من حين لآخر تخرج علينا بعض مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوبرز بأخبار يصفونها بأنها عاجلة بأن سد النهضة في أثيوبيا قد داهمه زلزال عنيف أثر علي مقوماته وحدث في جسمه شقوق وتصدعات خطيرة وأصبح علي وشك الانهيار وهنا تقع كثير من الكوارث والدمار في كل من مصر والسودان ولأن سد النهضة الإثيوبي يعتبر أحد أكبر المشاريع المائية في إفريقيا، وقد أثار جدلاً واسعاً بين دول حوض النيل، خاصة مصر والسودان. من بين المخاوف الرئيسية التي أثيرت حول هذا السد، هي قدرته على مقاومة الزلازل، خاصة وأن المنطقة التي بني فيها السد معروفة بنشاطها الزلزالي.

وتتجاوز أهمية هذا الموضوع الجانب الهندسي البحت لتصل إلى أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث أن انهيار السد، لا قدر الله، سيؤدي إلى كارثة إنسانية واقتصادية كبيرة في المنطقة.

ومن المعروف أن سد النهضة قد تم تصميمه وفقاً لمعايير هندسية عالمية وتشمل هذه المعايير قدرة السد على تحمل الأحمال الزلزالية المتوقعة في المنطقة.

ومعلوم كذلك أن المواد المستخدمة في بناء السد عاملاً حاسماً في قدرته على مقاومة الزلازل.

وقد أعلن الجانب الأثيوبي مرارا عن وجود نظام رصد زلزالي متطور حول السد يمكن من اكتشاف أي نشاط زلزالي مبكراً واتخاذ الإجراءات اللازمة.كما أن النشاط الزلزالي في المنطقة التي بني فيها السد عامل رئيسي في تقييم مخاطر الزلازل على السد.

ومع ذلك يرى بعض الخبراء أن هناك كثير من المخاوف أن سد النهضة قد لا يكون قادراً على تحمل زلزال كبير، خاصة وأن المنطقة التي بني فيها السد تقع على خطوط صدع جيولوجية نشطة.

بينما تؤكد الجهات الإثيوبية المسئولة عن بناء السد على أنه تم تصميمه وفقاً لأعلى المعايير الهندسية، وأنه قادر على تحمل الزلازل.

وتذهب المخاوف من الزلازل أنها قد تؤدي إلي كارثة إنسانية حيث أن انهيار السد سيؤدي إلى حدوث فيضانات هائلة تؤثر على ملايين الأشخاص في السودان ومصروأن هذه الفيضانات ستسبب أضرارا اقتصادية وخسائر فادحة في القطاعات الزراعية والصناعية والبنية التحتية.

ومن جهة أخري قد يؤدي انهيار السد إلى تفاقم التوترات والصراعات الإقليمية في المنطقة.

يظل موضوع قدرة سد النهضة على مقاومة الزلازل مثار جدل، وتتطلب هذه المسألة مزيداً من الدراسات والبحوث العلمية المستقلة. من الضروري أن تعمل جميع الأطراف المعنية على التوصل إلى حلول سلمية تضمن حقوق جميع دول حوض النيل، وتقلل من المخاطر المحتملة.