صباحٌ طيب على الطيبين فقط
ولأن الطيبين يزعجهم القبح، فهؤلاء هم أولى الناس بقراءة ما كتبه الآخرون.. أعني ما جاء من أبعد الأرض.. ببساطة، أعني الترجمات
حين تنظر في الكتب ((القيِّمة)) وليس في الغث الكثير الذي يملأ الأرفف، ترى أن جنَّات العالمين ما هي إلا واجهة تستر القبح أيضًا.
لن نختلف، قبحٌ مستور أهون كثيرًا جدًا من قبحٍ فاجر.
لكن إذا عرفت أن ما لا حيلة لك في الوصول إليه ليس في لبِّه خيرًا مما أنت فيه.. إلى حدٍّ ما.. فأنت تقف أمام اختيار أن توجِّه عينك لبذور الجمال النابتة تحت جذوع اليأس.. رغم صعودها وتفرعها وتشابكها لتخفي الشمس وتملأ الهواء برطوبة تحفز نمو العفن الذي يدخل رئتيك مع كل شهيق..
هناك، حيث بعض الراحة، لم يزل القبح يؤلم القلوب الطيبة مثلك، ولكننا لم نجتهد لنعرف.. هذا موجود في الترجمات.
منها سنعرف أن الألم قدر الأطياب من الناس في كل الأرض..
لا يمكن لقلبٍ طيبٍ أن يرى من يعيثون في الأرض ولا يألم
الفرق بين أن تعلم وألَّا تعلم هو أن الاستسلام للقدر يريح.. يوقف منازعة الحياة لأجل مصيرٍ لن يُكتب، لأن المصائر مقدورة منذ الأزل.. الطيب بذرة لا تكبر، فقط تعطي الأمل لكي يمكن لطيبٍ آخر جديد أن يُدفن في الأرض وينبت أملًا لمن بعده..
وهكذا تعيش الأرض حتى تنقضي والأمل فيها براعم لا تعلو..
أتأمل أكثر في ذلك.. لو أن الأمل نما وكسح أشجار القبح، فماذا يبقى ليحيا البشر من أجله؟
البشر يحيون بالأمل، وبتجديد الأمل، أو ينتهي الأجل..
بدا لي أن تحقق الأمل هو تماما تماما كما لو انقطع الأمل، حالان يعنيان النهاية
وابتسمت..
وعدت إلى الترجمة