جاء للرسول مكبلا ورده رسول الله
وقطع الطريق فأرسل إليه رسول الله
إنه الصحابي البار بوالده رقيق القلب الذي تحول لليث كاسر لا يهاب
إنه
ابو جندل بن سهيل بن عمرو
شاب في مقبل العمر رقيق القلب هادئ الطباع
اسلم أخاه اولا وكان قوي الشكيمه لا يهاب فنطق علي يد أخاه الشهاده قبل غزوه بدر فقيده اباه بأساور من حديد في قدميه حتى دميت احداهما فأخبره اباه اترك دين محمد واتركك فقال لا والله لن اترك دين محمدا حتي وان ازهقت روحي فتركه مقيدا ومنعه من الهجره
وفي صلح الحديبيه كانت قريش قد اختارت سهيل بن عمرو خطيبا مفوها عنهم ليناقش المسلمين في شروط الصلح بين قريش والمسلمين. فذهب سهيل بن عمرو ووضع شرطا في الصلح ان من يذهب للمسلمين من قريش عليهم أن يردوه ومن يذهب من المسلمين لقريش مرتدا عن الإسلام لا يعيدوه فتشاور الرسول مع الصحابه فوافق الصحابه
وتم عقد الصلح او الهدنه بين المسلمين و كفار قريش ثم جاء ابو جندل يجر قدميه والحديد بها
ففزع ابيه وامسك بتلابيبه وضرب وجهه
وقال سهيل: هذا يا محمَّد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي
فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم
اتركه وهبه لي ( أجزه لي )
قال سهيل بن عمر
قد لجت القضيه بيني وبينك قبل أن ياتيك هذا
قال الرسول صل الله عليه وسلم
صدقت
فقال ابو جندل يا معشر المسلمين أرد الي المشركين يفتنوني في ديني
فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم
أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجا ومخرجا
وإنا صالحنا القوم وإنا لا نغدر
وما كان ذلك الا امتثالاً لأمر الله تعالى بالوفاء بالعهود : {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
يا حبيبي يا رسول الله لم يكن حينها معه أحد ولكن سيدنا محمد لا ينطق عن الهوي بل هو وحي يوحي
رجع أبو جندل مع ابيه فلما جني عليه الليل هرب والتحق بأبي بصير والتحق بهم آخرون من غفار وكل من اسلم خلال تلك الفتره التحق بأبي بصير وأبي جندل وصاروا يقطعون الطريق علي قوافل قريش ويأخذوا ما بها حتي ضجت قريش وكتبوا لرسول الله صل الله عليه وسلم
انا نناشدك بالرحم فمن آتاك فهو آمن فردهم عنا الله ـ
فأرسل النبي صل الله عليه وسلم لأبي بصير وأبي جندل رساله يؤمنهم ولكن أبي بصير كان علي فراش الموت ففرح لما علم ان رسول الله أرسل في طلبهم ولكن أبي القدر ذلك ووافته المنيه
فدفنه أبو جندل وأقام له مسجدا وذهب لرسول الله ومن معه في المدينه
فأنزل الله عز وجل ـ :بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً
لم يشارك بغزوات النبي ولكنه شارك في فتح الشام وذلك في عهد عمر بن الخطاب
وشرب الخمر نتيجه تأويله وفهمه الخاطئ للآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
((لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))
فأصر عمر بن الخطاب أن يقيم عليه الحد نتيجه تأويله للآية
ومات بطاعون عمواس في السنه الثامنه عشر من الهجره
احب الأسلام وكان بارا بوالده تحول من رقيق القلب لليث تخشاه قريش كلها
رضوان ربي عليه