إنْ ذَّكركَ أحدهم باللَّهِ فكرهتَ منهُ ما فعل، فأعلم أنَّهُ لا خيرَ فيكَ إنْ لم تَكُن تَرى فيما فعلهُ خير، كأنْ يراكَ أحدهم على معصيةٍ ما فيُذّكركَ ولم تنتفع بالذكرى فلتُراجع درجة إيمانك؛ لأنَّ المؤمن ينتفعُ بالذكرى، بل ويحمدُ اللَّهَ أنْ أرسلَ إليهِ مَن يُذّكره، أمَّا إنْ كُنتَ غيرَ ذلكَ فخبيثُ النفسِ أنت، وخُبثُ النفسِ كفيلٌ أنْ يجلبَ لكَ غضب اللَّه.
مَن ذَّكركَ باللَّهِ أحبَّك، ومَن أعانكَ على معصيةٍ كرِهَك، فالزم الأوّل وقاطع الثاني، وأعلم أنَّهُ لا خيرَ في عبدٍ كانَ عونًا للشَّيطانِ عليك.
شَّياطين الجنّ معروفٌ كيفية التحصُّن ضدهم، وكذا شَّياطين الإنس، غيرَ أنَّ بعضَ البشر يَلبَسُ ثوبًا ملائكيًّا؛ ليستُرَ بهِ ما ضَعُفَ من إيمانه، لكنَّ اللَّهَ يكشفُ الحقائقَ في لحظةٍ ظنَّ فيها العبد أنَّ اللَّهَ لم يراه، وتناسى أنَّ بعضَ الظنِّ إثم!
كُن قويّ الإيمان، لا تَخشى سوى الرحمٰن، تبتغي رضاه، وتفعل الخيرَ لأجله، فاللَّهُ أولى بالجميل.
كُن فَظًّا غليظَ القلبِ مع رسولِ الشَّيطان؛ الذي أرسلهُ إليكَ ليُبعدكَ عن طاعةِ المولى عزَّ وجلّ، ويُقرّبكَ من طاعتهِ هو.
رسول الشَّيطان هو كُلُّ عَبدٍ يسعى جاهدًا ليُشغِلَ غيرهُ عن الطاعةِ بل ويخلعهُ منها خلعًا، ويُزيّن لهُ المعصية بل ويُهوّنها عليهِ ويُحقّر لهُ من شأنها.
رُسُل إبليس ليسوا جميعًا من بَنيه، فهُناكَ رُسُلٌ لهُ من بني آدم، رُغم أنَّهُ عدوٌّ لهُم من قبلِ حتّى أنْ يُخلّقوا ببطونِ أُمّهاتهم!
لا تغتر بطاعتك، ولا تأمن مكرَ اللَّه، فإنَّهُ لا يأمنُ مكرَ اللَّهِ إلَّا القوم الخاسرون.
ادعو اللَّهَ ألَّا لا يفتنكَ بأحدٍ وألَّا يجعلكَ فتنةً لأحدٍ، وأنْ يُحصّنكَ ضد شَّياطين الإنس والجان، ولا تنسَ أنَّ دِّينَ اللَّهِ غالٍ فلا تُبخسهُ بخزي فِعالك، ولا تدع أحدًا يسلبكَ إيمانك.