هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  • أنت ميّت على قيد الحياة
  1. الرئيسية
  2. مدونة حاتم سلامه
  3. اقطعوا اليد الخفية في الأزهر

منذ صغري وأنا أواظب على شراء مجلة الأزهر، ولا يفوتني منها عدد، حتى بعدما هجرت مصر إلى المملكة العربية السعودية، كنت أوصي إخوتي بشرائها وإبقائها حتى أرجع.

وعلى هذا ظللت طوال حياتي أجمع الهدايا التي ترافقها حتى صنعت منها مكتبة كبيرة، وكان من أزهى عصورها عصر الدكتور محمد رجب البيومي، ومن بعده الدكتور محمد عمارة.

واليوم تشهد مجلة الأزهر انتقاء غير مسبوق في نوعية الهدايا التي تصدر مع المجلة، كتب ضخمة ومهمة وقوية، تثري مكتبة كل مثقف محب للكتب.. حتى أنني صرحت فيما سبق بأن هذا العهد هو العصر الذهبي للمجلة، لما تمنحه لنا من كتب قيمة يسارع إليها كل مثقف محب للكتب والقراءة.

ولكن ماذا حدث وماذا يحدث في كثير من الكتب التي تهديها مجلة الأزهر للقراء؟

يبدو أن هناك يد خفية تعمل بجد ونشاط في تزييف التراث، والتلفيق والكذب والافتراء على كثير من الكتب الأثيرة التي تهديها لنا، فبينما نعتقد نحن أنها هدية قيمة، ونفرح بها ونسارع إلى اقتنائها، نكتشف فيما بعد أن هذه الأسفار التي حرصنا على اقتنائها بها سم زعاف يمرض أفكارنا ويدمر معارفنا، بل علمت من مصدر موثوق أن هذه اليد الخبيثة تعمد إلى كتب التراث المنتقاه لإصدارها كهدايا فتحذف منها بعض الفصول التي لا تريد تمريرها مع الكتاب، ومن ثم تظن أنت أن الكتاب كاملا، بينما هو مجتزأ مبتور ناقص غير كامل.

وإذا رجعت إلى أصول هذه الكتب رأيت الفاجعة وأدركت حجم المأساة والتزييف الثقافي المهول الذي يخرج من الأزهر الشريف.

مع بداية الأحدث الفلسطينية والعدوان على غزة سارعت مجلة الأزهر للوقوف بجوار القضية الفلسطينية وأصدرت عددا من الكتب المهمة والقوية، وكان من أوائلها كتاب الصهيونية العالمية للعقاد، والكتاب الثاني هو الموجز في تاريخ القدس لعارف باشا العارف.

ومع تصفح كتاب الأستاذ العقاد رأينا أخطاء فادحة في الطباعة، وهو نفس ما حدث حينما أهدتنا المجلة كتاب التفكير فريضة إسلامية وحقائق الاسلام وأباطيل خصومه للأستاذ للعقاد، كانت بهما نفس الأخطاء التي تختلف مع الكتاب الأصلي من حذف وقص.

أما كتاب عارف باشا فقد حدثني أحد الأصدقاء ودلني على فقرة كارثية في الكتاب، وهي التي تحدث فيها الكاتب عن سيدنا سليمان فقال: " وفي آواخر حكمه مال إلى عبادة الأوثان ، وبنى لها بيتا على الجبل الكائن أمام الهيكل من الشرق ، ويعزوا بنو إسرائيل خراب ملكه بعد موته إلى عمله هذا"

جاء هذا الكلام في الصفحة رقم 35 من الكتاب المطبوع مع مجلة الأزهر ، وأنا لا أعلم هل هذا الكلام من أصل الكتاب أم أنه مدسوس على عارف باشا؟

فلو أنه من أصل الكتاب، فكيف يتم اختيار كتاب مثل هذا لطرحه على المسلمين دون تمحيص وتحقيق، وإن كان الكلام مدسوسا عليه، فمن ياترى يعبث بتراثنا ويعمد إلى الطعن في ثوابت الدين؟

وكيف يصدر كتاب عن الأزهر يتهم نبيا من أنبياء الله بعبادة الأصنام.

لقد كنت أتابع صفحات الأصدقاء في مواقع التواصل الاجتماعي وكنت ألمح فرحتهم الغامرة بالكتاب الهدية، ولكني اليوم أوصيكم بحرقه والابتعاد عن قراءته، حتى لا تتلوث الأفهام والآراء.

أما المصيبة الثالثة فهو ما نشره أحد الشيوخ الأفاضل من هذا التحريف الهائل والكذب الصريح الرخيص، والتلفيق الذي فعله محررو مجلة الأزهر بكتاب تفسير صفوة البيان للشيخ حسنين مخلوف الذي نشروه على ثمانية أجزاء، وكانت الدنيا كلها تسارع لاقتناء المجلة وهديتها حتى يكتمل التفسير، حتى أنهم بعد الانتهاء منه نشروا الجزء الأول مرة أخرى تلبية لرغبة الجمهور.

لكن ماذا حدث وماذا جرى؟

يقول ناشر الخبر: 

"تفسير صفوة البيان! هذا الكتاب العظيم ليتني ما قرأته.

وهذا الأزهر العظيم! ليتني ما عشت حتى أراه يفعل هذه الفعلة النكراء.

قام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بتوزيع تفسير (صفوة البيان لمعاني القرآن) للشيخ حسنين مخلوف رحمه الله تعالى هدية مع مجلة الأزهر العريقة في ثمانية أجزاء.. وقد أساء القائمون على نشرة هذا الكتاب العظيم إساءة بالغة لا تغتفر..

- لا أقول إنهم أساءوا إلى الكتاب، أو إلى مجلة الأزهر، بل إنهم أساءوا إلى الإسلام وإلى أعظم مصادره القرآن الكريم وإلى أعظم قضاياه: قضية التوحيد.

(لقد تعمد أولئك الناشرون لا جزاهم الله خيرًا حذف كلمات الشيخ عن التثليث وتحريف دين النصرانية حيث وردت في التفسير).

ما كنت أتخيل - ولو في منامي - أن يصل الخذلان إلى هذه الدرجة: تحريف التراث وفي تفسير كتاب الله تعالى وفي أخص مسائل الشرع (التوحيد) لم؟!

وستشهد الأجيال المسلمة في هذا العصر يومًا بين يدي الله تعالى أنه في زمن الدكتور أحمد الطيب وهذه الفئة التي تصطف حوله من قريب أو بعيد خذلوا الإسلام والمسلمين في أعز وأغلى ما يمتلكون!

- ألا قصرتم إفككم يا سادة على كلمات تقولونها وسطور تكتبونها وتركتم لنا "تراث الأئمة والعلماء" سالمًا من دون تحريف وتزييف؟!

- ألا مددتم أياديكم أيها السادة إلى الكلام والمنطق والفلسفة وهلم جرًّا تقولون فيها ما تشاءون وتركتم "كتاب الله تعالى وتفسيره" مصونًا من دون إضافة وحذف؟!

- هلا تكلمتم أيها السادة في الأساطير والإسرائيليات والقصص والحكايات والخرافات وتركتم لنا "التوحيد" من دون أن تعكروا صفوه وتدنسوا ساحته الطاهرة؟!"

وساق الكاتب صورا بالمواقع التي تم فيها التزوير والتلفيق على التفسير بحذف ما قاله.

إرضاء لمن؟

نحذف معتقداتنا وكلام علمائنا وبيانهم لمصلحة من؟

لمصلحة الكنيسة؟ 

أم لمصلحة الصليبية العالمية؟

أم إرضاء للنصارى الذين قد لا يروقهم هذا الكلام؟

أم خوفا من العلمانيين الفسقة من أن ينالوا الأزهر ويشنعوا عليه بأنه لا يحترم دين الآخر؟

لابد للأزهر أن يتحرك لوقف هذه اليد الشيطانية التي تعمد في الخفاء لضرب تراثنا في مقتل، وتزييف وعي القراء، ونشر الافتراء والأكاذيب؟

بل تضر بالأزهر كمعقل للثقافة الرصينة، وموئل المعرفة الصادقة الصحيحة.

ربما لا يصدق البعض هذا الكلام وذلك الادعاء، ولكن ها هي الكتب بين يديك بأسمائها وارقام صفحاتها فليراجعها ويتحقق من أراد التثبت.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1629 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع