تلوث الهواء بسبب الجسيمات الدقيقة. ويقوم المشروع حالياً ببناء منشأة متكاملة لإدارة المخلفات الصلبة، كما سيقوم بغلق أحد مكبات النفايات القديمة وإعادة تأهيله. بالإضافة إلى ذلك، يقوم المشروع بتجريب مكون له يهدف إلى إدخال أتوبيسات تعمل بالكهرباء في أسطول النقل العام في القاهرة. وسيدعم المشروع أيضاً عمليات رصد ملوثات المناخ، حتى تتمكن مصر من وضع أهداف كمية ملموسة لخفض غازات الاحتباس الحراري، ووضع خطة متكاملة لإدارة تغير المناخ وجودة الهواء. 

وتمكّن مشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة، الذي اُنجز مؤخراً بتكلفة قدرها 8.1 ملايين دولار، من التخلص الآمن من 1090 طناً من مبيدات الآفات المتقادمة شديدة الخطورة في مصر، وأيضاً 1000 طن من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلورينات من المحولات الكهربائية. وأدى التخلص من مبيدات الآفات في محافظة السويس ومناطق أخرى إلى القضاء على المخاطر التي تشكلها على صحة نحو 383 ألفاً من السكان. وقام المشروع ببناء قدرة مصر على إدارة المواد الكيميائية الخطرة، وأكد على أهمية أنظمة الرصد والتتبع. كما يقدم نموذجاً يمكن لبلدان أخرى في المنطقة أن تحذوا حذوه. 

وتعمل الحكومة المصرية والبنك الدولي أيضاً على تعزيز الفرص على صعيد العمليات للعمل من أجل دعم كل من المناخ والتنمية الشاملة. 

يعمل مشروع التطوير والسلامة بسكك حديد مصر على تعزيز سلامة الخدمة وجودتها في خط سكة حديد الإسكندرية - القاهرة - نجع حمادي لنقل الركاب. وسيسهم هذا المشروع أيضاً في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه في المناطق الريفية ولدى سكان الريف الذين يعانون من نقص الخدمات، مع التحول إلى وسائل نقل عام أفضل وبتكلفة معقولة وأكثر مراعاة للبيئة. وسيعمل المشروع على تحديث نظام الإشارات على طول خط الإسكندرية - القاهرة - نجع حمادي، وسيساعد في تحسين مستويات السلامة في محطات مختارة باستخدام نهج أنظمة السلامة، بما ذلك اعتبارات توفير قدر أكبر من الأمن والسلامة للنساء والفتيات في وسائل المواصلات العامة، ومشاركة المواطنين، واحتياجات ذوي الإعاقة. وسيكون بمقدور نحو 1.4 مليون راكب يستقلون السكك الحديدية يومياً الاستفادة من خدمة أكثر أمناً وانتظاماً. ومن شأن الاستثمار في وسيلة نقل منخفضة الكربون أن يدعم الأهداف التي وضعتها مصر من أجل التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. 

ويتضمن برنامج التنمية المحلية في صعيد مصر سياسات محددة تهدف إلى تعزيز قدرات أجهزة الحكم المحلي على إدارة المخلفات الصلبة، وإجراء تقييمات لمخاطر تغير المناخ، ووضع خطط عمل للتصدي لتغير المناخ على المستوى المحلي لمواجهة مخاطره وتخفيف تعرض المواطنين والاقتصاد المحلي لها. ويجري تنفيذ البرنامج حالياً في محافظات قنا وأسيوط وسوهاج والمنيا، ومن الممكن أن يتوسع في جميع أنحاء صعيد مصر. وستكون زيادة نطاق العمل المناخي على المستوى المحلي أمراً بالغ الأهمية لنجاح مساعي مصر الشاملة للتصدي لتغير المناخ. وتتيح مبادرة "حياة كريمة"، وهي مبادرة وطنية للتنمية، فرصة رائعة لإحراز تقدم في الجهود التي تُبذل على المستوى المحلي لمواجهة تغير المناخ. 

وتوجد أيضاً فرص لتوسيع نطاق العمل المناخي على مستوى المناطق السكنية. ويدعم برنامج التمويل العقاري الشامل المبادرات الخضراء الأساسية عن طريق التوثيق من خلال نظام الهرم الأخضر لتقييم المباني. ويتضمن هذا النظام مقاييس لاختيار الموقع، والتصميمات ومواد البناء المستدامة، واعتماد بعض تجهيزات السباكة والأدوات الموفرة للكهرباء. ويسير نظام الهرم الأخضر لتقييم المباني على الطريق الصحيح نحو توثيق 25 ألف وحدة إسكان اجتماعي في جميع أنحاء مصر بحلول ديسمبر/كانون الأول 2024، مما يُعد إضافة كبيرة للمخزون القائم من الوحدات السكنية التي يعتمدها. ويهدف هذا النظام إلى استخدام العزل الحراري والتهوية الطبيعية، والتكيف مع موجات الحر، وإعادة استخدام مياه الصرف، واستخدام المرشحات في الصنابير، وهو تدبير تكيفي من أجل المنازل التي لا تحصل على إمدادات كافية من المياه النقية. ويجب أن يساعد البرنامج في تدريب المزيد من الخبراء على أعمال التصميم والتدقيق والتوثيق التي ينفذها نظام الهرم الأخضر لتقييم المباني، ومن ثم، يصبح له تأثير على المدى الأطول. 

بالإضافة إلى هذا، يساند البنك الدولي الحكومة المصرية عن طريق الأعمال التحليلية لإثراء المناقشات وعملية اتخاذ القرار بشأن المناخ - وللمساعدة أيضاً في تحديد الأولويات التي يمكن أن تساعد مصر على تحقيق أهدافها الإنمائية مع تدعيم قدرتها على الصمود في مواجهة الصدمات المناخية. ويستكشف تقرير المناخ والتنمية الخاص بمصر الذي أعده البنك أفضل السبل التي يمكن لمصر اتباعها للتوفيق بين ما لديها من طموحات وما تواجهه من تحديات هيكلية وبين الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات أقوى للتصدي لمخاطر تغير المناخ وآثاره. ويقدم هذا التقرير سلسلة من الخيارات على مستوى السياسات وفرص الاستثمار للسنوات الخمس المقبلة، مع مزيج من الفوائد على المدى القصير "بدءاً من الآن"، والفوائد على المدى الأطول في قطاعات مختارة. ويبحث هذا التقرير أيضاً في فرص إدارة المخاطر، وتقليل أوجه القصور، وتقوية الأساس اللازم لزيادة مشاركة القطاع الخاص، تحقيقاً للغاية النهائية المتمثلة في تحقيق أهداف التنمية غير الضارة بالمناخ. 

وبوجود هذه البرامج والأعمال التحليلية، سينعقد في مصر الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وما بعدها لدعم تحقيق نتائج إيجابية، والاستفادة من الفرص العديدة للمضي قدماً، بما في ذلك الفرص المتاحة للجهات الفاعلة من القطاع الخاص. وسيتيح انعقاد هذه الدورة في شرم الشيخ فرصة رائعة لمصر لإبقاء قضية تغير المناخ في صدارة جدول الأعمال العالمي. وهي القضية التي نعتبر جزء لا يتجزأ من سلامة المواطنين والاقتصادات بل ومستقبل كوكب الأرض باكمله

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2450 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع