هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة د. زينب ابو الفضل
  3. الابتلاء وتجديد الوعي 

 حديث القرآن الكريم والسنة المشرفة في الحكمة من ابتلاء الله للأمم والأفراد حديث عميق ، يكفي في نظر أولي الألباب ويغني عن أية حوارات فلسفية أو تأملات وجدانية أو جدليات عقلانية ، لأنه حديث من واقع الأحداث نفسها كما يقولون ، وكلنا يعي هذا الحديث، ويدرك أبعاده ومآلاته والحكمة من سوقه على هذا النحو المفصل المؤصل بدرجة أو بأخرى ، ولكن حين يحيق البلاء بصاحبه حتى كأنه يعاين الموت حقيقة أو يغلب على ظنه أنه مقبل عليه ، لاشك أن ثمة وعي مختلف يخلق بداخله من جديد . 

 تأمل حال فرعون الذي ظن نفسه الإله الأعلى حتى آمن بذلك حقيقة ، حين أدركه الغرق إذا به يقول "آمنت أنه لاإله إلا الذي آمنت به بنو إسرائل وأنا من المسلمين " لقد تهاوى أمام نفسه وأسقط عرش ألوهيته بيده أمام حلاوة الروح ، التي ظن أنها لن تغادره لو اعترف بالحقيقة صارخا بها بأعلى صوته على هذا النحو . . 

وعلى العكس من ذلك ترى أهل الإيمان على اختلاف درجاتهم ، حين يعاينون هذه الحالة عين اليقين ، وقد دخلوا في حالة من الفناء عن كل شيء ، إلا عن شهود تجليات رحمة الخالق الواسعة بسعة ملكه جل وعلا ، فإذا كانوا وهم يتقلبون في حياتهم الدنيا أو تتقلب هي بهم وبأحوالهم ، يغلب عليهم الفرق ويتملكهم الوجل خشية أن لايكونوا من المقبولين ، أو تذهب حسناتهم بلمة تنزل بالقلب من عجب أو كبر أو رياء أو شرك خفي أو ماشابه، إلا إنهم حين يعاينون الموت حقيقة تراهم والاستبشار يعترض محياهم وإن أضناهم المرض " تتنزل عليهم الملائكة ان لا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " فإذا كان مايعاينونه هو نهاية الأجل حقيقة لقوا الله على حالهم من الرجاء والطمع في المغفرة ، فقابلهم الكريم بما أملوا وزيادة ، وإن كان ابتلاء إلى حين ولاتزال في أعمارهم بقية غنموا نعمتين : 

 

أولاهما ثواب الشهداء لأنهم عاينوا الموت وتلقوه بصبر واحتساب ورجاء فيماوعدهم به ربهم، والثانية : عقد النية على لزوم حال الاستقامة بإذن الله ، مع الأمل الفسيح في عفوه تعالى عما يخرج بهم عن هذه الحالة بحكم طبيعتهم البشرية وإن حرصوا ، إذ لايمكن أن يصل عاقل إلى هذه الحالة ثم يعود إلى ذنب قصدا إلا لمما ، بعد أن رأى حقيقة الدنيا وحقيقة الموت وأن أحدا لن يدفعه عنه إن حان .

 

لقد رأى وشاهد كيف وقف الأهل والمحبون حوله ينظرون إليه ولكنهم لايبصرون حقيقة حاله ، أما هو فقد انفصل عنهم تماما ولم يعد يرى غير رحمة ربه تحملها ملائكته ، تبعث في نفسه الأنس والطمأنينة وسكينة الروح 

" فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لاتبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين " 

 

أما أعظم شيء يغنمه المؤمن وهو يعاين هذه الدرجة من الابتلاء فهو حسابه الطويل لنفسه، حياته كلها مذ وعى ودرج في الدنيا تمر عليه بكل تفاصيلها ، ربما في أقل من الساعة فيرى مايفرحه ومايحزنه وهو الأكثر ، ولعل أكثر مايحرنه هو شعوره بأنه كم غفل وغفل، حتى كأنه أمضى أكثر عمره نائما أو شبه نائم خارجا حقيقة عن حساب الزمن أو الوعي به ،، و هو ماجسده القول المأثور المنسوب إلى علي كرم الله وجهه " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " وتبناه معرفة حجة الإسلام الغزالي رحمه الله .

 

ومن نعم الله على أهل الإيمان التي يوقفهم عليها معاينة الابتلاء : الانتباه من نومهم قبل قيام قيامتهم ، حيث لايفيد الانتباه ولايجدي .

الابتلاء إذن عناية إلهية وتكرم علوي وليس مجرد تفلسف أو نهاية طريق من التأمل بعد تألم ومعاناة . 

فاللهم أدم علينا عين عنايتك وأحي قلوبنا بنورك وأقمنا بشهودك وخذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك ، ولاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولاأقل من ذلك ، وألزم قلوبنا تقواك وارزقنا خشيتك كأننا نراك ، وجدد في قلوبنا الوعي واليقظة واطرد عنها يامولانا الران والغفلة حتى نلقاك ونحن أحياء منتبهين فرحين مستبشرين . آمين آمين آمين يااااارب العالمين .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1196 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع