هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الحب علامة بسيطة
  • جمال مصطنع
  • عدالة الأرض وعدالة السماء
  • عندما يغيب النور 
  • مش هاسمح لحلمي يموت
  • اعط تعطى
  • فتاه من الفيوم 
  • سيكون هناك
  • تتجول في ظلام السماء
  • أمانة يا صاحبي
  • قراءتي لكتاب لعنة فستان فرح لمايكل يوسف
  • خلاصة الكلام في حدود البدعة المذمومة:
  • زيارة القبور و الدعاء .. جائز
  • "بدون سابق انذار" نوعه إيه ؟
  • زمان بعيد فكريا
  • حبل المشنقة
  • رسالة إلى الله
  • رحلة سافاري
  • ألم أقل إنني
  • يا رعاكَ اللَّه
  1. الرئيسية
  2. مدونة صفية الجيار
  3. رسائل غريبة وأفيندار الرسالة الثامنة

آخر موعد : 24 أكتوبر

إضغط هنا لمزيد من التفاصيل 😋

 

الرسالة الثامنة

إلى التي بالقرب رغم المسافات ومشقة التواجد على قيد الحياة...

اشتقت، ربما شوقي لكِ ثاني أمر دفعني لأن أجبر كسر قلمي، لن أخفي عنكِ الأول ..لم يعد سقف صدري يتحمل ثقل الحياة التي لا ترحم، ربما إن صرخت بوجعي يهرب مني.

قبل الحديث عن الألم الذي يستعر في قلوب الجميع لأخبركِ رأيي في أمر الهرب، الهرب عزيزتي ليس حلًا، إن لم تأخذي معكِ كل نقاط ضعفك لا داعي لمحاولة ستبوء بالفشل، هل قلت لكِ خلاصة تجارب ثلاثة وثلاثين عامًا من الخذلان من قبل؟ ربما لا فدعيني أهمس لكِ به" البقاء الصامت في الأزقة المظلمة للغائبين رغم حضورهم، والرقص والغناء واحتساء الشاي في مدن المتواجدين رغم المسافات والأحزان" 

لا ترحلي فنحن بحاجة لسحرك الطيب نمحي به قبح الحياة، حدثتني عن غيابكِ أتعرفين أنه لص مؤلم متمرس لا يخشى العقاب، الفرحة دونك كقدح من الشاي منعنع لم تضع به أمي مكعب السكر، والحزن كالشعور بألم جلدتين على الظهر رغم أن السوط ضُرب لمرة واحدة، كل مرة رحلتِ عن تفاصيل يومي البائسة تساءلت أين هي ألا تعرف أن الابنة بحاجة دائمة ليد الأم؟

بالحديث عن فقد الأم وحزن الابنة، موت يوسف محزن ووصف أمه له يقطع نياط القلب، لكن قدم أبوه التي لم تحمله وهو ذاهب للتأكد من حدس قلبه بفقد صغيره فتوقفت قبل أن تصعد سلم نهايته وجه ابنه الحلو الذي ترك العدو ندبته فيه، فاق الألم، شعورًا أشبه بالاختناق في عنق زجاجة الظلم، هذا العنق سجنت فيه البارحة ولم أنم، مشهد الصغيرة التي تتمرغ على الأرض المسلوبة من أصحابها سرق راحة قلبي فدوت الأصوات في غرفتي طوال الليل، الناس يقولون " مش هي" وهي تصرخ وتركض مكبلة بقلة الحيلة" لأ هي والله هي أنا بعرفها من شعرها ليش يارب أخدتا مني والله ما بقدر أعيش بدونها" أتساءل ألم يبق شيء على حاله في أمها إلا شعرها لتعرف أن موقد بيتهم الذي يشبع بطونهم سيهجر؟ والدثار الذي تستحلفه بأن يدفئ أجساد صغارها رغم اهترائه سيترك لضميره من بعد الآن؟ وقفت حائرة أمام حزن أبيها لا أعرف على يتم ابنته أم على رفيقة الدرب التي ذهبت؟ ربما الدرب والبيت لم يبق لهما أثر أيضًا، ذكريني يا غريبة ونحن نبكي الصغار نبكي البيوت التي لم تدم فرحتها على تشييدها مرة أخرى بعد آخر قصف سقطت جراءه.

 ترى حال شام كحال التي تسأل الله عن جرمها لتنال عقاب العيش دون حضن الأم فوق البيوت المهدومة؟ أم أن الله لطيف أبكانا عليها وترك أمها تمسح لها الدمع؟

أخبريني يا غريبة هل أصحاب القرار مثلنا يريدون لكن أيديهم مكبلة، أم أن إنسانية المرء تنتهي عند حدود أرضه؟

أخبريني أيضًا هل من يقولون "نحنا وأولادنا فدا القدس" بحاجة لقدر لحم أو أرز؟ في رأيي هؤلاء يرضيهم الموت جوعًا على أرض لا يدنسها م*ح*ت*ل، هؤلاء بحاجة لرجل يرث قلب عمر المختار إما الموت أو النصر.

صدقيني أود أن أطيب خاطركِ المكسور لكن كيف وأنا قلبي ممزق بسكين أنين الصغار، آه على الصغار هم الجعبة الحزينة التي يسكب فيها سارقو الطمأنينة نيرانهم، هم الفراشات التي تقف على فوهات المدافع، هم الذين تعلمهن أمهاتهن في أول دروس التربية شكر المسعف إن أنقذ أرواحهن، هم الذين تستبدل أمهاتهم رسم البسمة على الوجوه بكتابة أسمائهم على أجسادهم حتى يسهل جمع الأشلاء، ذكريني أيضًا أن أضع الأقلام في صناديق المساعدات مؤكد التي عندهم نفذت، الأقلام مهمة كالقمح، الخبز يبقي الروح في الجسد والقلم يبقى الابن في قبر أمه وأبيه.

أشلاؤهم هناك مطهرة على الأرض المقدسة، وأشلاؤنا هنا لا يجمعها صاحب القرار، والحجة لا يسعنا سوى تمرير كسرات الخبز وقطن نمسح به الدماء من على الأجساد.

القلب يعج بالحزن يا غريبة دعينا لا ننثر ملح آلامنا على جراح الناس، دعينا ندعو، هم سلاحهم الحجارة ونحن الدعاء وإلى أن يستجيب لا تتوقفين عن استجلاب السلام بالمحبة، كوني معهم كما كنتِ معي بسحر قلبك رغم المسافات، أما أنا سأعود لأقف على ناصية الحياة أرى العابرين، أودع الراحلين، وأبكي على الصغار هؤلاء ولدوا مع بطاقة حزن مستدامة أينما وجدوا يزرع الحزن أشواكه.

صحيح يا غريبة قبل أن أطوي رسالتي، الصغير يرسل لكِ قبلاته يسأل عن محبتكِ التي ترويها له وينتظر أن تمحى الأحزان ونجتمع عند الموقد نرى الخيول تتمايل على دق الطبول.

لا تجعليني أعتاد غيابكِ من وقت لآخر أرسلي لي أحب أن أنتصر على الحياة ببقاء من قلت عنهم لا يرحلون رغم أنف غدرها.

 أحبك

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

628 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع