هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  • أنت ميّت على قيد الحياة
  1. الرئيسية
  2. مدونة محمد شحاتة
  3. الدليفري 

أنا مُش بحب زباين آخر الليل، مشوارهم دايمًا بيكون رِخم، خصوصًا بقى لما يكون في منطقة بعيدة، بتبقى حاجة تقيلة على القلب، ومش من اللطيف إن الواحد يختم يومه بحاجة سخيفة زي دي، بس نقول إيه بقى؛ أكل العيش مُر، وشغلانة الدليفري دي عاملة زي اللي بيفتح ورقة البخت، مبتعرفش إيه اللي فيها، يعني فجأة تلاقي المسئول في المطعم بيقول لك: الأوردر ده يوصل المكان الفلاني، وأنت وحظك بقى؛ يطلع بعيد أو يطلع قُريب، في النهاية لازم تعمل شغلك.

 

والنهاردة حظي مكانش أحسن حاجة، لأن قبل الشيفت ما يخلص بنُص ساعة، لقيت المسؤول بيقول لي:

-أسامة، ده الأوردر؛ وده العنوان؛ وصَّله وروَّح من برَّه برَّه.

 

كان بيقول لي كده؛ لأنه عارف إني على ما أروح وأرجع هيكون الشيفت بتاعي خلص، ويمكن بيسهِّل عليا الموضوع من باب إني مقولش شوف حد مكاني لأن شيفتي قرَّب يخلص، خصوصًا إن الطريق حوالي ساعة، ومش من عادتنا إننا نوصل أماكن بعيدة غير لو الزبون حد مهم، وبالمناسبة؛ مكنتش روحت المنطقة دي قبل كده ولا أعرف فيها حاجة، وكان اعتراضي الوحيد هو إني معرفش المكان كويس، لكن المسئول كان مجهِّز ردُّه وقال لي:

-هبعت لَك اللوكيشن على الواتس آب.

 

لما لقيت الموضوع لابسني ومفيش فايدة؛ خرجت من المطعم وركبت العربية وحطيت الأوردر على الكرسي اللي جنبي، وبعدها حطيت التليفون على الحامل وفتحت اللوكيشن، وأنا أصلًا مبحبش أمشي تبع الجي بي إس، أو مش متعوِّد عليه، لأن أغلب المشاوير بيتكون في أماكن قريبة من المطعم، بس يظهر كده إن الزبون ده يخُص المسئول.

 

اتحركت بالعربية؛ الساعة كانت داخلة على واحدة صباحًا، الدنيا بتمطر مطر خفيف، بس الضباب كان عالي، فتحت نور العربية الكبير، وعرفت إن المشوار هياخد أكتر من ساعة، لأني مش هعرف أجري في المطر.

 

فتحت الراديو على نجوم إف إم، أصل قولت أسلِّي طريقي، وفضلت ماشي مع الجي بي إس، لحد ما لقيت نفسي في منطقة هادية جدًا، شارع كله فِلل على الناحيتين، مش قولت لكم في البداية إن الأوردرات دي مش بتطلع إلا لو الزبون مهم، أو يكون تبع المسئول، وده بيخليه مهم برضه.

 

فضلت ماشي لحد ما الشارع قرب ينتهي، كنت خايف ليكون الجي بي إس عملها معايا، وأتوه والأوردر يبوظ مني وساعتها تمنه هيتخصم عليا، بس لقيت نفسي باخد نفس عميق؛ لما سمعت لقيت مُعلِّق الجي بي إس بيقول: "لقد وصلت إلى وجهتك".

 

وقفت بالعربية وبصيت على يميني وشمالي، الدنيا بتمطر والمكان ضلمة، أي نعم ده المكان اللي في اللوكيشن، لكن مكنتش عارف هو أي فيلا بالظبط، بس خمِّنت إن الفيلا على شمالي، لأن اللي على اليمين كانت ضلمة وبوابتها مقفولة، إنما اللي على الشمال؛ كان في بوابتين مفتوحين، كل واحدة فيهم كانت تخُص فيلا، وكل فيلا فيهم كانت منوَّرة.

 

نزلت من العربية وأخدت الأوردر معايا، كنت عايز أسلّمه بسرعة وأطير من المكان، بس كنت في حيرة، هي أي فيلا فيهم اللي أًصحابها طالبين الأوردر؟ أصل البوابتين جنب بعض، والاتنين مفتوحين، ومفيش حد موجود عليهم، فتحت تليفوني ورنيت على المسئول، أقول له إني مش عارف الفيلا بالظبط، لكن اتفاجأت إن التليفون مش مجمَّع شبكة، وساعتها كان لازم أتصرف.

 

قولت في نفسي: لو فضلت واقف كده ممكن النهار يطلع عليا بدون فايدة، لكن لو دخلت ورنّيت الجرس هنجز الموضوع، دخلت الفيلا اللي على الشمال وقولت أجرَّب، لو طلعت هي يبقى خير، ولو مطلعتش تبقى الفيلا اللي جنبها.

 

أخدت بعضي دخلت من البوابة وأنا بقول بصوت عالي:

-دليفري.

 

محدش رد عليا، وساعتها عيني جت على أوضة جنب البوابة، غالبًا هي أوضة البواب، كانت ضلمة وبابها مقفول، وده السبب اللي خلاني أكمل لحد جوه.

 

لكن بعد ما عطيت ضهري للأوضة وبدأت أكمل طريقي، سمعت الباب بيتفتح، وقفت ولفيت وشي لأن أكيد ده البواب، قولت هلاقي حد أسأله ويختصر عليا الطريق.

فضلت واقف مكاني وعيني على باب الأوضة المفتوح، واللي كانت ضلمة من جوه، كنت مستغرب ومش فاهم إيه الحكاية، يعني اللي فتح الباب ليه ساب الأوضة ضلمة ومخرجش منها.

 

قولت في بالي: بوابين آخر زمن، عامل نفسه صاحب الفيلا ومنتظر إن أنا اللي أروح لحد عنده.

 

مكانش فارق معايا لأني عاوز أخلص، أخدت بعضي ورجعت ناحية الأوضة، وقفت قدام بابها ومكنتش شايف حاجة من الضلمة اللي فيها، ساعتها قولت بصوت عالي:

-ياللي جوَّه.. الدليفري، معايا أوردر لأصحاب الفيلا.

 

كنت بكلِّم نفسي، وده اللي حصل حرفيًا لأن محدِّش رد عليا، كرَّرت كلامي أكتر من مرة وبأكتر من طريقة، لكن برضه مفيش فايدة، ومكنش قدامي غير إني أفتح كشاف تليفوني وأنوَّر الأوضة، على شان ألاقي الأوضة فاضية، ومفيش فيها غير سرير حديد صغيَّر بدون مرتبة، وشوية كراكيب مرمية في الأرض!

 

 

أنا مُش بحب زبون آخر الليل، ومشواره بيكون رِخم، خصوصًا بقى لما يكون في منطقة بعيدة، بتبقى حاجة تقيلة على القلب، ومش من اللطيف إن الواحد يختم يومه بحاجة سخيفة زي دي، بس نقول إيه بقى؛ أكل العيش مُر، وشغلانة الدليفري دي عاملة زي اللي بيفتح ورقة البخت، مبتعرفش إيه اللي فيها، يعني فجأة تلاقي المسئول في المطعم بيقول لك: الأوردر ده يوصل المكان الفلاني، وأنت وحظك بقى؛ يطلع بعيد أو يطلع قُريب، في النهاية لازم تعمل شغلك.

 

والنهاردة حظي مكانش أحسن حاجة، لأن قبل الشيفت ما يخلص بنُص ساعة، لقيت المسؤول بيقول لي:

-أسامة، ده الأوردر؛ وده العنوان؛ وصَّله وروَّح من برَّه برَّه.

 

كان بيقول لي كده؛ لأنه عارف إني على ما أروح وأرجع هيكون الشيفت بتاعي خلص، ويمكن بيسهِّل عليا الموضوع من باب إني مقولش شوف حد مكاني لأن شيفتي قرَّب يخلص، خصوصًا إن الطريق حوالي ساعة، ومش من عادتنا إننا نوصل أماكن بعيدة غير لو الزبون حد مهم، وبالمناسبة؛ مكنتش روحت المنطقة دي قبل كده ولا أعرف فيها حاجة، وكان اعتراضي الوحيد هو إني معرفش المكان كويس، لكن المسئول كان مجهِّز ردُّه وقال لي:

-هبعت لَك اللوكيشن على الواتس آب.

 

لما لقيت الموضوع لابسني ومفيش فايدة؛ خرجت من المطعم وركبت العربية وحطيت الأوردر على الكرسي اللي جنبي، وبعدها حطيت التليفون على الحامل وفتحت اللوكيشن، وأنا أصلًا مبحبش أمشي تبع الجي بي إس، أو مش متعوِّد عليه، لأن أغلب المشاوير بيتكون في أماكن قريبة من المطعم، بس يظهر كده إن الزبون ده يخُص المسئول.

 

اتحركت بالعربية؛ الساعة كانت داخلة على واحدة صباحًا، الدنيا بتمطر مطر خفيف، بس الضباب كان عالي، فتحت نور العربية الكبير، وعرفت إن المشوار هياخد أكتر من ساعة، لأني مش هعرف أجري في المطر.

 

فتحت الراديو على نجوم إف إم، أصل قولت أسلِّي طريقي، وفضلت ماشي مع الجي بي إس، لحد ما لقيت نفسي في منطقة هادية جدًا، شارع كله فِلل على الناحيتين، مش قولت لكم في البداية إن الأوردرات دي مش بتطلع إلا لو الزبون مهم، أو يكون تبع المسئول، وده بيخليه مهم برضه.

 

فضلت ماشي لحد ما الشارع قرب ينتهي، كنت خايف ليكون الجي بي إس عملها معايا، وأتوه والأوردر يبوظ مني وساعتها تمنه هيتخصم عليا، بس لقيت نفسي باخد نفس عميق؛ لما سمعت لقيت مُعلِّق الجي بي إس بيقول: "لقد وصلت إلى وجهتك".

 

وقفت بالعربية وبصيت على يميني وشمالي، الدنيا بتمطر والمكان ضلمة، أي نعم ده المكان اللي في اللوكيشن، لكن مكنتش عارف هو أي فيلا بالظبط، بس خمِّنت إن الفيلا على شمالي، لأن اللي على اليمين كانت ضلمة وبوابتها مقفولة، إنما اللي على الشمال؛ كان في بوابتين مفتوحين، كل واحدة فيهم كانت تخُص فيلا، وكل فيلا فيهم كانت منوَّرة.

 

نزلت من العربية وأخدت الأوردر معايا، كنت عايز أسلّمه بسرعة وأطير من المكان، بس كنت في حيرة، هي أي فيلا فيهم اللي أًصحابها طالبين الأوردر؟ أصل البوابتين جنب بعض، والاتنين مفتوحين، ومفيش حد موجود عليهم، فتحت تليفوني ورنيت على المسئول، أقول له إني مش عارف الفيلا بالظبط، لكن اتفاجأت إن التليفون مش مجمَّع شبكة، وساعتها كان لازم أتصرف.

 

قولت في نفسي: لو فضلت واقف كده ممكن النهار يطلع عليا بدون فايدة، لكن لو دخلت ورنّيت الجرس هنجز الموضوع، دخلت الفيلا اللي على الشمال وقولت أجرَّب، لو طلعت هي يبقى خير، ولو مطلعتش تبقى الفيلا اللي جنبها.

 

أخدت بعضي دخلت من البوابة وأنا بقول بصوت عالي:

-دليفري.

 

محدش رد عليا، وساعتها عيني جت على أوضة جنب البوابة، غالبًا هي أوضة البواب، كانت ضلمة وبابها مقفول، وده السبب اللي خلاني أكمل لحد جوه.

 

لكن بعد ما عطيت ضهري للأوضة وبدأت أكمل طريقي، سمعت الباب بيتفتح، وقفت ولفيت وشي لأن أكيد ده البواب، قولت هلاقي حد أسأله ويختصر عليا الطريق.

فضلت واقف مكاني وعيني على باب الأوضة المفتوح، واللي كانت ضلمة من جوه، كنت مستغرب ومش فاهم إيه الحكاية، يعني اللي فتح الباب ليه ساب الأوضة ضلمة ومخرجش منها.

 

قولت في بالي: بوابين آخر زمن، عامل نفسه صاحب الفيلا ومنتظر إن أنا اللي أروح لحد عنده.

 

مكانش فارق معايا لأني عاوز أخلص، أخدت بعضي ورجعت ناحية الأوضة، وقفت قدام بابها ومكنتش شايف حاجة من الضلمة اللي فيها، ساعتها قولت بصوت عالي:

-ياللي جوَّه.. الدليفري، معايا أوردر لأصحاب الفيلا.

 

كنت بكلِّم نفسي، وده اللي حصل حرفيًا لأن محدِّش رد عليا، كرَّرت كلامي أكتر من مرة وبأكتر من طريقة، لكن برضه مفيش فايدة، ومكنش قدامي غير إني أفتح كشاف تليفوني وأنوَّر الأوضة، على شان ألاقي الأوضة فاضية، ومفيش فيها غير سرير حديد صغيَّر بدون مرتبة، وشوية كراكيب مرمية في الأرض!

 

أول حاجة فكرت فيها إن الأوضة مفيهاش حد، وإن بابها مقفول على الفاضي وشوية هوا فتحوه. قفلت كشاف تليفوني وقررت أدخل عند باب الفيلا، ولما بدأت أتحرك سمعت صوت باب الأوضة بيتقفل من تاني.

 

الله! هي إيه الحكاية بالظبط، هو الباب ده شغال بمزاجه ولا إيه؟!

 

ده اللي قولته لما بصيت ورايا واتأكدت إن الباب مقفول، قررت أكبر دماغي منها لأن الأوردر ممكن يبوظ من المطر، دخلت ناحية الباب ورنيت الجرس، ولأن الباب كان له شُرَّاعة إزاز ونور الفيلا كان مفتوح، قدرت ألمح خيال من وراها؛ الخيال كان بيقرَّب؛ لحد ما وقف ورا الباب وبعدها سمعت صوت الباب بيتفتح، وساعتها ظهر قدامي رجل كبير في السن، لكن صحته كانت كويسة، بص لي باستغراب كده فقولت:

_ملقتش البواب برَّه والبوابة كانت مفتوحة، ده اللي خلاني دخلت على هنا على طول.

 

كان لسه مستمر في صمته، وده كان سبب إني كمِّلت كلامي:

_حضرتك طالب أوردر من المطعم.

 

هز راسه كده زي ما يكون افتكر، وبعدها قال لي:

_ثانية واحدة.

 

شكله عنده زهايمر؛ لأنه واضح إنه كان ناسي الأوردر؛ بعدها سابني ودخل جوَّه، الزباين عادةً بتعمل الحركة دي لما بتدخل تجيب الفلوس، وأنا متعوِّد على الكلام ده؛ وقفت أنتظره لحد ما يرجع، بس الوقت فات والراجل لا حِس ولا خبر، قولت أكيد عنده زهايمر وطلع فوق ونسى إني واقف على الباب.

 

مكنش قدامي غير إني أنده بصوت عالي وأقول:

_الدليفري يا جماعة، أوردر المطعم.

 

محدش رد عليا، وده اللي اضطرني أعمل حاجة عمري ما عملتها، وهي إني دخلت الفيلا من جوَّه وندهت بصوت عالي، الريسيبشن كان فاضي، والراجل مكانش له أثر، بس شوفت كلب لونه أسود واقف جنب كرسي من كراسي الصالون، أنا بترعب من الكلاب، ورغم كده محاولتش أجري أو ألفِت انتباهه بأي تصرف، أحسن يطلع يجري ورايا، قررت أنتظر الراجل وأنا ساكت، لكن الوقت فات وهو مظهرش، الموضوع بقى غريب، وأنا مستحيل أطلع فوق مهما كان السبب.

 

فضلت واقف مكاني، بس اللي زاد وغطّى إن الكهربا فصلت، ساعتها مكانش باين قدامي غير عينين الكلب اللي كانوا منورين في الضلمة، بلعت ريقي على شان أبلع خوفي معاه، وأنا معنديش علم إذا كانت الكلاب بتشوف في الضلمة ولا لأ.

 

الوقت بيفوت والحال زي ما هو، الدنيا ضلمة، والكلب عينيه منوَّرة وهو في مكانه، طلعت تليفوني على شان أنوَّر المكان؛ وأول مكان وجِّت الكشاف ناحيته كان الكرسي اللي جنب الكلب، وساعتها شوفت منظر كان هيخلي التليفون يقع من إيدي، وهو إن نفس الراجل كان قاعد على الكرسي، راسه مايله على كتفه الشمال، بوقه كان مفتوح ولسانه مدلدل، وعينيه مبرَّقة وفي دم نازل من رقبته؛ لأن كان فيها أثر دبح!

 

قفلت كشاف التليفون من الارتباك، مكنتش عارف الراجل رجع إمتى ولا اللي حصل معاه ده حصل إزاي، وده اللي خلاني أفتح الكشاف من تاني على شان أتأكد، وساعتها من اللي شوفته، بس ساعتها شوفت الكرسي فاضي، والمنظر اللي شوفته من لحظات مش موجود، بس الكلب كان لسه في مكانه.

 

بمجرد ما عيني جت على الكلب لقيته بيزمجر، وعلى حد علمي يعني إنه لما يعمل كده بيبقى خلاص هيهجم، ده اللي خلاني آخد ديلي في سناني وأجري من المكان، ويخفى الأوردر حتى لو هيتخصم تمنه عليا.

 

خرجت من الفيلا وأنا رجلي مش شيلاني، كنت ببص ورايا كل خطوة والتانية، وفي كل مرة مكنتش بشوف غير عينين الكلب ورايا، عرفت إنه مش هيسيبني، شديت حيلي في الجري وروحت ناحية البوابة، بس للأسف لقيتها مقفولة، ومش هسأل إيه اللي قفلها، لأن كل اللي بيحصل غريب ومش مفهوم.

 

مكنش عندي الوقت إني أفتحها، الكلب مش هيسمح لي أعمل ده، ومكنش قدامي غير إني أجري في الجنينة، يمكن ألاقي حاجة أتدارى فيها، بس في نُص المسافة رجلي داست في منطقة مزحلقة، وساعتها توازني اختل ونزلت على وشي والأوردر وقع جنبي في الأرض.

 

محبتش أقوم، لأني لو عملت كده الكلب ممكن يطول وشي ورقبتي، فضلت في مكاني على شان هجماته تكون بعيدة عن الأماكن الخطرة، وانتظرت هجومه، لكن للأسف مهجمش، الدنيا ضلمة والمطر نازل ومفيش صوت حواليا، وبعد ما اتأكدت إن مفيش حاجة جنبي، قومت من مكاني وبصيت حواليا، على شان أشوف الفيلا ضلمة زي ما هي، والبوابة مفتوحة عادي، وباب أوضة البواب مقفولة.

 

مستحيل كنت أقرب من الفيلا بعد اللي حصل، أخدت بعضي وخرجت على العربية، ركبت وقفلت الباب عليا وأنا مش عارف أعمل إيه، هقول إيه لمسؤول المطعم لما يسألني عن الأوردر؟!

 

استلمت رسالة على تليفوني، كانت محاولة رن، لما شوفتها عرفت إنه رقم المسؤول، زمانه هيقول لي كلمتين على شان تأخير الأوردر، أو يمكن العميل كلمه وقال له إنه لسه مستلمش، بس هيكلمه إزاي وأنا شوفته ميِّت على الكرسي!

 

ميت!

 

لقيتني بقول الكلمة دي في سري، كان جوايا خوف غريب إني أشيل الليلة، ده اللي خلاني آخد بعضي وأتحرك، ولما وصلت لأول الشارع؛ لقيت المسؤول بيرن، فتحت المكالمة وأنا مش عارف هقول إيه، زمانه هيسِن لسانه عليا، بس لقيته بيقول لي:

_معلش يا أسامة، اللوكيشن اللي معاك غلط؛ حاولت أتصل بك كتير بس تليفونك مكانش مجمَّع، أنا باعت لك اللوكيشن الجديد على الواتس.

 

قفلت المكالمة من غير ما أرد، وبعدها فتحت اللوكيشن، مفكرتش في اللي حصل؛ يعني لا حصل إزاي ولا ليه، كل اللي في دماغي إني أخلص من الأوردر وأمشي، وبعدها يحلها الحلال.

 

لما فتحت اللوكيشن ومشيت عليه، ملقتوش بعيد، دا كان في الشارع اللي وراه على طول، ولما وصلت لقيت بوابة الفيلا مفتوحة وفي بواب واقف مستني، وقفت العربية ونزلت ومعايا الأوردر، البواب كان بيبص لي من فوق لتحت، وساعتها بصيت لنفسي؛ ولقيت إن هدومي غرقانة طينة والكيس اللي فيه الأوردر غرقان مايَّه، بس الأوردر نفسه كان سليم، وساعتها قال لي:

_أنت جيت على اللوكيشن الغلط؟

 

هزيت راسي وقولت له:

_أيون.

_وإيه اللي مبهدلك كده.

_مفيش أصل دخلت فيلا في نهاية الشارع اللي ورا، وبعدها حصلت مش مفهومة كده واتزحلقت في الجنينة.

 

لقيته بيبُص كده وبعدها قال:

_برضه.

_هو إيه اللي برضه؟!

_أصل كل ما نطلب دليفري ويتوه بسبب اللوكيشن يروح هناك، وبعدها بييجي مبهدل كده، عمومًا أنا عامل حسابي.

 

وساعتها طلَّع كيس من جيبه ونقل فيه الأوردر وقال:

_مينفعش الأوردر يدخل كده للبيه؛ ساعتها أنا هترفد وأنت هتنطرد من المطعم، وكلنا أرزاقيه على باب الله، وأنا بعمل كده مع كل دليفري بيتوه، بكون مهجِّز كيس جديد.

 

كلامه لفت انتباهي، لأن شكل الحكاية مش أول مرة، وساعتها سألته وقولت له:

_هي إيه الحكاية بالظبط؟

 

بعد ما أخد نفس عميق قال لي:

_والله يا أخي زهقت أحكيها، أنت اسمك إيه؟

_أسامة.

_شوف يا أسامة، من فترة حصلت هنا حادثة قتل، الفيلا اللي في الشارع اللي ورا كان عايش فيها راجل كبير في السن، وكان عايش معاه الكلب بتاعه، هو كان راجل غريب مالوش علاقة بحد، حتى مكانش عنده بواب، وفي مرة كان طالب دليفري؛ ولما الدليفري وصل حس إن الراجل عايش لوحده، ولما الراجل طلب من نفس المطعم تاني واللي جاب الأوردر نفس الدليفري؛ شيطانه وزُّه، لأن الدنيا كانت ليل ومفيش؛ وهو اتربَّص به ودخل وراه ودبحه بغرض السرقة، لكنه اتفاجئ بالكلب اللي طار وراه لما شاف صاحبه مدبوح على كرسي الصالون، وساعتها الكلب جاب بتاع الدليفري وهاتك يا عَض، مزَّعه ومسابوش غير لما فقد الوعي، لحد ما النهار طلع والناس شافته مرمي في الجنينة، اتصلوا بالبوليس والدنيا اتقلبت، اتقبض على بتاع الدليفري ولما فاق اعترف بكل حاجة، ومن وقتها والفيلا مهجورة، أما بالنسبة للكلب، مرضاش يمشي من المكان اللي صاحبه مات فيه، ورفض الأكل والشرب لحد ما مات، ومن ساعتها والفيلا مقفولة، وكل ما بتاع دليفري يتوه ألاقيه راح هناك، وبعدها ييجي متبهدل زي حالاتك كده، وبعد ما أقول له إنه مش أول واحد يحصل معاه كده؛ يطلب مني أحكي الحكاية، زي ما أنت طلبت كده بالظبط.

 

بعدها عطاني حساب الأوردر، أخدت بعضي وركبت العربية من غير ما أنطق، بس أسئلة كتير دارت في راسي، هي الأماكن المهجورة بتستدعي الناس على شان تعرف الحكايات اللي حصلت فيها؟ ولا دي روح الراجل االي اتغدر به وبتستدعي بتوع الدليفري اللي بيتوهوا؛ لما إن اللي ارتكب الجريمة دليفري وكده، وهل روح الكلب اللي هجم على القاتل مهجمش عليا لأني ماليش ذنب؟ ولا كان بيطردني من مكان لمجرد إني بتاع دليفري؟!

 

كل ده كان بيدور في راسي وأنا فاتح شباك العربية وواقف في مكاني، لحد ما انتبهت على صوت البواب وهو بيقول:

_يا أسامة، أنت يا أخ.

_ها.

_ها إيه؟ أنت هتبات هنا ولا حاجة؟

 

عرفت إني واقف في مكاني وسرحان، ساعتها قفلت الشباك وبدأت أتحرك، وكنت واخد قرارين مهمين، الأول؛ إني مش هخرج في أماكن بعيدة بالليل مهما كان التاني، والقرار التاني؛ هو إني مش همشي ورا اللوكيشن مرة تانية.

 

تمت...

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

775 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع