السلام عليكم و رحمة الله ...
اخي القارئ الجميل .... حاول ان تقرأ في هدوء و تزن العبارات بشئ من التفكر و التدبر .... ثم افعل ما شئت ... و لكن يجب ان تعلم ان صاحب هذا المقال و هذه المدونة لا يدافع عن سلطه .... (كما قال احد الاعضاء) ... و لكن انا ادافع عن ثوابت ... و السلطه الحالية لا يمكن ان نطلق عليها سلطه ... لأنها مؤقته ... و ستزول ... لأنها ليست السلطه الطبيعيه التي يجب ان تقود .... و لكنها سلطة المرحلة .... المناط بها العبور بها بأمان و بأقل الخسائر
مقالاتي في مدونتي ستبقي قبل و اثناء و بعد انتهاء هذه المرحلة ... و كل كلمة كتبتها في مقال لم و لا اتراجع عنها لزوال سلطه او ما شابه .. فهي ليست في مصلحة سلطه و لكنها لمصلحة هذا الوطن ...
هي امانة أن انقل لكم ما تعلمته و ما افهمه ..
ندخل في الموضوع ...
السلطه الحاليه المؤقته و هي سلطه المجلس العسكري و التي تقود البلاد حاليا ... اري انها سلطه تقود بشئ من الاجتهاد يصيب في نقاط كثيرا جدا لا يتم التركيز عليها تعمدا ... و ايضا تخطئ في نقاط ليست بالقليله .... يتم التركيز عليها بقوة .... و بما انهم بشر ... فهم معرضون للخطئ .... فيمكن ان نصفهم بأنهم قليلوا الخبرة أو انهم ليسوا رجال سياسه محنكون ... و لكن لا يمكن وصفهم بالسفاحين و القتله .... لانهم مواطنون مصريون .... فلماذا لا تكون انت ايها الواصف لهم ... لماذا لا تكون انت السفاح و القاتل ... ؟
قد تكون انت السفاح القاتل دون ان ندري ... و تحاول ان تلصق هذه الصفات في المسؤول ...
اذا .. اذا كنا سنعتمد علي اسلوب غير حضاري في تبادل و توجيه الاتهامات.. ورثناه نتيجه ثقافه متغلغله فينا كمصريين كمرض من امراض مرحلة مصر السيئه السابقه ... فلنستعد للحرب الاهليه قريبا جدا ... و صدقني ... هذا هو الهدف الحقيقي لكل ما يحدث ...
الجيش و الشرطه ... هما عماد الدوله ... أي دولة ... و انهيارهما او احدهما يعني انهيار الدوله ....
طيب .. في الانظمه العسكريه ... مثل الجيش لا يوجد فواصل بين صغار الضباط و بين كبار القاده .... لا يوجد فوارق بين الجنود و بين الصف و الضباط ... الكل وحدة واحده ... كيان واحد ...
العلم العسكري مبني و قائم اساسا علي هذه النظرية في كل جيوش العالم ... و عماد هذه الجيوش اساسا المعنويات .. فالجيش الذي لا يملك معنويات .... ينهزم .... مهما كانت عدته و عتاده و تدريبه ... لهذا تجد ان الجيوش في كل دول العالم لها امتيازات خاصه جدا لافرادها .... ماليه و لوجستيه ...
الناس في الدول المتقدمه تربوا علي ان هذا شئ طبيعي ... اما في الدول المتأخره ... لم يتربي المواطن فيها علي أي شئ تقريبا .. لذلك هو لا يستوعب خطوره ما يفعل ...
الشرطه ... و رغم انها جهاز مدني تماما ... الا انه جهاز نظامي .. يعتمد علي نفس نظرية الجيش في التنظيم الجماعي الهرمي للقوات .... و وقودهم في عملهم .. هو المعنويات .... و عندما تنهار المعنويات في جهاز خطير مثل الشرطه .... يتحول الوضع الي الوضع القائم حاليا ....
وضع الغابة ...
المخطط ببساطه .... مواصلة تدمير معنويات جهاز الشرطه بعد الدفعه القويه التي حصل عليها بعد تولي الوزير الجديد محمد ابراهيم الوزاره .... و احداث شرخ في القوات المسلحة الصامدة ....
و الهدف بسذاجه سامحوني عليها .... انهيار الدولة .... ثم الحرب الاهلية .... الطاحنة .... ثم تقسيم مصر الي جمهورية اسيوط و جمهورية الاسكندرية و جمهورية سيناء .. و أخيرا جمهورية بورسعيد
طيب .... هل نحن الآن نتحدث عن السياسة؟ ... ام عن أمن الدوله المصريه ؟ ... اذا كنا نتحدث عن سياسه .... فالسياسه تقول ببساطه ان النظام الحاكم الحالي سيسلم السلطه في شهر يونيو القادم الي الرئيس المنتخب ...
طيب .. أي كلام عن ان حل كل مشاكل مصر المحروسه ستنتهي لو تم انتخاب الرئيس القادم في ابريل بدلا من يونيو ... فهذا كلام ليس له اساس علمي .... و انما هو كلام عاطفي .... يقترب من التسطيح لدي المستمع ... و هذا ليس رأيي ... و لكن هو رأي المتخصصين ... و حتي رأي غالبية ضيوف التوك شو علي اختلاف مآربهم عدا نفر قليل ... و هو رأي نواب الشعب الذين انتخبهم الشعب ..... ... فعندما نتحدث عن شئ خطير مثل هذا .. يجب ارجاعه للمتخصصين .. لا للعواطف ... او يجب ان تكون يا من تود التحدث في هذا المجال قد حصلت علي قدر من الدراسه التخصصيه في هذا المجال او مطلع علي اقل تقدير او تملك وجهة نظر متكامله .. فماذا يجب ان يحدث او ماذا سيترتب علي ما يحدث .... و عموما كاتب هذا المقال ... يزعم انه قد حصل علي قسط من هذه النوعية من الدراسات ....
اذا كنا نتحدث عن امن الدولة المصرية .... فيجب ان نستوعب الهدف .... فالهدف ليس اسقاط نظام المشير طنطاوي .... فلا يوجد نظام اسمه المشير طنطاوي .... و لكن يوجد مؤسسه تحكم لفترة انتقاليه ... يجب دعمها حتي النهاية .... و حتي العبور بالوطن للتاريخ المنشود .... مهما كانت اخطائها الاداريه ...
اما اذا كانت هذه المؤسسه تخدع الشعب و وجدنا ان التاريخ المنشود جاء و لم يحدث ... هنا يكون للحدث حديث آخر .. و لكل مقام مقال ..
و لكن الواضح من التجربه ... لا من باب التكهن او التحليل .... ان هذه المؤسسه الوطنيه تفي بوعودها .... و لا مجال للحديث عن هذا لأنه واضح وضوح الشمس ... حتي لمن يزعمون انه لا توجد شمس ....
فلنتفق اذا... ان مؤسستي الجيش و الشرطة ليستا .... السجل المدني .. او وزارة التموين ... و أفراد هذه المؤسسات ليسوا مجرد موظفين عاديين .... هي هيئات خاصه جدا لها طبيعه خاصه جدا جدا جدا.... و من أهم عوامل نجاح هذه المؤسسات بالاضافه للتدريب و العدة و العتاد .... المعنويات ..... و المعنويات تستمد من الشعب ..... فقط
انت الآن - عزيزي القارئ - امام احد الخيارين .... اما ان تكون قصير النظر و تظل تضغط بعنف علي هذه المؤسسات بهذه الطريقه ... زعما منك انك تأخذ حقك و حق من ماتوا .... فابشرك بأنك قريبا اذا حدث و انهارت هذه المؤسسات تماما ... فانك ستكون بلا وطن ..... و من يضحك عليك و يقول انك قادر علي بناء هذه المؤسسات من الصفر او من جديد ... فأستأذنك ان تهديه ابتسامتي العريضه .... :) :)
اذا فالافضل ان لا تنظر تحت قدميك .... و ان تعلم ان نجاح الوطن في عبور هذه المرحلة الحرجه هو دعم هذه المؤسسات ... بأي شكل .. و بكل شكل ... و عندما تستقر الامور .... و تؤول الي رئيس منتخب و حكومة يعينها رئيس منتخب .... او يعينها برلمان (اذا كنا سنتحول الي النظام البرلماني ) ... يمكن معالجة كل اوجه القصور في تلك المؤسسات باسلوب علمي ... مدروس ... و تحت اشراف الرئيس و مساعديه و المتخصصين و العلماء ...
ستقول لي ان الضحايا يموتون كل يوم .... أقول لك ... انت لا تضمن انه لو تم الاستجابه للمطلب الغريب العجيب الذي لا يرضي عنه اي مسؤول او دارس او متخصص ... و تم تسليم السلطه لشخص مدني اسمه عباس غدا ..... قل لي بربك كيف سيسيطر هذا العباس علي البلاد فورا .... في ظل انهيار معنويات اه اجهزة الدولة .... هذا كلام لا يقره الدارسون ..... لكنه من الممكن ان يكون كلاما عاطفيا علي اثر الحوادث التي تحدث كل يوم و تدمي قلوبنا ....
من ضمن مرشحي الرئاسه ... مرشح اسمه حمدين صباحي .... و هذا الرجل له تاريخ طويل في المعارضه .... و كان عضو مجلس شعب قوي جدا ... و اسقطه النظام السابق في انتخابات عام 2010 .... و انا شخصيا كنت من محبيه
هذا كله جميل جدا جدا .... و لكن هذا الرجل لا يصلح ان يكون رئيسا لجمهورية مصر العربية .... و هذا رأي شخصي .. و انت حر اخي القارئ في رأيك .... و لكن سأدعوك ان تسمع وجهة نظري لأن لها علاقة بمؤسسات دولة ذات طبيعه خاصه .... من المفترض ان تعمل تحت رئاسه او قيادة هذا الرئيس ..... اذا اصبح رئيسا
الرجل كان في ضيافة مني الشاذلي منذ اسبوع تقريبا من كتابة هذا المقال ..... و ذكر فيما ذكر ان القوات المسلحة قتلت و سحلت و عرت المواطنين و الحرائر .... !! .. و بغض النظر عن هذه الاتهامات التي يضحضها المنطق المجرد .... و هذا ليس مكان التحدث عن ذلك الآن لأني قد كتبت عن هذا سابقا في مدونتي ..
بنظره استراتيجيه ..... هذا الرجل الذي قد يصبح رئيسا .... عندما سيزور قوات جيشه .... و يجلس بين ضباطه و جنوده بصفته القائد الاعلي للقوات المسلحه .... ثم يقول لهم ... اعذروني ... لقد قلت عنكم انكم قتله و مجرمين.... حتي افوز بالانتخابات .... و لكن الحقيقه انك لستم كذلك ... !! .... انتم جيشي العزيز الذي اقوده .... و يؤتمر بأمرتي !! :)
هذه الرجل و اقصد حمدين صباحي .... مناضل و معارض نعم .... وطني نعم ..... و لكنه بعيد عن الفهم الاستراتيجي للمستقبل .... او حتي للوضع .... أو أنه و الله اعلم يقترب من ركوب موجة النفاق لكل من ينزل للميدان .... لذلك سيخسر الانتخابات في اعتقادي الشخصي ... أمام مرشحين آخرين لم يدخلوا هذه المنطقه الاستراتيجيه الخطيرة ....
الشعب يغلي ... و الاحداث التي تحدث علي الارض جسيمه .... و المخطط المدروس يتم تنفيذه بفاعلية لتدمير الدوله و الوطن ... و الاعلام يعمل بعنف علي تعبئة النفوس ضد الشرطه و الجيش .... و افراد هذه المؤسسات يعملون في ظروف بالغة الصعوبه من ضغوطات عصيبه و في ادني مستويات المعنويات .... لكنهم مؤمنون برسالتهم .... حقا ....
من حقك ايها المواطن ان تنادي بأعلي صوتك يسقط يسقط أي مسؤول .... فما يحدث يفوق الاحتمال .... و لكن يجب ان تعلم ايضا .... ان القادم اسوأ ..... القادم يعني زوال الدوله .... و لو زالت الدوله المسنوده علي المؤسسه الوحيده الصامده و هي القوات المسلحة فأبشرك بحرب اهلية ضروس في مصر ستقضي علي الاخضر و اليابس و ستقضي عليك .... انت ....
القضيه أخطر مما تتخيل .... و لا يمكن اختزالها في تقديم تسليم السلطه شهرين .. فهذا عبث فكري .... القضيه يجب ان تكون العبور بالوطن الي بر الامان ... و تحمل الخسائر .... و الاستعداد لتقديم المزيد ... فالجيوش التي تحارب لتحرير الارض تقدم الاف الشهداء .... في سبيل الهدف المنشود .... فلنتحمل .... و لنصبر ... و ما صبرنا الا بالله ...