عليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أنا أَمَةُ اللهِ حَنَان، لستُ دارِسَةً للعلومِ الشرعيةِ ولا باحِثَةً، لكنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه، وأُؤْمِنُ أنَّ التَّحلِّي بالصَّمتِ في هذا الزَّمانِ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ وأشَدِّها. الفِتَنُ مُشْتَعِلَةٌ فِعلاً، وَمُعْظَمُ الشَّبَابِ مُتَخَبِّطٌ، وَالتَّارِيخُ مَغْلُوطٌ، وَالآراءُ مُتَعَصِّبَةٌ. لِذَا، حاوِلْ أنْ تُرَبِّيَ بِهُدُوءٍ وَبَالٍ وَاسِعٍ، وَحِوَارٍ سَهْلٍ وَحَنَانٍ وَتَرَوٍّ، وَالكَثِيرِ مِنَ الحِكْمَةِ. وَخُذْ مَا يَرْتَاحُ لَهُ قَلْبُكَ، لا مَا تَمِيلُ إِلَيْهِ مَصْلَحَتُكَ، فَالأَمْرُ يَخْتَلِفُ...
هِيَ مُقَدِّمَةٌ بَسِيطَةٌ لِأُبَرِّئَ ذِمَّتِي مِنَ الحَدِيثِ عَنْ كِتَابٍ أَثَارَ الجَدَلَ، وَكُنْتُ أَرَى أَنَّ التَّجَاهُلَ أَفْضَلُ، إِلَّا أَنَّهُ غَلَبَنِي حُزْنِي وَغَضَبِي...
قرأتُ كتاب "كاملات عقل".
بَدَأَتِ الكَاتِبَةُ بِتَارِيخِ جَمْعِ القُرْآنِ وَبَعْضِ التَّعْرِيفَاتِ، كَتَعْرِيفِ المَتْنِ وَالسَّنَدِ.
ثُمَّ انْتَقَلَتْ لِجَمْعِ الحَدِيثِ، وَالمَعْلُومَاتُ كُلُّهَا لا جَدِيدَ فِيهَا سِوَى أُسْلُوبِ الكِتَابَةِ، وَلَكِنَّهَا أَضَافَتْ سُمًّا فِي السُّطُورِ، إِذْ جَعَلَتْ مِنْ جَمْعِ الحَدِيثِ فِتْنَةً أَصَابَتِ المُسْلِمِينَ وَسَبَبًا فِي مَقْتَلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ...
تَشْعُرُ بِإِشَارَاتِهَا الوَاضِحَةِ، لا فَقَطْ بِتَكْذِيبِ البُخَارِيِّ، بَلْ تَكْذِيبِ الحَدِيثِ كُلِّهِ، وَكَأَنَّهَا تُلْغِيهِ كَعِلْمٍ، وَأَظُنُّهَا لَمْ تَتَخَصَّصْ فِيهِ أَبَدًا، فَهُوَ عِلْمُ المُصْطَلَحِ وَالجَرْحِ وَالتَّعْلِيلِ وَمَا إِلَى ذَلِكَ. أَنَا لَسْتُ بَاحِثَةً فِيهِ، لَكِنِّي أَعْلَمُ جَيِّدًا مَا هُوَ عِلْمُ الحَدِيثِ.
كُلُّ الأَمْرِ أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تُشَكِّكَ فِي الرُّوَاةِ وَالأَحَادِيثِ لِتَخْرُجَ مِنْ بَعْضِ الأَحْكَامِ، وَهَذَا مَا انْتَقَدْتُهُ تَمَامًا، إِذْ إِنَّ وَضْعَ الحَدِيثِ لَامَسَ هَوًى وَمَصَالِحَ لِفَصَائِلَ عَدِيدَةٍ، وَهِيَ تَفْعَلُ ذَاتَ الشَّيْءِ، فَتَدْخُلُ الحَابِلَ فِي النَّابِلِ أَكْثَرَ...
لا أنكر عليها رغبتها في الدراسة والتقصي في علمِ الحديث هَذا مَا يجب لكن لم أقرأ أبدًا دراسة وَافية علمية بهذا الكتاب ..
كُلُّ مَا جَاءَتْ بِهِ الكَاتِبَةُ الفَاضِلَةُ يَحْتَاجُ إِلَى الكَثِيرِ مِنَ المُنَاقَشَاتِ مَعَ أَهْلِ العِلْمِ وَكِبَارِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ، وَيَحْتَاجُ إِلَى مَنْ يُنَاقِشُ وَيُعَلِّلُ فِي دِرَاسَةٍ تَقُومُ عَلَى الأَسَانِيدِ وَالرِّجَالِ. أَنَا لا أَقُولُ بِأَنْ نَأْخُذَ دُونَ إِعْمَالِ العَقْلِ، وَلَكِنْ لَيْتَنَا نَأْخُذُ الأُمُورَ بِإِعْمَالِ الخَوْفِ عَلَى الدِّينِ وَعَلَى العُقُولِ...
كَرَّمَ دِينُنَا المَرْأَةَ أَفْضَلَ تَكْرِيمٍ، فِي كِتَابِهِ وَفِي مُعَامَلَةِ نَبِيِّهِ لِزَوْجَاتِهِ، وَلَكِنَّ مَدَاخِلَ الشَّيْطَانِ لا تَنْتَهِي وَلَنْ تَنْتَهِي حَتَّى يَوْمِ المَحْشَرِ. انْجُ بِنَفْسِكَ وَخُذْ مَا تَرَاهُ مُسْتَقِيمًا، وَلا تَكُنْ عَبْدًا لِدُنْيَاكَ، فَالنِّهَايَةُ قَبْرٌ لا يَسَعُ سِوَاكَ وَأَعْمَالَكَ...
ضَاقَ هَذَا الكِتَابُ صَدْرِي، وَأَتَمَنَّى أَنَّنِي لَمْ أَقْرَأْهُ، وَلَكِنَّهُ فُضُولُ الإِنْسَانِ... وَرَغْبَتِي -وَاللهُ يَعْلَمُ- أَنْ يَكُونَ الاسْمُ لا عَلاقَةَ لَهُ بِحَقِيقَةِ الكِتَابِ... وَلَكِنْ، أَحْزَنَنِي بِشِدَّةٍ...
السادة الأفاضل ممن لن يعجبهم ما كتبت أرجو التجاهل ..
أنا أبدًا لا أدخل في جِدال من هذا النوع ..
ولا أقض سلامي بتبادل الاتهامات ...
وهذا رأيي وهي أنا ..