وحين سِرت بين الناس بشوارعٍ تفترش بالحصى و آثار الهدم، تغلف عقلي بتساؤلات أشك إن كنت أملك إجاباتها، وكيف أجيب عن سؤال يسعى عقلي لتفسيره وتخفي روحي إجابته بين تراكمات بنات الدهر، لكن من سارت بالطرقات الوعرة تجوب الشوارع المظلمة دون أن يرتجف قلبها خوفًا، لن تمل إلي أن تعرف لماذا عندما جابت الشوارع المظلمة رأت فتيات يضعن التيجان والأطواق على رؤوسهن، بينما رأسها انحنى من ثقل ما يحمل من تجارب ماضٍ لا يرحم، ومجتمع عقيم رآها تسير بكتفين يطالبان بالمزيد من المسؤولية ببسالةٍ، فألقى ثقل الجبال عليها، إلى أن تحولت إلي قلعة مهجورة أخذ منها الزمن ما يريد ثم تركها تلقى مصيرها المظلم وحدها؟

وباتت كالساحرة الشريرة يخاف الناس النظر إليها أو التقرب منها، كخوف الصغار حين يمرون من أمام البيوت المهجورة التي تقام بها ليلًا مسرحيات أبطالها أشباح يمارسون هواياتهم طوال الليل.

لحظة مسرحيات أبطالها أشباح! أيمن أن تكون هذه إجابتي التي أبحث عنها، حياتي ليست سوى مسرحية أقيمت فعالياتها بقلعة شيدت جدرانها خصيصا من أجل ألا يخترقها الضجيج أو الاستنجاد، ووزعت أدوارها على أشباح لا يعرفون كيف يقوم الإنساني بدوره بها فتركوها تضج بالخراب والدمار، والهلاك الذي سيمنعها من رفع رأسها المحنى مرة أخرى..