أحدهم ما أن يجلس بجانبي حتى يبدأ في ممارسة هوايته في الكذب، غالبًا ما يبدأ الأمر بتهيدة عميقة قبل الدخول في وصلات من الكذب لا تنتهي، يبدو الأمر وكأنه مسلسل تركي مدبلج أو مسلسل مكسيكي من مئات الحلقات حيث الملل والتكرار هو الحدث الأبرز، ما أن يبدأ في الكذب لا يتوقف، يكذب ثم يكذب ثم يكذب، أومئ برأسي بلا تعقيب مما يشجعه على المواصلة، للحظات يخيل لي أنه من شدة صدقه في الكذب أصبح يصدق نفسه، حتى الأن لا أدري ماذا يمنعني عن إيقافه؟ كم أود الإنفجار في وجهه لأخبره أنت كاذب وأنا أعلم أنك كاذب وأنت تعلم أنني أعلم أنك كاذب، ربما ما يمنعني عن ذلك هو رغبتي في عدم قطع متعته الوحيدة والتي يمارسها عن قناعة تامة، وربما لرغبتي في تركه مع ظنونه بأنه قد نجح في الشئ الوحيد الذي يجيده مع احتفاظي بحق الرد في الوقت المناسب، وحتى يأتي الوقت المناسب سيظل أحدهم في ممارسة هوايته في الكذب بينما أمارس أنا هوايتي في التغابي.