فى حى السيالة بمنطقة الجمرك بالاسكندرية عندما وصلت لمرحلة البلوغ كان على البس فساتين البنات البالغات المحترمات المحتشمات و أكف بأمر جدى و جدتى عن لبس البنطلونات القصيرة المسماه بالمرمودا التى تخص الفتيتات الصغيرات؛ و ان البس جزمة فيرنى سوداء ٢ سم بدل الصندل ؛ و بدأت مصاحبة خالاتي فى الذهاب إلى ابلة هانم الخياطة؛ كانت ابلة هانم خياطة الحى المميزة التى يذهب اليها الاغنياء من ساكنى حى الجمرك و السيالة ؛ كانت تفصل فساتين الخطوبة و فساتين الزفاف و من باب كسب الزبائن الاغنياء كانت تفصل فساتين الخروج فقط للزبائن المميزات ؛ كنا نشترى الاقمشة من شارع فرنسا ؛ الشارع المخصص لبيع الأقمشة حيث كانت المحلات على جانبيه من بدايته حتى نهايته؛ فى هذه الفترة الزمنية كانت اقمشة شركة ستيا من أغلى انواع الاقمشة حيث كانت مصنعة من القطن المصرى العالمى ؛ كانت الواننا كلها زاهية؛ احمر؛ اخضر؛ فوشيا؛ازرق؛ كلا بدرجاته؛ و كانت الاقمشة كلها ملونه تتميز معظمها برسومات للورود و الازهار و الحدائق و الطيور؛ كنا نمشى و كأننا نرتدى قطع من البهجة ؛ الموديلات كانت تتميز بالانوثة عند الصدر محلاة بالريكامة و الدنتيلا و الشرائط الستان اللامعة الملونة ؛ جيب الفستان كانت دائما واسعة بقصات كلوش كرانيش و طوله يغطى الركبة بقليل ؛ لا قصير و لا طويل على الأرض كان يسمى بالطول ( الميدى ) كانا نمشى بهدوء فقد كان المشى بهدوء من سمات بنات العائلات و الادب و الانوثة؛ و كان الشباب ينظرون لنا نظرات خجلة دون البوح باى كلمة كعلامة من علامات الإعجاب ؛ و اذا وصل الإعجاب الى الدرجة الأولى يرسلون لنا الخطابات الورقية ؛ فى استحياء و التى كانوا يكتبون فيها كلمات عذرية معدودة كمثال: اسمك ايه ؟ و بجانب السؤال قلب و سمهم ???? كان الخجل يحكم المواقف و الادب سيد الموقف و الاحترام قائد السلوكيات•