كثير ٌ هو الهم عليك يا ولدي
وأنت بهذا السن صغير.
أتراه قد كان يتماً أم عوزاً أم
أنه ُ كان من الوالدين التقصير.
لقد راعني منظرك وأنت جالساً
هنا والكسرة ُ تبدو عليك وأنت
حسير.
فقد أدميت َ لي قلبي وأنا أنظر
إليك وأتسائل ما هذا المصير.
الذي يجعل طفلاً بهذا العمر لا
يدري إين يذهب أو أين يسير.
ليبقى هو هكذا في مكانه من
غير أن يحرك ساكناً وهو أسير.
تلك الظروف التي قد ساقها إليه
القدر من غير أن يكون له التقدير.
لما كان سيكون عليه ذلك المستقبل
ومن كان سيتبنى ظرف ذلك الفقير.
ليكون هو هكذا كريشة ٍ في مهب
الريح وبذلك العوز الخطير.
أم أن المستقبل كان سيخفي له ُ في
النهاية ذلك الدليل.
الذي يمكن أن يجد من خلاله ِ أهلاً
وصحبة ً ولا يبقى الزمن معه بخيل.
لتستقيم الحياة معه ُ وينعم بذلك
الدفء والحنان وإن كان قليل.
أو أنه ُ كان سيضيع ُ مع الأيام وتنتهي
حياته ُ فقيراً معدماً ويعانق المستحيل
ذاك الذي قد أدار له ُ وجهه ُ وتركه ُ هو
هكذا مع تلك المعاناة ضعيفاً وعليل.
ولا يجد حظه ُ مع الأيام ولا كان له ُ
أن يتمنى أو يحلم حتى بحلم ٍ جميل