هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  • أنت ميّت على قيد الحياة
  1. الرئيسية
  2. مدونة حاتم سلامه
  3. عقدة نقص

لا أعلم ما هذا النقص وهذه العقدة المريعة التي تتضخم في ذوات بعض الأشخاص، فيبلغون درجة هائلة من النرجسية الوضيعة التي يسقطون بها من أعين الناس حينما يصرحون بها أويعلمونها عنهم ويظهرها ما يحيط بهم من مواقف.

في الفترة الماضية دعيت إلى كثير من الصالونات الأدبية، وحضرت عددا كبيرا من المناقشات النقدية، متحدثا لا مستمعا، ولم أنظر أبدا لمسألة ترتيب المتحدثين أو يساور خيالي هذا المعنى أو أفرضه على المنظمين أن يضعوني أول المتكلمين، فليتكلم أمامي من شاء أن يتكلم، فلن يزيده هذا ولن ينقصه، لان المسار الحقيقي الذي يرفع المتحدث أو يضعه هو لسانه الذي يتحدث به، والعلم الذي ينطق به، والجديد الذي يبديه ويبهر به الناس.

أما قصة أن أكون أول المتحدثين أو ثانيهم فلم تهمني في يوم من الأيام، فالله تعالى قد من علي بنعمة التواضع والافق العالي الذي لا يرى في هذا الصنيع مذلة او صغارا للنفس، حتى لو تكلم امام طفل صغير، فلن يخدش ذلك من كرامتي ومكانتي شيئا.

منذ عام مضى نظمت لي الاخت الكريمة غادة صلاح الدين غادة صلاح الدين ندوة عن كتابي الأثير (عبدالوهاب مطاوع.. رحلة في حية الكاتب والانسان) وتوجهت لتلامذة الاستاذ مطاوع رحمه الله ادعوهم للحفل والحديث فيه، وكان منهم صحفية من تلامذته وآخر صار اليوم رئيسا لتحرير مجلة الشباب، أي في موقع الاستاذ مطاوع، واستاذن الرجل أن يكون اول المتحدثين، لان له بعض المهمات التي يقضيها وتشغله، وحينما علمت زميلته في التلمذة على الاستاذ مطاوع، انه سيتحدث قبلها، قامت قيامتها وتذمرت وتأففت وغضبت وهاجت وماجت، واعلنت انها لن تشارك في الندوة إلا إذا كان حديثها قبل حديث صديقها، بدون أي أعذار اللهم إلا تصلب الرأي وهوى النفس وعقدة نقص تحكمت فيها.

احترمت موقف الصحفي الكبير وقدرت عذره، ولكني لم احترم ابدا موقف رفيقته في درب الصحافة، التي تأجج كبرا وصلفا وغرورا.

كان هذا الموقف من المواقف التي جعلتني أقدر قيمة نفسي حينما تخلت عن هذا الكبر وهذا الغرور والاعتزاز الواهي بالذات.

كما جعلتني احمد الله ان عافاني من هذه الأدواء والصغائر المستحقرة، فمن تواضع لله رفعه..

يذكر الأستاذ حافظ محمود فيقول: "أذكر أنه وأنا كنا مدعوين للخطابة في حفلة كان بقية الخطباء فيها بين رئيس وزراء ووزير سابق وأعد برنامج الحفلة بالترتيب الرسمي فرئيس الوزراء يسبق رئيس مجلس الشيوخ ورئيس المجلس النيابي يسبق الوزير وعضو مجلس الشيوخ وهو العقاد يسبقني، وبهذا الترتيب جاء اسمه واسمي آخر الأسماء.

ويومئذ سمعت رنين التليفون في بيتي قبل السادسة صباحا فإذا بالمتكلم هو العقاد، وهو في ثورة عارمة بعد أن اطلع من فوره على برنامج الحفلة في الصحف، وإذا به يطلب إلى أن أنذر منظمي هذه الحفلة إذا هم لم يعدلوا برنامجها بحيث يكون اسمانا ققبل الأسماء الأخرى، فإننا نحن الاثنين لن نشترك في هذه الحفلة"

لله دره فأي اعتزاز بالنفس هذا الذي يرى مكانته أعظم من مكانة الوزراء وهو ليس عقدة أو شعورا بالنقص ولكن العقاد كان هكذا فعلا بقلمه وفكره لايمكن أن يدانيه رئيس أو زعيم، لقد كان يرى نفسه فوق هؤلاء جميعا."

وهنا هل يمكن ان نذم العقاد ونقلل منه امام هذا الموقف الذي يشبه موقف اختنا الصحفية تلميذة الاستاذ مطاوع؟

ابدا ابدا فلقد كان هذا العقاد الذي يحق له ان يفعل ذلك لانه العقاد، وإذا لم يفعل ذلك فإنه يخطئ في حق العقاد الذي ساواه قلمه وفكره بالقادة وللزعماء بل فاقهم رتبة ومكانة في تاريخ الامة، اما اختنا فلم تساو العقاد في شيء.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1302 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع