أيتُها السماء الزبانية
أحب أن أرسي نفسي عبر أصغر غيمة،
أحبُ أن تنتبهين إليّ
أن تعيدين مرورك فوقي منذ كنت قبلاً
أو تأويني تَحتَ ظلكِ كَـ اليتيم
الذي يحمل البلاد في عينيه ،
سارحًا يَنمْو وجودًا من مزايا نفسهِ،
لا سارحًا في العَدم
أجعلني أشرق من شموسكِ
ليَعلو وجْهُي ساخِنًا كالنار،
و أمطريني رذاذًا حين تبردين ،
أو أحمليني كَما تَحملُ العاشقة
عينان قبرصيتان
على ظهر سفينتان تائهتان
تتجولانِ بلا مرفأ ،
و بلا شواطئ ، و بلا إشارات بحرية ،
أريد أن أكونَ مُستقرة
أن أكون عَادية ، لا مُتوتِرة ولا قَلِقة
ولا خَائِفة.
و لا أنتظِر قدرًا ما أو شَيئًا ما،
أن أكون مُتزنة فَقط.
تكلمي معي وأنا كالعادةِ
ملجومَة اللسان ،
سنكون نظرين ومضيئين
أحب أن أتخيلنا في حضن حار
مرصع بأصداف من شبق
مثل دواء جريسات
على وجهٍ ذي جرح قديم
و عندما أثملُ في التخيل
أضيئي لي مصباحًا عند رأسي
المُحروس بالقضبان
أو كوكبة من نجوم،
تلك التي تعجبني
واحضري كلّ ماهو جميل وباهت ومفتون،
و اخفضي حجم أرقك قليلًا
اريد فجراً هادئًا من زبد ،
من صَدف ،ومن زنبقةً،
أفضل من كل الزنابق ،
أصيلة ذات عطر ناعم
وتويجة مضمومة الفواح
أريد أن احلم
أن أمرّغ شفتيّ بالشكران
أن أعيش مع الفاكهة والعسل
أنا بتُ بات مستورةً بأوراق تين
تسقط مع البِدَايَة والنِّهَاية
وتتَكرَّران دائماً
مِثل فُصولٍ اخرى مَيتَة
وبعْدَ كٌلّ وصلة غَرَامِية
تَحُلّ الذِّكرى على قلبي
ثُمّٓ بعدها يَحل النسيَان
الذِي لاَ يَتوَقَّف عن المناوبة أبداً
و أن تتمكّني من تحويل أصغر شيء
في طريقي إلى أمرٍ جَلل!
———————
ولهذا قيل عن التَخيل : كِذبة!