صدفه...

مقدمه مطلوبه:

ربما لن يعجب بعض الأصدقاء الاحباب ما سوف اكتبه في هذه الحكايه ولكنه يعجبني انا.... وقد لايهم بعضهم ماهو سيكتب لانه امر شخصي جدا يمس حياتي الشخصيه ولكنه يهمني انا فلقد لعبت الصدفه لعبتها التي أثرت بشكل خاص جدا على حياتي......

                     انتهت

خلال حرب أكتوبر ٧٣ المجيده كان الاسم الكودي للجهاز اللاسلكي الخاص بقائدي العظيم المقدم اح/ رجب عثمان هو( أنس) وكان الاسم الكودي لجهازي اللاسلكي ضمن الشبكه اللاسلكيه للكتيبه هو(فهد واحد) وكانت جميع الاتصالات تجري بهذه الأسماء الكوديه ولما كانت سريتي هي أكثر سرايا الكتيبه تعاملا مع العدو ولما كان قائدي العظيم من النوع اللحوح فكنت اكثر ضباط الكتيبه اتصالا سواءا مني له أو منه لي لدرجه انه في بعض الأحيان كانت تؤثر بشده على تركيزي في بعض المواقف او تزيد من توتري... وانطبع اسم أنس هذا على لساني وسبب ذلك روشه شديده بداخل رأسي لدرجه انه في احد المواقف ناديت على قائدي العظيم بأسم أنس هذا وهو يقف معي بدون اجهزه لاسلكي فنظر الرجل بدهشه لي وقال دماغك راحت فين ياابني احنا من غير اجهزه فرددت عليه سيادتك يافندم عاملي روشه في دماغي من كثره الاتصالات والرد عليها فضحك الرجل وانتهى الموقف.....

وانتهت الحرب ونسينا هذه الأسماء الكوديه ودخل هذا الاسم في غياهب ذاكرتي ولم اذكره لاحد على الإطلاق....

وتمر الايام والسنين حتى بلغت عشره سنوات واتزوج وانا في رتبه العقيد وبعد سنه من زواجي انجب ابني البكري ويعقبه في العام التالي مباشره انجب ابنتي الاثنان لم احضر ولادتهما لظروف واماكن الخدمه التي كنت امر بها...!!!!

كانت ولاده ابنتي هي بشارات من الله عز وجل لي في التوفيق والستر سواءا في حياتي الشخصيه او على مستوى عملي وكانت قدم خير شديد لي...

وعندما بلغت ابنتي الرابعه من عمرها كانت هي اول من يستقبلني على باب الشقه وبمجرد تكه المفتاح أراها تقف خلف الباب وهي تضحك ضحكتها الحلوه ثم تمسك بيدي وتجرني ورائها وهي تتدحرج أمامي لتصطحبني الي غرفه نومي وتجلس على حرف سريري وتبدأ في الحكي واخلع ملابسي الميري وهي تحكي وارتديه ملابس المنزل وهي تحكي وادخل الحمام فتقف خلف الباب وهي تحكي واذهب الي ترابيزه السفره لتناول طعامي فتجلس بجانبي وهي تحكي ثم اذهب الى غرفه نومي استلقي على السرير وهي تجلس على حرفه وتحكي الي ان يتسلل النوم الي عيناي أسمعها تقول هو انت نمت طيب لما تصحى هابقى اكمل لك الحكايه..... هاهاهاهاهاي 😂

والحقيقه ان حكايتها هذه كانت حكايات طفوليه او من نسج خيالها او من مواقف مرت بها في الحضانه او مواقف حدثت لها من امها.... والحقيقه الثانيه انه لم يحدث مني ولو مره واحده انني طلبت منها التوقف عن هذا الحكي اليومي المستمر والذي لا ينتهي بل بالعكس كنت اشاركها في الاندماج معها عندما تحكي... هذا الحكي أنشأ علاقه متينه وقويه بيني وبينها وكانت سري وانا سرها وكونت معها ثنائيا خطيرا لا يستطيع احد اختراقه ضد سطوه امها عليها.....

وتمر الايام والسنين وتكبر ابنتي وتتزوج وتنجب ابنها البكري وعندما سألتها عن اسم المولود الذي اختاروه ردت بعفويه شديده وبدون تردد سميناه (أنس) دهشت لهذه الصدفه العجيبه واخبرتها حكايه أسم أنس معايا والروشه التي سببها هذا الاسم معي أثناء الحرب..!!!

وفي اول لقاء مع قائدي العظيم وإبلاغه بأن ابنتي أنجبت مولودها الأول واسمته أنس رفع حاجبيه لأعلى وابتسم ثم قال يظهر ان بنتك عايزاك تبقى تحت القياده طول حياتك.....

هاهاهاهاهاهاهاهاهاي 😂😂

ولقد صدق فحفيدي البكري أنس هو قائدي الحالي الذي انصاع واخضع له.....

واعلم ان عيد ميلاده يوم ١٧ من هذا الشهر ولكن كعادتي الدائمه يجب أن أسبق الجميع في تهنئته....... كل سنه وانت بخير وصحه وربنا يبارك فيك ويجعلك بارا بوالديك وسندا قويا لاخواتك البنات ياديك البرابر ..... جدو طلبه بيحبك ياأنس.......

                 انتهت الصدفه