خبايا الحرب ومتاعبها ....

الجندي مؤهلات متوسطه /محمد نصر المحلاوي ابن مدينه بلطيم محافظه كفر الشيخ وصل إلى الكتيبه في منتصف عام ١٩٦٨ مجندا كفرد اشاره وقام قائد فصيله الاشاره بتسليمه جهاز لاسلكي R105

ذلك الجهاز الروسي العتيق والثقيل الوزن والمصفح بغلاف من الصاج الثقيل وله بطاريه وزنها وحدها يساوي كيلو وربع علاوه على وزن الجهاز فيشكل كل من الجهاز البطاريه ثقلا ينحت في العمود الفقري لحامل هذا الجهاز ولقد جربت شخصيا هذا في احد مراحل مشروع تكتيكي قبل حرب ٧٣..

وعندما خلعت هذا الجهاز من فوق ظهري احسست انني تحررت من أسر ثقل لا يستهان به......... اي نعم هذا الجهاز ذو كفاءه عاليه واستمر في الخدمه ودخلنا به الحرب وادي اداءا عاليا وكفاءه في الاتصالات اللاسلكيه ادت الي نجاحنا ونجاح قادتنا في السيطره على أعمال القتال للمهام التي كلفنا بها.....

 المهم عرفت هذا الجندي عندما كنت اخدم في قياده الكتيبه لفتره وانا برتبه ملازم أول واتولي وظيفه ضابط رمايه الكتيبه فوجدته مؤدبا ومنضبطا ومحترفا في استخدام الجهاز اللاسلكي الذي بعهدته ومحبا لوظيفته فأحترمته وتعاملت معه باحترام شديد....

اما عن وصفه فهو متوسط الطول ونحيف جدا ويحمل على رأسه شعر اصفر ناعم ثم عينان زرقاوتان بلون البحر ثم أنف معقوف يشبه منقار النسر ثم شفتان رقيقتان يخفيان صفان من الأسنان القصيره المتساويه والبيضاء بشده ثم ظهره منحنى قليلا و قدمان كبيرتان لاتتنسبان مع جسمه ولعلي استطعت بوصفي له ان أقرب لكم شكله والذي كان رساموا الكاريكاتير في كل بر مصر يرسمون مثله في جميع الجرائد والمجلات كمثال لجندي العدو.....!!!!!!!

وكان هو وبداخل قراره نفسه يعلم ذلك....!!!!

وعندما توليت وظيفه قائد سريه مشاه بداخل الكتيبه طلبت من قائد فصيلته النقيب احمد المليجي ان يثبته ومعه جهازه ليعمل معي خلال المشروعات التكتيكيه قبل حرب ٧٣ ولبي لي هذا الطلب وأصبح معروفا في الكتيبه بأنه جندي اللاسلكي بتاع اليوزباشي طلبه والحقيقه انه خلال فتره ماقبل الحرب كان مثالا ممتازا عن توفير اتصالات في منتهى الكفاءه مع قائدي العظيم المقدم اح / رجب عثمان فقربته مني وكنت خلال فترات الراحه أثناء المشروعات ادير معه حوارات كثيره عن أحوال مدينته ولكني فوجئت به معجون بالسياسه وفي أحد المرات قال لي انا مش هااهدي يافندم الا لمااوصل لعضويه مجلس الشعب.....!!!!!!!

كنت دائما اداعبه بإطلاق اسم كوهين عليه لأنه علاوه على شكله وهيئته يصرف نقوده بحساب شديد......

انقذته من الموت على أيدي المصريين مرتين المره الأولى في مدينه الاسماعيليه قبل الحرب وكنا عائدين من ميدان الرمايه وطلب مني جنودي ان اتوقف قليلا في مدينه الاسماعيليه ليشتروا اكل ملكي وافقت وركنت العربات على ناصيه شارع الثلاثيني وامرت ان كل عربه ينزل منها جنديان فقط معهما كل طلبات باقي الجنود كان هو أحد الجنود اللذين نزلوا ليشتروا لباقي زملائهم ما طلبوه وبعد نزوله بفتره قصيره وعلى ناصيه شارع مصر المقاطع مع شارع الثلاثيني سمعت جلبه شديده وأصوات عاليه وسمعت عباره جاسوس لابس ميري فنزلت من العربه بسرعه فوجدته يحيط به مجموعه من الدهماء يكيلون له الضربات وهو يصرخ وسطهم انا مصري والله العظيم فأندفعت انا وبعض جنودي واتنزعته من بين ايديهم انتزاعا بعد الدخول مع أحد هؤلاء الدهماء في عراك تحول إلى معركه كامله ينقصها العقل والمنطق بعدما قفز جنودي من العربات لإنقاذ زميلهم وبعد مجهود استطعت السيطره على هذه المعركه بعدما تم تلقين هؤلاء الدهماء درسا شديدا لن ينسوه لفتره ليست بقليله.... وللأسف بدت على وجهه الجندي محمد نصر بعض آثار الضرب الذي ناله من هؤلاء الدهماء وأثناء عودتنا الي موقع الكتيبه بكي بكاءا مرا وهو يقول ربنا خلقني كده اعمل ايه في شكلي فطيبت خاطره وعند وصولنا الي قياده الكتيبه أنزلته من العربه ودخلت به على قائد الكتيبه وحكيت له ماحدث فطيب خاطره فهمست في اذن قائدي العظيم بانني اريد ان ارقيه الي رتبه العريف لعلها تمسح جزءا من احزانه فوافق على الفور بعد اتصاله بقائده الأصلي النقيب احمد المليجي وابلغه بذلك...... 

وبالرغم من هذه الإجراءات التي فعلتها انا وقائد الكتيبه الا انها لم تشفي مراره ماحدث له بداخل نفسه.....

             انتظروني بشوق