من أشكال لطف الله بحياتك: تلك النسمات الرقيقة التي تمر على قلبك المثقل فتُخفف عنه دون أن تشعر، كأنها يد خفية تربت على كتفك بلطف، تُذكرك أنك لست وحدك في رحلتك. لطف الله يتجلى في التفاصيل الصغيرة التي قد لا تراها بوضوح، لكنها تُرشدك بهدوء نحو الخير وتُبعدك عن مواطن الأذى.
إنه ذلك الطريق الذي تمنيت السير فيه ولم يتحقق، فقط لتكتشف لاحقًا أن فيه ما لم يكن خيرًا لك. هو السكينة التي تنزل على قلبك في لحظات الشدة، والقوة التي تجدها في نفسك حين تظن أنك على وشك الانهيار. هو ذلك الشخص الذي يظهر في حياتك فجأة ليكون عونًا وسندًا، أو ذلك الحلم الذي كان يومًا بعيدًا وأصبح واقعًا بأمره. لطف الله، في استجابة دعاءٍ ظننته قد نُسي، لكنه كان محفوظًا في أقداره ليمنحك إياه في الوقت الذي تحتاجه أكثر. يتجلى لطفه في رحمة يُلقيها على قلبك رغم عثراتك، وفي فرحٍ يأتي بعد حزنٍ، وفي نورٍ يُبدد ظلام اليأس الذي كان يُخيم على روحك.
الله يلطف بنا بطرق لا تُدركها عقولنا دائمًا، لكنه يُرينا في كل يوم آياته في تفاصيل حياتنا. لطفه في تأخير الأمور حين تكون في عجلة، وفي تيسيرها حين تكون على استعداد لاستقبالها. هو الحب الذي يملأ قلوبنا، والسلام الذي يسكن أرواحنا، النجاة التي تصلنا دون أن نطلبها.
حين تتأمل حياتك، ستجد أن لطف الله يحيط بك من كل جانب، كالشمس التي تُدفئ الأرض دون أن تقترب، وكالظل الذي يسير معك ليمنحك الراحة في أشد اللحظات حرارة. فتذكّر دائمًا أن الله لطيفٌ بعباده، يُدبر أمرهم بحكمة، ويكتب لهم من الخير ما يليق برحمته الواسعة.