عندما تختلط هموم الوطن بهموم القلب يكون العبء ثقيلا، حين تختلط دموعك فلا تنام الليل الا قليلا، تنتظر الفجر لكي تسجد باكيا وترفع راسك راضيا، تنثال دموعك بلا توقف
لدرجة تتساءل فيها هل ابكي يحيى ام أبكيني،،
صحيح ان الاقدار كتبت ليحيى ان يبقى لآخر لحظة من عمره سنوارا،
صحيح انني ساضع صورة لحظاته الاخيرة (جالسا ينتظر الموت بشجاعة ملهمة وبيده عصا يخطط بها في تراب الروح ويشير بها للعدو حتى لا ننسى)،
ساضعها بجانب صورة أبي وأمي على الكومود وبجوارهما أشياء أخرى!
وصحيح انني سأخبر أولادي بكل فخر انني عاصرت بطلا شعبيا حقيقيا،
الا ان ما حدث ليحيى وتزامن مع أحداث أخرى شخصية جعل الأيام الأخيرة كلها ضربا من ضروب الخيال الشهي،
بل صار واقعا أشهى من الخيال،
خيالا حلوا رومانسيا عن الشاطر حسن الذي يظهر فجأة بعدما نكون آيسنا من ظهوره،
الشاطر حسن لا يتكرر إلا مرة كل عمر، وربما يخالف الحظ معظم الناس فلا يلتقوه ابدا،
ها قد التقيته، ها قد التقيناه، ها هو يعيد لنا الامل، يعيدنا لانفسنا،
يهبنا قبلة الحياة، وكفى بها نعمة،