هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الحب علامة بسيطة
  • جمال مصطنع
  • عدالة الأرض وعدالة السماء
  • عندما يغيب النور 
  • مش هاسمح لحلمي يموت
  • اعط تعطى
  • فتاه من الفيوم 
  • سيكون هناك
  • تتجول في ظلام السماء
  • أمانة يا صاحبي
  • قراءتي لكتاب لعنة فستان فرح لمايكل يوسف
  • خلاصة الكلام في حدود البدعة المذمومة:
  • زيارة القبور و الدعاء .. جائز
  • "بدون سابق انذار" نوعه إيه ؟
  • زمان بعيد فكريا
  • حبل المشنقة
  • رسالة إلى الله
  • رحلة سافاري
  • ألم أقل إنني
  • يا رعاكَ اللَّه
  1. الرئيسية
  2. مدونة ولاء عبد المنعم
  3. سحابة رمادية

آخر موعد : 24 أكتوبر

إضغط هنا لمزيد من التفاصيل 😋

تحرك المؤشر الملحق بهذا الجهاز ليعلن عن وصوله لأخر منتهاه فٱندفعت موجه كهربية هائلة عبر الأسلاك الموصلة بجسدها المسجى على تلك الطاولة حتى سرى ذلك التيار بجسدها الشاحب الهزيل، فدوت منها رجفة عنيفة أثر شدة ذلك التيار، فصدرعنها صرخة مدوية ترج الأركان ،تحرك نحوها في هدوء، أخذ يجفف حبات العرق الباردة من فوق جبهتها وأربت على كتفها أن اهدأي، كانت هزيلة تزوغ عيناها بكل أرجاء الغرفة تحاول أن تتزن في رؤيتها، لكن الدواراطاح برأسها يمينا ويسارا ،لم تسطع أن تقاوم حتى أخذتها الممرضة لترتاح بغرفتها إستلقت على سريرها بدأت تسترجع وعيها ببطئ متململة الجسد لا تقوى على شئ غير دموع تجري في مآقيها ألما وحسرة على حالها التي آلت إليه، لم تتصور يوما أن تنتهي حياتها على سرير وتحت تأثير المخدر تغيب عن العالم، بعد أن كانت تمتلك من الحياة كل أسباب السعادة والمرح والحب، لم تكن يوما بمثل هذه الحالة الرثة، بل هي مصدر لكل من حولها للطاقة الإيجابية والأمل وحب الحياة .
حياتها عبارة عن جد ولعب وحب كما يقال، تعطي للجد وقتا كافيا لتنجز مهامها في عملها التي تفوقت به وأعتلت بتميزها أعلى المراتب ولم تطغى حياتها العملية الجادة على جانب الطفلة بداخلها إنما كان ركنها للمرح التي لطالما ملأته بالحيوية، تعدو وتمرح وتلهو كما الأطفال، تضحك بملئ فمها مع أصدقائها وكأن الدنيا تشرق شمسها بإشراقة وجهها بكل يوم تعشه، لم تحسب عمرها ولم تبالي، تغتنم كل لحظة سعادة من عمرها وتدونها على صفحتها الشخصية على (الفيس) .
كلما وضعت على جهاز الكهرباء وتصعق به كلما تذكرت الصعقات التي مرت عليها في حياتها، مع كل تيار يسري بجسدها تسري معه الحسرات بوخز في العروق ينتفض منه قلبها المكلوم، عن عمرها الذي ينسلب وقلبها الذي لم يحظ إلا بالقليل من الحب، فلحظات الحب في حياتها عبارة عن هالة قمرية تحيط قلبها، وحمرة وردية تزين وجنتيها من الخجل، خفقان يسري برجفة بعروقها عند كل نبضة شوق، هي تلك اللمسة التي تراها بالعين حين يصبح الحب مرآة تعكس كل ما هو جميل على الحياة، كل شئ كانت تحياه عاش معه الناس حتى تمنوا أن يحظوا بمثل ما تعش.
ثم تحولت حياتها فجأة من الأقصى إلى الأدني، كل طاقة حب كانت تنشرها بدأت في النفاذ مع إستغلال من حولها حاوطتها الأطماع والأحقاد والكل يتكالب عليها ليودوا بها أرضا، تسللت إلى حياتها الوساوس، تظن بهذا وتثق بتلك ثم يغدر بها هذا وتخونها تلك، أصبحت دمية صغيرة بيد من يكسب ثقتها المبالغ فيها، حتى تركت العنان للحقد يملأ قلبها وراهنت على نقاء قلبها حتى خسرته، تركت حبها للأخرين والحياة أمام سوداوية النفوس المحيطة بها، أثقلت كاهلها بسئ الصفات التي لم تعرف طريقا إلى قلبها يوما حتى أمرضته، دخلت إلى متاهة الدنيا التي تأخذ أكثرمما تعطي، المرح والعدو كانوا شغفا أضعفه ثقل الهم ولم تعرف من أين جاءت لها سحابة الكآبة الرمادية التي غطت سماءها الوردية ؟!، فقدت الشغف للتحليق مرة أخرى بعالمها التي رسمته، إنطوت على نفسها ولم تعد تفارق حجرتها التي قبعت بها طيلة شهورإلا لتنتقل لحجرة التيار الكهربائي الذي ما إن تطأ بقدمها الحجرة حتى تنتهي يغيب جسدها عن الوعي، ولكن تستحضر روحها كل ألم صعقت به، شحب وجهها وبهتت ملامحها، كالورقة في يوم خريفي عاصف سقطت من عود نحله الإكتئاب والإحباط.
إنزوت وتركت عالمها والعالم الأزرق ومتابعيها التي حرصت دائما على إسعادهم بتفاصيل حياتها المليئة بالأحداث والأنشطة والرحلات، كانت تهتم بهم كما لو كانوا جزء لا يتجزأ عنها، لكنها الأن تتفهم أن ما كانت تفعله مجرد عرض مُرضي لطرف وأنها الخاسر الوحيد بهذا العرض.
الغريب أنها لم تشك يوما إن وقعت ستجد ألف عين شامتة والالاف الضحكات الساخرة، ظنت أن متابعيها سيقفون بجانبها في الضر كما كانوا يلهثون وراء أخبارها السارة، تتساقط دمعاتها كالمطر المنهمر ترتعش أوصالها وترتجف من التوتر الذي لازمها، كل ذلك حدث ولم تعرف تفسيرا أو مبررا له، فقط تنساق وتتقهقر وراء حالتها البائسة مسلوبة الإرادة حتى خارت قواها مع كل لحظة يأس.
هجر الحب قلبها كاالطيور تهجر أوكارها، بل فارقت الحب لأنها لم تعد تمتلك طاقة الإهتمام بمن تحب، عاشت في تيه لا تعرف السبيل للمشاعر وكيف ينبض القلب محبا ؟!، ظلت في حيرتها تتسائل عن حالها كل يوم وعن حياتها التي انقلبت رأسا على عقب، أصبحت في تخبط وحيرة حتى تملك اليأس والإحباط منها وحاولت الإنتحار عدة مرات، صارت البسمة لا تعرف لها شفاه، ووجهها الشاحب تشع منه صفرة المرض، وقوامها انحنى عوده وترهل الجلد بوجهها كعجوز في نهاية عمرها، كرهت الحياة التي أخذت منها بقدر ما كانت تعطيها وأكثر، سلبتها شبابها دون رحمة، والسر يكمن في عالمها المصطنع التي تعايشت معه وأعطته كل لحظات عايشتها أمام شاشته الصغيرة، أخيرا وضعت بعالم أضيق منه بتلك الغرفة في المصحة النفسية تأخذ جلسات الكهرباء كلما إنتابها شعور اليأس وحاولت الإنتحار.
تمت بحمد الله

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

961 زائر، و1 أعضاء داخل الموقع