…………………………..
تأموا هذه الرسالة التي أرسلها الشيخ الإمام لأحد علماء عصره ، وهي رسالة جوابية عن سؤال وجه إليه رحمه الله من هذا السائل العالم :
و بعد شكر المرسل والثناء عليه ، قدم الأستاذ الإمام هذه النصيحة الذهبية للسائل قبل أن يشرع في الرد على سؤاله، تأملوها معي لأنها فعلا تستحق …
يقول الأستاذ الإمام (…لاأزيدك وصية بمزاولة البحث فيما ينقي العقائد من شبه الإشراك ، وغرور اليأس والأمل ، وجراثيم التواكل والكسل ، ثم نشر ذلك بكل وسيلة ممكنة ، ثم بالصبر على مايقلد المقلدون ويهذي به المتكبرون ممن يلقبون بالعلماء ، وهم لايعلمون ، ففي مثلهم يقول الله " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق " ثم يقول : ولايكون كبر في الأرض بغير الحق مثل هذا الكبر الذي ترتديه هذه النصب - يريد المتصدرين من الجهال غير المؤهلين- وتظهر في سرابيله هذه التماثيل التي ينحلها الناس ماليس لها - يعني يعطونهم ألقابا ومكانة وهم ليسوا أهلا لذلك - ويسمونهم بأسماء لم ينزل الله بها من سلطان ، وماهؤلاء القوم إلا السادات الذين سيقول المغترون بهم يوم القيامة " ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا "
انتبهو ا أليست هذه هي نفسها مشكلات الخطاب الديني المعاصر الذي نعانيه ؟ أليست هي هي ؟
شبه الإشراك - التقليد - تصدر الجهال - اغترار عموم الناس بهم - الألقاب التي يحملونها زيفا - السلطة التي يمارسونها على الناس وهم راضون فرحون-
ثم شرع الأستاذ الإمام يجيب السائل العالم عما سأل ، وبالمناسبة لقد كان سؤاله عن تفسير لفظ الرحمن في البسملة ، حيث يرى البعض أن لفظ الرحيم قد تضمن معناه ومن ثم فهو زائد أو من باب التوكيد ، وقد أجاب الإمام السائل - فيما يقترب من صفحتين - نافيا أن يكون في القرآن كلمة زائدة ، مؤكدا تنزيه القرآن عن ذلك ، ولكنه كلام من ذهب وليس كأي كلام !!!فليراجعه من شاء . الأعمال الكاملة بتحقيق / محمد عمارة ٤/ ٣٢-٣٥. ط دار الشروق