هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  • أنت ميّت على قيد الحياة
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  3. فلنتعلم من ازهرنا .... ما معني ثقافة الاختلاف ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....

تصادف اني اسمتعت و شاهدت حديثا تليفزيونيا منذ ايام قلائل لفضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر الشريف الاستاذ الدكتور أحمد الطيب .... و كان البرنامج مذاعا علي القناة الاولي الفضائيه المصريه .... و للاسف لا تسعفني الذاكره علي تذكر اسم البرنامج او المذيع !

كان فضيلة الامام الاكبر يتحدث في مواضيع شتي الا ان جزءا هاما من حديثه استرعي اهتمامي بشده و هو الخاص بالاختلاف ما بين المذاهب الاربعه .... و كيف يتعامل الازهريون مع هذا الاختلاف ..... و كيف يعيش المصريون و هم اكثر شعوب المسلمين السنه اختلافا و تنوعا في مذاهبهم الاربعه حيث لا يوجد مذهب سائد لمسلمي مصر المحروسه ...

يقول الامام الاكبر .... ان الطالب الازهري يدرس في الازهر فقه المذاهب الاربعه ثم يتخصص في احدهم و يكمل علي اساسه دراسته .... فيكون هذا الازهري حنفيا و هذا شافعيا و هذا مالكيا و ذاك حمبليا ....

و الجميل ان هناك بعض الاختلافات في الاحكام بين هذه المذاهب بناءا علي اجتهادات كبار الائمه الذين يمثلونها ..... و الاجمل انه رغم هذه الاختلافات ..... فالمالكي يعتبر الشافعي صحيح .... و الشافعي يعتبر المالكي صحيح .... في نفس المسأله و رغم الاختلاف !!! .... فهذا مجتهد و هذا ايضا مجتهد .... و الكل صحيح

يقول الامام الاكبر ... انه حينما يحين وقت الصلاة و يكون هناك كوكبة من الازهريين بمختلف مذاهبهم الاربعه ..... و يتقدم احدهم للامامه و يكون مثلا حنفيا .... لا يعترض الشافعي و لا المالكي و لا الحمبلي علي الصلاة ورائه ... فلا يقول الحمبلي انا لا اصلي الا وراء حمبلي .... و هذا ينطبق علي الجميع .....

انتهي كلام الاكبر الخاص بهذه الجزئيه الي هذا الحد .... و لكن تأثير كلماته ظل كامنا في تلافيف الدماغ .... و حينما تفكرت في هذه الفلسفه الاختلافيه لو صح التقدير ... ادركت انها سبب عظمة الازهر الشريف النابعه من عظمة الاسلام المعتدل الذي يقبل الاختلافات و الاجتهادات و تصبح كل التضاربات في الاحكام فيما بين هذه المذاهب صحيحه ! ..... و يا لعظمة الاسلام .... و يا لرحمته بالمسلمين .....

عندما بدأت اتفكر في نوعيه الخطاب الديني السائد هذه الايام و اعقد بعض المقارنات الميتا فيزيقيه في احد تلافيف الدمغ ....وجدت ان مجرد الايمان او التنويه بانه يوجد اكثر من حكم للمسأله الواحده يعتبر خروجا علي النص .... و يكاد يودي بالتهلكه ..... !!!

و بالتدقيق اكثر .... تصل الامور الي الحد من رد و شجب و "سحق" لاماما افتي في امر ما .... لمجرد ان فتواه تخالف جمعا اخر من الائمه الافاضل الاخرين .... و لم اري ابدا اي نموذج يقتدي بالائمه الاربعه و الذين عاصر بعض منهم البعض الآخر .... و كان احدهم لا يفتي و زميله بالقرب منه او في مدينته ..... احتراما و اجلالا ... و اعترافا بثقافة الاختلاف في الاجتهاد بين الائمه .....

هذا النوع من الثقافه الدينيه الرفيعه المستوي و الراقيه في مفهومها تغيب عن ذهن المواطن العادي ... و يحاربها اعداؤنا التقليديون .... فيزرعون فينا - حاليا - ثقافة عدم تقبل الآخر .... وصولا الي حالة الاحتقان و الاقتتال بين المختلفين سواء اكانوا مسلمين سنه فيما بينهم .... او بين السنه و الشيعه " رغم تحفظي علي المذهب الشيعي " ....

المشكله الاكبر ان ثقافه الاختلاف و تقبل كلا منا للآخر .... غائبه عن الوعي تماما في حياتنا العاديه بعيدا عن الامور الدينيه .... فلو تأملت اخي القارئ جانبا من النقاشات التي تدور هنا او هناك ... في مملكه تاميكوم علي سبيل المثال ... ستجد التحفز هو سيد الموقف و الكل - اي المتناقشين - يحاول ان يكسب ارضا جديدة خلال النقاش ... سواء اكان هذا النقاش موضوعيا ... او غير موضوعي ..... صحيح او غير صحيح !!!!

الاختلاف مهم يا ساده ... و تقبله اهم ..... ففيه رحمه .... فلنتعلم من اساتذتنا الائمه الكبار الاربعه ... و قبلهم التابعين و الصحابهم .... و قبلهم جميعا ... سيد الخلق اجمعين .... محمدا صلي الله عليه وسلم

تحياتي العطره
:)

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1597 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع