هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  • أنت ميّت على قيد الحياة
  1. الرئيسية
  2. مدونة حاتم سلامه
  3. شكرا د- خالد منتصر

حقيقة اسمحوا لي تجاوزا وعلى غير العادة، أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للدكتور خالد منتصر، نعم إنه هو ذلك العلماني الذي كثيرا ما قلعت حذائي ورميته في وجهه.. وأحيانا كنت أبصق عليه.. فلا تتعجبوا

اسمحو لي اليوم أن أشكره هذا الشكر العاطر ليختلف حالي عن ذلك الحين الذي كنت أكيل له فيه كثيرا من السب والشتم والرمي والقذف والطعن واللعن والتجريح.

وانا حقيقة أعترف أنني أمام هذه النوعية من أمثال الدكتور خالد، أجد أدبي ينحرف ولساني يزلف، وقلمي يرمي بالألفاظ الحادة التي تشبه الصواعق الرعدية.. حالة غريبة تجتاحني حينما يقع بصري على تعليق أو منشور للدكتور خالد منتصر.. وكان من آخر تسلطي عليه أن أطلقت عليه لقب لقيط العلمانية، واقترح علي بعض الاصدقاء الكرام أن يكون هذا لقبه من الان ودائما.

لكننا اليوم ولأننا نحب الإنصاف ونأمر به، لابد أن نسير في اتجاه آخر أجبرنا عليه الدكتور خالد نفسه، إذ نقدم له شكرا عميقا لما اسداه إلينا من معروف كبير، وكان سببا مباشرا في تعريف الجماهير في مصر كلها والوطن العربي بل والإسلامي بشخصية نبيلة سامية شريفة عظيمة، كانت مجهولة غير معلومة، حتى جاء هو وأخرجها إلى النور.

الدكتور خالد جعله الله سببا في هذا الكشف.

ونحن نعذره ونومن أنه لم يكن هذا قصده أبدا، ونؤمن أكثر وأكثر أنه لو كان يعلم أن هذا سيحدث ما فكر ابدا أن ينشر صورة البروفيسور النقيب.. لكن شاء الله أن يحدث هذا التتويج على يديه.

حالة الدكتور منتصر تذكرني بالحديث (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)

وقول الشاعر:

إذا أراد الله نشر فضيلة **طويت أتاح لها لسان حسودِ 

لولا اشتعال النار فيما جاورت **ما كان يعرف طيبُ ريح العودِ

 

الدنيا كلها ومعها الدكتور خالد كانوا يتوقعون أن ينظر الناس للحالة على أنها مجرد لحية طويلة فارهة الطول لرجل عادي ربما يكون له انتماء ديني معين، أو أنه متدين في نفسه بلا انتماءات، فهو إذن حالة تشبه فريسة وفرصة ذهبية للدكتور منتصر، حتى يجعل منه أضحوكة ومسارا للسخرية.. لكن المفاجأة أن تغريدة منتصر كانت الشرارة التي تسببت في انفجار هذا البركان الهائل من المعرفة بالأخلاق والشمائل والفضائل الهائلة التي تحلى بها هذا الرجل، والتي كانت دفينة حبيسة لا يعلمها فقط إلا المقربون منه، والمحيطون به، وما أن نشر منتصر الصورة حتى انطلق تلامذته ومحبوه وكل عارف بفضله، في الحديث عن مكارمه العظيمة وأخلاقه الرائعة التي لا تجعل أي عقل يستمع إليها ويقرأ عنها، إلا ويحترم الرجل ويجله.

منذ نشر الدكتور خالد تغريدته وتتابعت أسفلها التعليقات السخيفة الممجوجة لمن يفتقدون الوعي والرشد ولا يحترمون الدين، حتى انطلق في جهة أخرى كثير من تلامذة الدكتور ومحبيه وعارفي فضله، فقصوا على الناس حقيقته وضربا من سماته وسجاياه، وقرأنا مع القارئين ما كتب فزاد حبنا للرجل، وزاد شكرنا كذلك للدكتور خالد أن كان سببا ولأول مرة في حياته وعلى غير المعهود في إظهار المتدين بهذه الصفات النبيلة الكريمة التي تفوح منها الإنسانية العالية.

وليسمح لي القراء الأعزاء أن أنقل هنا شهادة من تلك الشهادات لتلميذة من تلميذاته واسمها جويرية مالك، لتقص علينا جانبا من شخصية هذا الرجل الذي يشبه الأنبياء في خلقه وطبعه.

تقول:

في إحدي قاعات كلية التربية - جامعة المنصورة

يحاضرنا أ/د في محاضرة صباحية وعلي غير عادة الكثير من دكاترة هذه الكلية الشامخة سمح الدكتور بدخول طالب جاء متأخراً، أذكر وده وتلطفه وبصوت أبٍ حانٍ يسأله: 

لماذا أتيت متأخراً ؟

ليرد الطالب: نمتُ متأخراً

فيسأله الأب الحنون: ولماذا لا تنام باكراً 

فيردُ الطالب  

أنا أعمل وقت الدراسة وانتهي في وقت متأخر لهذا استيقظت متأخراً 

فجأة ينادي الدكتور .. على القهوجي 

ويطلبُ منه أن يُحضِر للطالب قهوة أو شاي لا أذكر كي تساعده لينشط ويركز

كانت محاضراته لا تخلو من المزاح والقصص والفوائد 

كان يصبر علي طلبته ولا يكلفهم ما لا يطيقون ولا يشق عليهم رحمةً بأهليهم. 

* أتصل عليه أطلب منه أن يطّلع علي وريقات كتبتها لبحث 

- ما اسمك : قلتُ …

في أي كلية يا بنيتي: قلتُ كلية تربية عام / قسم لغة انجليزية 

يجيبني: احضري في تمام الساعة.. في مكتبي وسوف أطلع علي بحثك 

ذهبتُ في الموعد المحدد

إذ بدكتور له هيبة . شديد التواضع 

أخذ مني البحث وقال لي: الأسبوع القادم أتناقش معك فيه 

وفي نفسي ( غفر الله لي ظني ) 

أن الأمر أكيد مع انشغال الدكتور سيطول

اتصلت قبل الموعد المحدد بيوم 

قال لي أنتظرك غداً في مكتبي

أذهب لأسمع نصائح وتنبيهات ومناقشة بخصوص بحثي المتواضع الذي أثني علي مجهودي فيه وأحالني علي بعض الكتب لتساعدني في إثراء بحثي 

فأخبره أنها ليست بحوزتي فيقول :

سأعيرك أي كتب تحتجينها إن شاء الله 

فاستغللت الفرصة وقلت له: أختي طالبة مع حضرتك وأوصتني أن أسألكم عن كذا وكذا في البحث المطلوب مها في مادتكم

قال لي: قد تفهمين شيئًا خلاف ما تريد أختك أن تسأل عنه 

قولي لأختكِ تأتي بنفسها وتسأل عما تريد لأنها هي من ستُحسن السؤال والاستفسار

وتعلمتُ من هذا الموقف درساً مهماً

كل إنسان يحسن عرض مسألته

قد أوصل معلومة خاطئة وفق فهمي أنا فبدل أن أساعدها 

أضرها وأضيع مجهودها 

* اتصل عليه أستفتيه في شيء يُفتينى

أستنصحه في أمر فينصحني

أطلب منه مساعدة في خير فلا يتأخر عني

ما جلسنا بين يديه يوماً إلا ولمستُ فيه 

صدق الصالحين، وخشية المتقين، تسمع له فإذا هو بحر علم، موسوعة لغوية، لسانه عربي 

رجلٌ دقيق منظم 

حييّ شديد التواضع 

هينٌ سهل

صاحب خلقٍ دمث

رحيمٌ عطوف لا يبخل بنفسه عن الناس

كنتُ في عزاء ابن صديقةٍ لي وهي امرأة أحسبها صالحة صابرة 

اتصلتُ عليه لأمرٍ ضروري فوقع في نفسي أثناء المكالمة أن أخبره أنني في عزاء شاب حافظ لكلام الله مات وهو ذاهبٌ يصلي الفجر وأمه صابرة محتسبه 

فهل هناك حرج لو تصبّرونها وتواسونها (رُغمَ أنه لا يعرفها )

والله بتواضعٍ جم وأدب وافق 

وبكل رحمة تكلم مع والدته وعزّاها وذكّرها بالله وانتهت المكالمة

وأجد منها فرحة شديدة وشكر وامتنان عظيم لهذه المكالمة التي لم يُرَتب لها وقالت لعل هذه رسالة تثبيت من الله لي.

- إيجابي ومتعاون .. إذا سألته في أمر أو طلب 

والله يسبقك ليبذل لك النصح والمساعدة

اتصلت صديقةٌ لي تسأله عن أفضل نوع كرسيٍ متحرك لوالدتها ( شفاها الله وعفاها ) بحكم أنه يرأسُ مؤسسة خيرية كبيرة تُقدم خدمات طبية فعرض عليها كرسي من المؤسسة علي أن يكون صدقة جارية لمن تبرع به وبعدما تنتهي منه تُعيده

وأوصلته المؤسسة إلي مدينتها التي تبعد عن المنصورة سفر ساعة

فأعانها في قضاء حاجتها ووفر عليها المال والجهد.

- حريصٌ شديد الحرص علي نفع الناس

- خلوقٌ شفوق علي الناس لا يُشدد عليهم في أمر ما استطاع 

يسعي في إسعاد الغير مهما كلفه الأمر

أذكر أن ابنتي الكبري كانت ذاهبة في رحلة لمعرض الكتاب تابعة للمؤسسة ( وفرت أتوبيس للمقيمين من أهل المنصورة بسعر رمزي يعينهم علي حضور المعرض ) 

السفر كان السادسة صباحاً وزوجي في سفر خارج مصر فاعتذرت عن حضورها وحزنت البنت لهذا

والله هاتفتني زوجته (أم يحي بارك الله فيها) ليلاً 

تقول سنأتي ونأخذ جويرية معنا المعرض وسأعتني بها لا تقلقي 

وبالفعل يأتي بنفسه بعد صلاة الفجر ومعه زوجته حتي 

لا تُحرَم ابنتي من فرحة حضور المعرض مع صديقاتها وتعتني بها كما لو أنها أنا

وتعود ابنتي بنفس الطريقة ليلاً مع أحد أصحابه وزوجته ( جزاهما الله خيراً ) 

وهي سعيدة رضية ومعها هدايا المعرض

ما بدأنا في لقاء إلا ذكّرنا بإخلاص النية لله 

ما سمع المؤذن إلا ترك المجلس وقام لصلاة الجماعة

إذا رأي طفلاً خفض له الجناح 

وتبسم له وقبّله وسمع له وشجعه

يذهب زوجي ( الله يحفظه)ومعه ابننا سفيان 

وكطفلٍ حديث السن يتحرك ويلعب من دون حرج 

فيأمره والده أن يجلس مهذباً 

فيطلب منه أن يتركه علي راحته ولا ينهره

ثم ينادي سفيان ويأخذه في حضنه طيلة الجلسة ويقبّله 

ويسأله عن نفسه 

لنتفاجأ في الزيارة التالية بهدية لـ سفيان 

مجموعة من الحيوانات / وهدية مكعبات 

وفرح سفيان بها غاية الفرح لأنه يحب الحيوانات والمكعبات جدًا 

وقال فهمتُ من كلامه المرة الماضية حبه للحيوانات والمكعبات 

ويظل سفيان محتفظاً بهديته من حبه له 

ويزيد حب سفيان في كل لقاء يلمس فيه حنانه ورحمته ورفقه

حتي أن أصغر أولادي صاحبة السبع سنوات

( مُليكَة ) كما يناديها

لا تفوت زيارة إلا وتجلس معه من شدة حبها له

إنه الأستاذ الدكتور المربي الناصح الأب الوالد شيخنا الكريم أحمد النقيب

والله ما رأيتُ منه إلا خيراً ولا سَمِعتُ منه إلا خيراً

جزاه الله عنّا خير الجزاء وبارك علمه وعمره وعافيته

وبعد هذا كله.. ألست معي في أنني كنت على حق حينما شكرت الدكتور خالد منتصر؟!

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1353 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع